أصدرت محكمة جنايات القاهرة التي عُقدت بالتجمع الخامس، اليوم الخميس، حكمًا بإعدام كريم.س المعروف بـ"سفاح التجمع" شنقًا وبالإجماع، بعد ورود رأي مفتي الجمهورية المصرية، بجواز هذا الحكم للمتهم بالقتل العمد لـ3 سيدات، والتخلص من جثثهن في الصحراء، وحيازة مواد مخدرة، وتعذيب ضحاياه.
واهتز الشارع المحلي في مصر، خلال شهر مايو/ أيار الفائت، حين كشفت تحريات السلطات الأمنية في البلاد، عن قاتل متسلسل للسيدات، وهو "تيكتوكر" شهير، كان يستدرج ضحاياه عبر وسائل التواصل، قبل أن يتخلص منهن في شقته بالتجمع الخامس، بعد تعذيبهن، وممارسة العنف الجنسي معهن، والتخلص لاحقًا من جثثهن.
تفاصيل الجرائم المروعة
وكانت النيابة العامة قد أعلنت تفاصيل جرائم سفاح التجمع في 28 مايو/ أيار الماضي، إذ بدأت الجرائم بالتكشف منذ إخطار النيابة في 16 مايو بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقاة على أحد الطرق في محافظة بور سعيد. وأفضت التحقيقات إلى معرفة هويتي الضحية والقاتل الذي اعترف لاحقًا بجرائم أخرى.
وقالت صحيفة "المصري اليوم" إن المتهم وصل إلى مقر المحاكمة المنعقدة بالتجمع الخامس اليوم، وسط حراسة أمنية مشدّدة، وفي حضور محاميه وغياب أفراد أسرته.
ونقلت تقارير صحفية محلية أن "سفاح التجمع" كان يصلي ويتلو الأدعية، قبل النطق بالحكم، الذي واكبته مطالعة النيابة العامة للقضية، والتي رأت أن القاتل "لم تأخذه شفقة ولا رحمة، بضحيته الأولى التي استدرجها إلى مسكنه، لتنفيذ مخططه الإجرامي".
وأضافت النيابة أنه و"حين اختمرت في ذهنه رغبة جنسية شاذة في معاشرة جثتها بعد قتلها، قدم لها عقاقير مخدرة حتى يصل إلى ما يريد، وفعل ما في ذهنه، ثم جذب عنقها برابط ملابس كان قد أعده سلفًا جاذبًا طرفيه إلى أن تيقن من إزهاق روحها وبلغ مقصده".
وأكملت النيابة العامة مطالعاتها، فقال ممثل الادعاء إن "المتهم قتل ضحيته الثانية عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، حيث عقد العزم على قتلها لتنفيذ رغبته الشاذة في معاشرة جثث الموتى إذ قدم لها عقاقير مخدرة لشل مقاومتها، وأنهى حياتها بعد أن آواها في مسكنه، مستغلًا ظروفها المعيشية كونها بلا مأوى، ثم أطبق على رقبة الضحية لمدة 10 دقائق في أثناء موتها حتى سالت دماؤها ثم قام بمعاشرتها جنسيًا".
وتابعت النيابة العامة المطالعة المروعة لتفاصيل جرائم "سفاح التجمع"، وقالت: "قتل السفاح ضحيته الثالثة عمدًا مع سبق الإصرار وقدم لها جواهر مخدرة، ولما غابت عن الوعى طوق جيدها برابطة عنق، كان قد أعدها سلفًا جاذبًا طرفيها ثم علق جسدها إلى أن تيقن من إزهاق روحها وبلغ مقصده، وانتظر موتها ليستمتع بمعاشرة جثتها والتمثيل بها حيث علق رقبتها في باب الحمام".
شريكة القاتل
يذكر أن القاتل، كان يقوم بتصوير الجرائم، وقد استعرض القضاء مقاطع الفيديو بجلسة سرية، ما تسبب بتنحي فريق دفاع أول كان قد انبرى للتوكل عن المتهم، ليتسلم بعدها فريق دفاع آخر المهمة.
وكان "سفاح التجمع" قد أقر بارتكاب جرائمه، وهو ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتفيْ المتهم وهواتف الضحايا، وتحديد نطاقها الجغرافي بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجني عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث، وفق ما قالت صحيفة الأهرام.
كما تأكد أيضًا بفحص النيابة العامة لآلات المراقبة المثبتة بمحطات تحصيل الرسوم بطريق 30 يونيو في اتجاهيه، من عبور المتهم لها تزامنًا مع تخلصه من جثمانيْ المجني عليهما الأولى والثانية.
وقد بينت الجرائم تورط شريكة للقاتل كانت قد عملت على استقطابها فتيات لممارسة الأعمال المنافية للآداب معه، لتقرر المحكمة يوم الإثنين سجنها لمدة 10 سنوات وغرامة قدرها 200 ألف جنيه.
وكانت صحيفة "اليوم السابع" قد أشارت إلى أن التحقيقات كشفت أن "حنان" وتلقب بأم شهد، اعترفت بإرسال البنات للمتهم كريم لممارسة الرذيلة معهن مقابل مبالغ مادية.
والشهر الماضي، أحال القضاء المصري أوراق قضية "سفاح التجمع" إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه شنقًا، وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن محكمة جنايات القاهرة حددت اليوم كموعد نهائي للحكم على "كريم.س" وهو يبلغ من العمر 36 عامًا، وأب لطفل في العاشرة من عمره من زواج سابق، ويقدم على منصات التواصل محتوى لتعليم اللغة الإنكليزية، يتصيد ضحاياه عبره.