حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان الثلاثاء من أن وقف المساعدات الأميركية في الخارج قد يتسبّب بحوالي 1200 حالة إضافية من وفيات النساء إثر مضاعفات الحمل والتوليد في أفغانستان بحلول 2028.
وجمّد دونالد ترمب في اليوم الأوّل من تولّيه الرئاسة المساعدات الخارجية لمدّة ثلاثة أشهر ريثما يعاد النظر فيها بالكامل خصوصًا لرصد البرامج التي تشجّع التنوّع أو الإجهاض.
وأعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن هذا التجميد لن يطال مصر وإسرائيل والمساعدة الغذائية الطارئة. وفي ظلّ الجدل الذي أثاره القرار والمخاوف التي انتشرت في أوساط العمل الإنساني وفي الخارج، وسّع نطاق الإعفاءات ليشمل المساعدة الإنسانية الأساسية.
"خسارة كبيرة في التمويل"
وبسبب قرار تجميد شمل "تقريبًا كلّ برامج المساعدة الأميركية في الخارج"، علّق صندوق الأمم المتحدة للسكان "الخدمات المموّلة من المساعدات الأميركية"، علمًا بأنها "تشكّل خشبة خلاص للنساء والفتيات في حالة أزمة، لا سيّما في جنوب آسيا"، بحسب ما صرّح بيو سميث المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال مؤتمر صحافي في جنيف.
وأقرّ بأنه "من البديهي القول إننا قلقون جدًا جرّاء هذه الخسارة الكبيرة في التمويل".
وقال: "إذا ما أخذنا مثل أفغانستان، تشير تقديراتنا إلى أنه بين 2025 و2028، سيؤدّي غياب الدعم الأميركي إلى 1200 حالة إضافية من وفيّات النساء من مضاعفات الحمل والتوليد و109 آلاف حالة إضافية للحمل غير المرغوب فيه".
وفي أفغانستان، تموت امرأة واحدة كلّ ساعتين من مضاعفات مرتبطة بالحمل من الممكن تفاديها، وتعدّ وفيّات النساء خلال الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة في البلد من الأعلى في العالم، بحسب الصندوق الأممي.
وتأسّس صندوق الأمم المتحدة للسكان عام 1969 وهو يقدّم خدمات صحّة جنسية وإنجابية في أكثر من 150 بلدًا. ويسعى إلى تفادي حمل المراهقات وتدريب الآلاف من العاملين في مجال الصحّة بغية ضمان أن تكون 90% على الأقلّ من عمليات التوليد تحت إشراف معاونين مؤهّلين.
ويتيح الصندوق أيضًا النفاذ إلى "وسائل حديثة لمنع الحمل" لحوالي 20 مليون امرأة كلّ سنة. ويناصر جهود إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وزيجات الأطفال.
نقص حاد في الخدمات الإنسانية
وقال سميث "الولايات المتحدة هي من أكبر الجهات المساهمة في عملنا الإنساني في العالم".
وأضاف أن "ملايين النساء والفتيات في أفغانستان ما زلن يواجهن نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية".
والإثنين، أعلن إيلون ماسك، أثرى أثرياء العالم الذي كلّفه دونالد ترمب بإصلاح شامل في مؤسسات الحكومة الفدرالية، أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو إس إيد" التي تشرف على مساعدات أميركية بمليارات الدولارات في العالم "ستغلق أبوابها"، في خطوة غير مسبوقة اعتبرها معارضوها غير قانونية.
وأكّد ماسك أنه يحظى بدعم كامل من ترمب الذي صرّح بنفسه الأحد أن الوكالة الأميركية تدار من "ثلّة مجانين متطرّفين"، قبل أن يعلن وزير الخارجية ماركو روبيو في فترة لاحقة من الإثنين تولّيه رئاسة "يو إس إيد" بالإنابة.