بعد كشفه تفاصيل سريّة عن هجوم "البيجر".. نتنياهو في مرمى الانتقادات
وجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اليوم الثلاثاء، انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدما كشف الأخير تفاصيل عن عملية تفجير أجهزة النداء "البيجر" الخاصّة بـ"حزب الله" اللبناني في 17 سبتمبر/ أيلول 2024.
والأحد الماضي، كشف نتنياهو خلال مؤتمر لمنظمة نقابة الأنباء اليهودية "JNS" في القدس الغربية، بشكل علني عن عملية استخباراتية سبقت تفجيرات "البيجر".
وقال نتنياهو: "في الأسبوع الثالث من سبتمبر/ أيلول، علمنا أنّ حزب الله أرسل ثلاثة أجهزة استدعاء ليتمّ مسحها ضوئيًا في إيران، فسرّعنا العملية".
وأضاف: "قبل ذلك قصفنا ماسحًا ضوئيًا مثل الذي كانوا على وشك إحضاره، وتخلّصنا منه والرجل الذي يُشغّله".
وتعليقًا على ما كشفه رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال لابيد في منشور على منصّة "إكس": "إنّ حديث نتنياهو عن عملية البيجر هو كشف غير ضروري وغير مسؤول عن الأساليب العملياتية التي يتّبعها الموساد"، معتبرًا أنّه في "مقابل ربع عنوان رئيسي يُخاطر نتنياهو بمعلومات استخباراتية مستقبلية".
صدمة من كشف نتنياهو لتفاصيل من عملية البيجر
من جهتها، قالت "القناة 12" الإسرائيلية الثلاثاء، إنّ أجهزة الأمن الإسرائيلية صُدمت من كلمات نتنياهو.
وقالت القناة: "سمعت المؤسسة الأمنية كلماته بدهشة، وأكدت مصادر مطلعة على التفاصيل أنّ هذه المعلومات تُعتبر سرية للغاية ولا يعرفها سوى عدد قليل".
ونقلت عن المصادر قولها إنّ "رئيس الوزراء لم يكشف أنّ إسرائيل لم تكن على علم بإرسال أجهزة الاستدعاء للاختبار في إيران فحسب، بل نجحت أيضًا في إحباط نقل جهاز للكشف عن المتفجرات والقضاء على مشغله".
وأشارت القناة إلى أنّ "الرقابة استبعدت هذه التفاصيل عدة مرات في الماضي، على أساس أنّ الكشف عنها قد يُضرّ بأمن الدولة ويكشف عن مصادر ووسائل استخباراتية".
وأضافت: "على الرغم من أنّ رئيس الوزراء لديه سلطة تحديد ما يُسمح بنشره، إلا أنّ مثل هذه القرارات عادة ما يتمّ اتخاذها بالتشاور مع الأجهزة الأمنية، لكن في هذه الحالة، قرّر نتنياهو من تلقاء نفسه نشرها من دون استشارة الأطراف المعنية".
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه: "مع كل الاحترام الواجب لنتنياهو، السرّ لا يخصّه شخصيًا، على الرغم من أنّ رئيس الوزراء لديه سلطة النشر، إلا أنّ الكشف عن المعلومات الحسّاسة يجب أن يتمّ بالتشاور مع وكالات الاستخبارات".
وفي سبتمبر/ أيلول 2024، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 37 شخصًا وإصابة 2931 بجروح في تفجيري أجهزة "البيجر" و"آيكوم" اللاسلكية.
وفي حينه، حمّل "حزب الله" إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن تفجير الأجهزة، وتوعّدها بـ"قصاص عادل" على هذا "العدوان الآثم".
ورغم أنّ الاحتلال لم يتبنّ العملية حينها، إلا أنّه كشف تدريجيًا عن كيفية التخطيط للعملية من المنشأ إلى التنفيذ.