الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

بعد ضربة سوريا.. كيف سيؤثر الصراع بين إيران وأميركا على المنطقة؟

بعد ضربة سوريا.. كيف سيؤثر الصراع بين إيران وأميركا على المنطقة؟

Changed

"للخبر بقية" يتناول مآلات الصراع بين إيران والولايات المتحدة بعد الضربات المتبادلة في سوريا (الصورة: غيتي)
تدور معركة في أروقة السياسة بجانب المعارك العسكرية، حيث تصعّد طهران من نبرتها ضد واشنطن فيما يؤكد بايدن أنها لا تسعى للصراع مع إيران.

تتسارع الأحداث في المنطقة، وتحديدًا بعد التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران الذي تدور رحاه في سوريا.

وكانت بداية الشرارة مع استهداف قواعد للتحالف في دير الزور بطائرات مسيّرة وصواريخ تزعم واشنطن أنها إيرانية المصدر، فيما تنفي طهران ذلك.

وردت الولايات المتحدة باستهداف فصائل موالية لطهران ما أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.

مواجهة سياسة

وأمام المواجهة العسكرية، تدور معركة أخرى في أروقة السياسة؛ تصعّد طهران من نبرتها ضد واشنطن، ليقول المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: "إن أي هجوم على القواعد التي أنشأت بناء على طلب من النظام السوري سيقابل برد فعل فوري".

كما صعّدت فصائل موالية لإيران في سوريا في بيان لها بالقول: "إن لديها اليد الطولى للرد على أي ضربات أميركية على مواقعها".

أما واشنطن، فقد أكّدت على لسان رئيسها الذي كان قد سارع بالرد على الضربات التي طالت القواعد بأنها لا تسعى إلى صراع مع طهران، لكنها مستعدة للتعامل بقوة والعمل من أجل حماية أمن شعبها.

توقيت خاص للتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، ويأتي بعد أيام قليلة على استئناف العلاقات الإيرانية السعودية.

"احتلال أميركي"

في هذا السياق، يعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق سيد هادي أفقهي أن من بدأ واستمر في الهجمات على مناطق مختلفة هو الطرف الأميركي وإلى جانبه الطرف الإسرائيلي، "وأن ما تقوم به المقاومة في الداخل السوري هو مقاومة مشروعة".

ويقول أفقهي في حديث إلى "العربي" من طهران: "إن الوجود الأميركي هو احتلال، فهو لم يحصل بطلب من النظام السوري".

ويرى أنه كان من الضروري "الرد على تجاوزات القوات الأميركية في غرب الفرات، حيث تسيطر على حقول القمح والنفط".

ويلفت أفقهي إلى أن أمر الرد "لا يتعلق بإيران وحدها، بل توجد أيضًا روسيا وفصائل محور المقاومة مثل حزب الله".

بقاء أميركا ضروري

من جهته، يرى النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي ميك ميلروي أن "الولايات المتحدة تعتبر أن البقاء في الأراضي السورية والعراقية أمر ضروري لهزيمة تنظيم الدولة".

ويشرح في حديث إلى "العربي" من مونتانا أن "الولايات المتحدة موجودة هناك بناء على طلب الشعوب".

ويقول: "نحن هناك لدعم الفصائل التي تقاتل ضد تنظيم داعش ونقدم لها الاستشارات المطلوبة".

ويؤكد أن "القوات الأميركية تتعرض باستمرار لهجمات من القوات الموالية لإيران لكنها ستستمر بدعم الشعوب".

مشروعان متناقضان

بدوره، يشير الباحث في مركز الشرق للدراسات سعد الشارع إلى أن "نهر الفرات يفصل بين مشروعين، الأول تدعمه الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية، وفي الجهة الأخرى توجد القوات الموالية لإيران".

ويعتبر في حديثه إلى "العربي" من غازي عنتاب، أنه "منذ وجود القوات الموالية لإيران بدأ سجال ناري بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية".

ويلفت إلى أن التصعيد بين الطرفين في الفترة الأخيرة سببه أن "الإستراتيجية الأميركية لا تذهب نحو التصعيد الكبير، فعمدت طهران إلى استهداف النقاط العسكرية الأميركية".

ويلفت الشارع إلى أن "تنظيم الدولة لم يستهدف القوات الأميركية منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بل من قام بالاستهداف هو الميليشيات الإيرانية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close