مع وصول متحوّر "أوميكرون" لفيروس كوفيد-19 إلى دول مجلس التعاون الخليجي، تصدّرت الإجراءات الاحترازية المتشدّدة المشهد من جديد، رغم حملات التلقيح الواسعة التي شملت 29 مليون جرعة في هذه الدول لوحدها، والتي أدت إلى انخفاض عدد الإصابات، وتزايد نسب التعافي من الفيروس.
كما علّق بعض دول الخليج رحلاته الجوية مع دول إفريقية، ووضعها البعض الآخر في القائمة الحمراء ضمن سياسة السفر والعودة.
وعادت الدول إلى فرض الإجراءات الاحترازية ولا سيما ارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وتحديد الطاقة الاستيعابية في المناطق المغلقة والمفتوحة، وتعليق الدروس حضوريًا.
كما اعتمدت دول الخليج الجرعة المعزّزة للقاح شرطًا لاستمرار حالة التحصين في الفترة المقبلة. وشهدت المنظومات الصحية في هذه الدول سيطرة على الوضع مع انتشار متحوّر "أوميكرون"، في ظل انخفاض عدد الوفيات والدخول إلى العناية المركّزة، مقارنة مع متحوّر "دلتا" والفيروس الأصلي.
وتسعى دول الخليج للوصول إلى أعلى نسبة من التلقيح الكامل لسكانها، مستندة إلى ذلك في إدارتها للأزمة السابقة خلال عامين كاملين بين غياب للقاح وتوفّره للحد من خطورته.
نجاح في عملية التلقيح
ورأى البروفسور ليث أبو رداد، أستاذ أبحاث وسياسات الرعاية الصحية في كلية وايل كورنيل في قطر، أن دول الخليج سجّلت نجاحًا كبيرًا في عملية التلقيح.
وأضاف أبو رداد، في حديث إلى "العربي" من قطر، أن التحدي الحالي يكمن في الحدّ من انتشار متحوّر "أوميكرون" الذي يتميّز بسرعة انتشاره، متوقّعًا أن تمرّ موجة أوميكرون بسرعة فائقة أي خلال ثلاثة أشهر تقريبًا.
وأوضح أن الجرعة المعزّزة مهمة جدًا، لأن فاعلية اللقاح تخفّ مع الوقت، مضيفًا أن هذا النهج لن يستمرّ إلى ما لا نهاية، ونحن بحاجة إلى تحديث اللقاح، أي لقاح فعّال ضدّ جميع المتحوّرات.
لكنّه في الوقت نفسه، أكد أن اللقاح فعّال وآمن، ولا يزال أفضل حلّ للحماية من المرض.
وأشار إلى أن دول الخليج تتمتّع بمعدل متوسّط حياة من أكبر المعدّلات في العالم، ومن الأسباب الرئيسة لذلك هو اللقاحات.
وأكد المطيري أن فيروس كورونا سيتحوّل إلى متوطّن، وسيتعايش العالم معه.
"إدارة ممتازة"
بدوره، أوضح الدكتور عبدالله المطيري، استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة، أن إدارة دول الخليج لأزمة كورونا كانت "ممتازة" بشكل عام، مقارنة مع دول أخرى.
وقال المطيري، في حديث إلى "العربي" من الكويت، إن دول الخليج تتمتّع بنسب تلقيح كبرى، لكنّه حذّر في الوقت نفسه من أن ازدياد نسب الإصابات بالمتحوّر الجديد قد يحتاج إلى رعاية صحية في المستشفى.
وأوضح أن الجرعة المعزّزة ضرورية للفئة العمرية فوق الخمسين عامًا، وللطواقم الطبية والتمريضية.