نجحت اليابان اليوم الخميس بإطلاق مهمة "مون سنايبر" لاستكشاف القمر التي يسعى برنامج طوكيو للفضاء من خلالها إلى تجاوز سلسلة إخفاقات تعرّض لها في الأشهر الماضية.
وتأتي المهمة اليابانية بعيد تحقيق الهند نجاحًا تاريخيًا في إنزال مركبة على سطحه، حيث أصبحت الهند الشهر الماضي رابع دولة بعد روسيا والولايات المتحدة والصين تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة على سطح القمر وتحديدًا قرب قطبه الجنوبي الذي لا يزال غير مستكشف إلى حد كبير، في إنجاز تاريخي لبرنامجها الفضائي المنخفض الكلفة.
أمّا اليابان، فقد سجّلت محاولتين فاشلتين لإنزال مركبة على القمر. فقد حاولت العام الماضي إنزال مركبة "أوموتيناشي" على متن مهمة "أرتيميس 1" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لكن فقد الاتصال مع المركبة.
وفي أبريل/ نيسان، فشلت شركة "آيسبيس" اليابانية الناشئة في محاولة طموحة لتصبح أول شركة تهبط على القمر، إذ فقدت الاتصال مع مركبتها بعدما قالت إنه كان "هبوطًا قاسيًا".
مركبة "أس أل آي أم" تهبط على سطح القمر في 2024
وفي وقت مبكر من صباح الخميس، أقلع الصاروخ "اتش-آي آي ايه" من جزيرة تانيغاشيما الجنوبية حاملًا المركبة التي من المقرر أن تهبط على سطح القمر في مطلع العام 2024.
وتابع الحدث 35 ألف شخص عبر الإنترنت، بينما علت الصيحات والتصفيق في مركز التحكم بالمهمة الفضائية.
WATCH: Japan's lunar rocket blasted off on Thursday, offering relief following a series of failures. The space race is heating up after India's successful moon landing last month https://t.co/XzGU5zh78E pic.twitter.com/yLNqvfL3Co
— Bloomberg (@business) September 7, 2023
ويحمل الصاروخ مركبة "أس أل آي أم" التي من المقرر أن تهبط على القمر، إضافة إلى قمر اصطناعي طوّرته وكالة الفضاء اليابانية ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية.
وكانت الوكالة اليابانية أرجأت عملية الإطلاق ثلاث مرات، آخرها في أواخر أغسطس/ آب بسبب الرياح العاتية قبل نحو نصف ساعة فقط من موعد الإطلاق.
مهمة "مون سنايبر"
وتعرف المركبة باسم "مون سنايبر" ("قنّاص القمر") لكونها مصمّمة للهبوط على مسافة أقصاها 100 متر من هدف محدد، وهي أقل بكثير من المسافة التي عادة ما تكون بالكيلومترات.
وأوضحت وكالة الفضاء اليابانية أنه "من خلال بناء مركبة الهبوط أل أل آي أم، سيحقق البشر نقلة نوعية نحو القدرة على الهبوط حيث نريد وليس فقط حيث يكون الهبوط سهلًا".
وقالت: "من خلال ذلك، سيصبح الهبوط ممكنًا على كواكب مواردها أقل من القمر"، مشيرة الى أنه "لم يسجّل سابقًا هبوط نقطوي على أسطح أجرام سماوية ذات جاذبية مهمة مثل القمر".
ولفتت الوكالة إلى أن القمر الاصطناعي سيجري دراسات بالأشعة السينية لرياح غاز البلازما التي تهب بين المجرات، ما سيساهم في دراسة "تدفقات المادة والطاقة، وكشف تكون الأجرام السماوية وتطورها".
سلسلة إخفاقات
وقد زوّدت مركبة الهبوط بمسبار كروي الشكل تمّ تطويره بالتعاون مع شركة ألعاب. ويمكن لهذا المسبار، وهو أكبر بشكل طفيف من كرة مضرب، أن يبدّل من شكله للتحرك على سطح القمر.
وسبق لليابان أن عرفت حصّتها من الخيبات في مجال المهمات الفضائية.
فإلى جانب إرسال مركبتين سابقتين إلى القمر، عانت طوكيو من فشل عمليات إطلاق الصواريخ الحاملة للمركبات الفضائية، خصوصًا إقلاع صاروخ "أتش 3" في مارس/ آذار و"إبسيلون-6" العامل بالوقود الصلب في أكتوبر/ تشرين الأول.
كما انفجر محرك صاروخ "إبسيلون إس" في يوليو/ تموز الماضي بعد أقل من دقيقة على تشغيله، وهو نموذج مطوّر من صاروخ "إبسيلون-6".