الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

بعد عودة حمدوك.. قتيل في احتجاجات رافضة لانقلاب السودان

بعد عودة حمدوك.. قتيل في احتجاجات رافضة لانقلاب السودان

Changed

السودانيون يواصلون احتجاجاتهم رفضًا للانقلاب العسكري (غيتي)
السودانيون يواصلون احتجاجاتهم رفضًا للانقلاب العسكري (غيتي)
أفادت لجنة الأطباء المركزية في السودان بأن الفتى "يوسف عبد الحميد هو الشهيد الأول في مقاومة الاتفاق الانقلابي المداهن المعلن اليوم".

أفادت لجنة الأطباء المركزية في السودان، اليوم الأحد، بأن فتى في السادسة عشرة من عمره قتل في الاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري وللاتفاق الذي عاد بموجبه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه.

وقالت اللجنة على صفحتها على فيسبوك: إنّ "يوسف عبد الحميد، 16 سنة" فارق الحياة "بعد إصابته برصاص حي في الرأس" من قبل "ميليشيات الانقلابيين متعددة الأسماء والمهام والأشكال".

وأضافت أنه بذلك يرتفع عدد القتلى منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول إلى 41 قتيلًا، ويكون يوسف عبد الحميد "الشهيد الأول في مقاومة الاتفاق الانقلابي المداهن المعلن اليوم".

وشهدت الخرطوم ومدن أخرى مظاهرات احتجاجًا على الانقلاب العسكري وللمطالبة بحكم مدني ديمقراطي، ورفضًا لإجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

"ترحيب" بالاتفاق الجديد

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد أعيد إلى منصبه في أعقاب اتفاق سياسي جديد عقده مع البرهان. ولاقى الاتفاق رفضًا واسعًا من قبل تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير.

ورحبت الأمم المتحدة بالاتفاق الجديد بين البرهان وحمدوك، لكنها شددت على "الحاجة إلى حماية النظام الدستوري للمحافظة على الحريات الأساسية المتمثلة بالتحرّك وحرية التعبير والتجمع السلمي".

كما رحبت به مصر و"أشادت بالحكمة والمسؤولية التي تحلت بها الأطراف السودانية في التوصل إلى توافق حول إنجاح الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح السودان العليا"، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.

كذلك رحبت السعودية بالاتفاق لـ"دفع العملية الانتقالية إلى الأمام وتحقيق تطلعات الشعب السوداني"، وفق بيان الخارجية السعودية.

اتفاق يشمل 14 نقطة

وقبل مراسم التوقيع التي نقلها تلفزيون السودان، وصل حمدوك إلى القصر الجمهوري في أول ظهور بعد ساعات من رفع الإقامة الجبرية عنه منذ قرارات البرهان بحل مؤسسات الحكم الانتقالي الشهر الماضي.

وقاد البرهان انقلابًا في 25 أكتوبر/ تشرين الأول خلال مرحلة انتقال هشة في السودان. واعتقل معظم المدنيين في السلطة وأنهى الاتحاد الذي شكله المدنيون والعسكريون وأعلن حالة الطوارئ.

وبثّ التلفزيون تفاصيل الاتفاق السياسي الذي شمل 14 نقطة في مقدمتها: تولي حمدوك مجددًا رئاسة الحكومة و"إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والعمل على بناء جيش قومي موحد".

احتجاجات متواصلة

وفي الخرطوم ومدينتي كسلا وعطبرة في شرق البلاد وشمالها، واصل آلاف السودانيين احتجاجاتهم ضد الانقلاب العسكري. وتحوّلت الاحتجاجات إلى تعبير عن الرفض للاتفاق السياسي الجديد، حسب ما أكد شهود عيان.

وفي المقابل أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين خرجوا مساندين للحكم المدني قرب القصر الجمهوري بوسط الخرطوم.

وكانت عودة حمدوك، خبير الاقتصاد الذي تلقى تعليمه في بريطانيا وعمل في الأمم المتحدة ومنظمات إفريقية، إلى رئاسة الحكومة مطلبا رئيسًا للمجتمع الدولي.

تاريخ من الانقلابات

وللسودان تاريخ طويل من الانقلابات العسكرية وقد تمتع بفترات نادرة فقط من الحكم الديمقراطي منذ استقلاله عام 1956.

وأصبح البرهان الذي خدم في ظل حكم البشير الذي استمر ثلاثة عقود، رئيس السودان بحكم الأمر الواقع بعدما أطاح الجيش الرئيس وسجنه عام 2019.

وترأس الفريق أول البرهان مجلس السيادة الذي ضم شخصيات عسكرية ومدنية، مع حمدوك. لكن الانقسامات العميقة والتوترات المستمرة بين الجيش والمدنيين أثرت سلبًا على المرحلة الانتقالية، وبلغت ذروتها بانقلاب البرهان الشهر الماضي. وينفي البرهان قيامه بأي انقلاب، زاعمًا أنه لم يقم إلا بـ"تصحيح مسار الثورة".

وشكّل البرهان مجلس سيادة انتقاليًا جديدًا استبعد منه أربعة ممثلين لقوى الحرية والتغيير (ائتلاف القوى المعارضة للعسكر)، واحتفظ بمنصبه رئيسًا للمجلس. كما احتفظ الفريق أوّل محمّد حمدان دقلو، قائد قوّات الدعم السريع، بموقعه نائبًا لرئيس المجلس.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close