أعلن مسؤولان في البيت الأبيض، أنّ آدم بولر الذي أشرف على المفاوضات المباشرة غير المسبوقة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نيابة عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سحب ترشّحه لمنصب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن.
ونقل موقع "أكسيوس" عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، قولها: إنّ بولر سيُواصل خدمة ترمب باعتباره "موظفًا حكوميًا خاصًا يُركّز على مفاوضات الأسرى"، وأنّه سيُواصل العمل "لإعادة المحتجزين ظلمًا حول العالم لديارهم".
وتعرّض بولر لانتقادات إسرائيلية إثر لقائه المباشر بمسؤولي "حماس"، ليكون أول مسؤول أميركي يفعل ذلك على الإطلاق.
وعلى الرغم من موافقة ترمب على المحادثات مع "حماس"، إلا أنّها أثارت غضب المؤسسة السياسية الإسرائيلية وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأميركيين، الذين عرض بعضهم القضية بشكل خاص مع البيت الأبيض.
"إسرائيل أحبطت توصّل بولر لاتفاق"
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأنّ تل أبيب نجحت في إقالة بولر منذ اللحظة التي كُشف فيها عن بدء محادثاته مع "حماس".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دبلوماسي واستخباراتي أميركي رفيع المستوى، قوله: إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر عملا على منع الإدارة الأميركية من التوصّل إلى صفقة جديدة مع "حماس" تقضي بعودة المحتجزين الذين يحملون الجنسية الأميركية فقط.
وأضاف المسؤول أنّ العملية التي قادتها دائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي تضمّنت تسريب المحادثات السرية بين بولر ومسؤولي "حماس" في الدوحة، بهدف إيجاد "خلاف بين الطرفين، ما يدفع حماس إلى التشدّد بمواقفها، بما يسمح لنتنياهو بعد ذلك بإلقاء اللوم على حماس في فشل التوصل إلى اتفاق".
وأشار إلى أنّ ديرمر نجح في إحباط اجتماع كان مخططًا له بين "حماس" وبولر في يناير/ كانون الثاني الماضي، كما أنّه حاول منع عائلات الرهائن من لقاء ترمب في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال المسوؤل الأميركي: "أصبح من الواضح لنا أن نتنياهو وديرمر يخشيان ببساطة من أن يتّضح فجأة للولايات المتحدة من يريد صفقة ومن لا يريدها؛ من المتردد ومن الذي يدفع باتجاه استمرار الحرب".
بدوره، كشف موقع واللا العبري أنّ ديرمر أجرى محادثة صعبة مع بولر احتجّ خلالها بشدة على تواصل هذا الأخير مع "حماس".
وأشار الموقع إلى أنّ مقرّبين من نتنياهو تواصلوا مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، وأعربوا عن احتجاجهم للبيت الأبيض.
يُذكر أنّه في مطلع مارس/ آذار الحالي، قاد بولر محادثات مباشرة مع حركة "حماس"، اقترحت فيها واشنطن مبادرة جديدة لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تهدف إلى إطلاق سراح 10 أسرى أحياء، مقابل تمديد الهدنة شهرين من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أثار غضب إسرائيل.
وقال بولر إنّه يتفهّم مخاوف تل أبيب من المحادثات المباشرة مع "حماس"، لكنّه أكد في الوقت نفسه أنّ الولايات المتحدة "ليست عميلة لإسرائيل".