بدأت روسيا والولايات المتحدة اليوم الإثنين، محادثات في الرياض للبحث في هدنة محتملة في أوكرانيا، بينما يستمر البلدان بتبادل الهجمات الجوية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس" عن مصدر مطّلع على المفاوضات، قوله إنّ الوفد الروسي الذي يضمّ السناتور والدبلوماسي السابق غريغوري كاراسين وعضو جهاز الأمن الفدرالي سيرغي بيسيدا، التقى الوفد الأميركي في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
وتأتي هذه المحادثات بعد يوم من مناقشات أجراها الوفد الأميركي مع دبلوماسيين أوكرانيين، وصفها وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف بـ"المثمرة والهادفة".
وأضاف الوزير الأوكراني في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "ناقشنا قضايا رئيسية لا سيما تلك المتعلقة بقطاع الطاقة، إضافة إلى مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية".
بدوره، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس في رسالة عبر مواقع التواصل بـ"دفع" نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى "إصدار أمر فعلي بوقف الضربات".
وقال: "من دون ممارسة ضغوط على روسيا، سيواصلون في موسكو تجاهل الدبلوماسية الحقيقية، وتدمير حياة الناس".
وتأتي المحادثات في إطار مسعى دبلوماسي للرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات.
ويقول البيت الأبيض إنّ الهدف من المحادثات هو التوصّل إلى وقف إطلاق النار في البحر الأسود، للسماح بحرية حركة الملاحة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض مايك والتز في حديث لقناة "سي بي إس" أمس الأحد، إنّ المناقشات ستشمل إلى جانب وقف إطلاق النار في البحر الأسود "خط السيطرة" بين البلدين ما يشمل "إجراءات للتحقق وحفظ السلام وتثبيت الحدود على ما هي عليه".
وأضاف أنّه يجري مناقشة "إجراءات لبناء الثقة"، بما في ذلك إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا.
وبينما أبدى موفد الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف تفاؤله بإحراز "تقدم حقيقي" خلال هذه المحادثات، خفّض المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة، قائلًا للتلفزيون الروسي أمس: "هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل".
حرب مسيّرات
وبالتزامن مع العمل الدبلوماسي، واصل البلدان تبادل الهجمات العسكرية، حيث شنّت القوات الروسية غارات خلال الليل على العاصمة الأوكرانية، ما أدى إلى إصابة شخص واحد وإلحاق أضرار بعدة منازل في المنطقة المحيطة بالمدينة.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الإثنين، أنّها أسقطت 57 من أصل 99 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا ليلًا.
وأضافت أنّ 36 طائرة مسيرة أخرى من نماذج مقلّدة لم تصل إلى أهدافها.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتراض 28 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل وتدميرها.
وقالت الوزارة في منشور على تطبيق "تلغرام"، إنّ وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت 12 طائرة مسيّرة أثناء تحليقها فوق منطقة كورسك الحدودية، و12 أخرى فوق منطقة روستوف جنوب روسيا.
وأضافت الوزارة أنّ الطائرات الأربع المتبقية دُمّرت فوق شبه جزيرة القرم ومنطقة كراسنودار ومياه بحر آزوف.
إلى ذلك، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية المملوكة للدولة "أوكرزاليزنيتسيا" اليوم، أنّ أنظمتها الإلكترونية تعرّضت لهجوم واسع النطاق.
وذكرت الشركة في منشور على "تلغرام"، أنّ إصلاح الأنظمة الإلكترونية جار، مشيرة إلى أنّ حركة القطارات مستقرة وتمضي دون تأخر.