تتجه أنظار العالم نحو الرد الإيراني، بعد الهجوم الأميركي على ثلاث منشآت نووية داخل البلاد، فيما حذرت طهران من أن الهجوم ستكون له "تداعيات دائمة".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن فجر الأحد أن منشآت التخصيب النووي في طهران "دُمّرت بالكامل" بعد سلسلة ضربات أميركية، وذلك في اليوم العاشر من العدوان الإسرائيلي على إيران، محذرًا هذه الأخيرة من المبادرة للرد.
وقال ترمب: إن "حمولة كاملة من القنابل" أسقطت على منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، والتي تحتل موقعًا مركزيًا في البرنامج النووي الإيراني.
أما الموقعان الآخران فهما نطنز، أشهر مواقع التخصيب، وأصفهان حيث مصنع لتحويل اليورانيوم.
ما هي سيناريوهات الرد الإيراني؟
في المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد من أن الهجوم الأميركي على منشآت التخصيب النووي في طهران، ستكون له "تداعيات دائمة"، مؤكدًا أن طهران تحتفظ "بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها".
وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي خليل الصمادي، أن التحشيدات التي تقوم بها أميركا في المنطقة، ليست فقط لمهاجمة منشأة نووية، بل ليكون هناك قوة ضاربة إن كان هناك رد فعل من قبل إيران، وليتحول هذا الهجوم من هجوم محدود على المنشآت النووية إلى هجوم شامل على الجمهورية الإسلامية.
وفيما أشار إلى صمت إيراني بشأن الرد على الهجمات الأميركية، رجح الصمادي أن يكون هناك إما احتواء أو رد محدود من قبل طهران.
وفي إطلالة من استديوهات التلفزيون العربي في لوسيل، أشار الصمادي إلى "محدودية في سلاح الجو الإيراني للقيام بأعمال انتقامية".
وفيما أكد وجود العديد من الأهداف التي قد تتمكن إيران من استهدافها ضمن مدى صواريخها، نبه إلى وجود العديد من المحاذير منها استخدام أميركا القوة الضاربة ضد طهران.
وبشأن إغلاق مضيق هرمز، أوضح الصمادي أن إيران قادرة على ذلك من خلال زرع الألغام البحرية أو الهجوم بالصواريخ والمسيّرات ضد السفن.
ورأى أنه ما من مواقف داعمة بشكل قوي لإيران من قبل الصين وكوريا الشمالية وروسيا، بل مواقف سياسية دبلوماسية لا تغير من واقع الحرب.
إلى ذلك، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجمات الأميركية "لن توقف" الأنشطة النووية الإيرانية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرّح الجمعة بأنه يمنح إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى" لتجنب أي ضربات أميركية محتملة، لكنه قرر في النهاية الدخول في الحرب إلى جانب حليفته إسرائيل، مستندًا إلى تأكيد إسرائيل بأن إيران على بُعد "أسابيع" أو "أشهر" من امتلاك سلاح نووي.
وكانت واشنطن قبل الهجمات الأخيرة قد اكتفت بتقديم المساعدة الدفاعية لإسرائيل وسط عدوان هذه الأخيرة على إيران.