الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

بعد عامين.. هذا ما نعرفه عن وسائل الوقاية من فيروس كوفيد-19

بعد عامين.. هذا ما نعرفه عن وسائل الوقاية من فيروس كوفيد-19

Changed

باتت الكمامة أداة أساسية في مكافحة فيروس كورونا (غيتي)
باتت الكمامة أداة أساسية في مكافحة فيروس كورونا (غيتي)
مع ظهور متحوّرات جديدة من فيروس كورونا، لا تبدو اللقاحات وحدها كافية للقضاء على الجائحة، حيث يؤكّد العارفون على وجوب الالتزام بتدابير وقائية أخرى.

في 11 يناير/ كانون الثاني 2020، خطف فيروس كورونا ضحيته الأولى، حيث بدأ بالتفشّي في مختلف أنحاء العالم وهو ما تسبّب باضطرابات في الحياة، لكنّه ساهم أيضًا في تطوّر العلوم بشكل كبير، بما في ذلك طرق حماية أنفسنا.

وفي بداية الجائحة، شدّدت السلطات الصحية كثيرًا على غسل اليدين لمنع انتقال كوفيد-19.

لكن خلال عام 2020، ظهر إجماع بين العلماء: بالإضافة إلى انتقال الفيروس عبر الأيدي الملوثة التي نضعها على أنوفنا أو أفواهنا، ينتقل هذا المرض بشكل كبير عبر الهباء الجوي أو الرذاذ، وهو سحب من الجسيمات تنبعث من البشر عند التنفس أو التحدث أو الصراخ أو الغناء.

التهوية الجيدة

وفي غرفة مغلقة وسيئة التهوية، يمكن لهذا الرذاذ أن يبقى في الهواء لفترة طويلة وأن يتحرك في كل أنحاء المكان، ما يزيد بشكل كبير من خطر العدوى.

ورغم ذلك، فإن أهمية التهوية التي تساهم في تشتيت هذه السحب الملوثة ليست دائمًا مفهومة جيدًا لدى عامة الناس.

وفي تصريح لـ "فرانس برس"، قال أرنو فونتاني، عضو المجلس العلمي الذي يوجّه الحكومة الفرنسية: "أعتقد أنه كان هناك خطأ في التواصل: لم نكن نحن العلماء واضحين بما فيه الكفاية بشأن التهوية"، مضيفًا: "عندما يتحدث العلماء عن تدابير الوقاية، يجب أن نوضح للناس أنّ التهوية جزء منها".

أهمية الكمامات

وكانت النتيجة المباشرة للوعي بانتقال الفيروس عبر الهباء الجوي، تغيّر الخطاب حول الكمامات بشكل جذري في عامين.

فقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية والعديد من الحكومات في البداية، أنّ الكمامات يجب استخدامها فقط من قبل العاملين الصحيين والمرضى وأقاربهم وليس من قبل عامة الناس.

لكن في نظر مؤيدي تعميم وضع الكمامة، كان ذلك الخطاب يهدف قبل كل شيء إلى تجنّب حدوث نقص في الكمامات في صفوف العاملين في القطاع الصحي.

واعتبارًا من ربيع 2020، طرأت بعض التغييرات، وأصبحت الكمامة أداة أساسية في مكافحة الوباء، وأصبح وضعها إلزاميًا في بعض الأحيان.

ومع ظهور المزيد من المتحوّرات، تم التخلّي عن الكمامات البسيطة المصنوعة من النسيج، وهي أقل قدرة على تصفية الهواء، لصالح الكمامة الجراحية.

ومع هيمنة المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى، ينصح العديد من العلماء الآن باستخدام كمامة "إف إف بي 2" في الأماكن المغلقة. وتعتبر هذه الكمامة أكثر ملاءمة للوجه وأكثر قدرة على التصفية، وبالتالي فهي توفر حماية أكبر، لكنها أيضًا أكثر تقييدًا.

فعالية اللقاحات

وأثبت هذا الوباء إمكانية تطوير لقاحات ضدّ مرض غير مسبوق، ثم إعطائها لسكان العالم في أقلّ من عام، حيث كانت هذه الخطوة تستغرق وقتًا أطول بعشر مرات.

وفي أوائل يناير/ كانون الثاني 2022، وبعد أكثر من عام بقليل على بدء حملات التحصين العالمية، كان حوالي نصف سكان الكوكب قد تلقّوا اللقاح بالكامل ضدّ كوفيد، وفق موقع "أوكسفورد أور وورد إن داتا" العلمي.

لكن التوزيع غير العادل والمتكافئ للّقاحات بين البلدان الفقيرة والغنية، وهو ما كان متوقعًا منذ البداية، قد وقع.

وفي خطابه لمناسبة حلول العام الجديد، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "إذا وضعنا حدًا لعدم المساواة، فنحن نضع حدًا للوباء"، مذكّرًا بأنّ هدفه هو "تلقيح 70% من الأشخاص في كل العالم بحلول يوليو/ تموز".

وكان التلقيح الأداة الأساسية في مكافحة الوباء، فمن دون اللقاحات، كان يمكن أن تكون الخسائر البشرية أكبر بكثير لأنها تحمي من الأشكال الخطيرة للمرض. ومع ذلك، فإن بعض الآمال التي أثارتها اللقاحات لم تتحقّق، خاصة لناحية وضع حد للوباء.

"أدوات تكميلية"

لكن الأمر لم يكن كذلك، لأنّ اللقاحات لا تمنع انتقال الفيروس التاجي، كما أنّ فعاليتها تتضاءل بمرور الوقت.

كذلك، فإن فعالية اللقاحات ضدّ المتحورات الأحدث، الآن أوميكرون وقبلها دلتا، هي أقلّ ممّا كانت عليه ضد السلالة الأساسية لفيروس كورونا سارس-كوف-2.

وكلّ هذا دفع الدول الغنية إلى تكثيف حملاتها بالجرعة المعزِّزة لاستعادة فعالية اللقاحات ضد الوباء، لكن ليس من المعروف بعد مدة تأثيرها.

لذلك، فإن الرهان يقع الآن على الجرعات المعززة، حتى لو كان ذلك يعني الاضطرار لمضاعفتها، وهي استراتيجية قد تكون قصيرة الأمد، كما يحذّر متخصّصون.

وحذّر غيبرييسوس من جهته في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الفائت من أنّه "لن تتمكن أي دولة من التغلّب على الوباء بجرعات معزّزة".

وكانت ماريا فان كيركوف، المديرة الفنية لمنظمة الصحة العالمية المكلفة وباء كوفيد-19 قد كتبت الإثنين على "تويتر" أنّ "اللقاحات لن تقضي بمفردها على الجائحة"، مشدّدة على وجوب الاستعانة بأدوات تكميلية أخرى منها "المراقبة والاختبارات والحجر والعلاجات والتهوية والكمامات والتباعد الاجتماعي".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close