الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

بعد واحدة من أسوأ كوارث الملاعب.. القضاء الإندونيسي يصدر أول أحكامه

بعد واحدة من أسوأ كوارث الملاعب.. القضاء الإندونيسي يصدر أول أحكامه

Changed

"العربي" يلقي الضوء على تبعات كارثة الملعب الإندونيسي (الصورة:مواقع التواصل)
باشر القضاء الإندونيسي محاكمته في تحديد المسؤوليات عن واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها ملاعب كرة القدم حين قضى العشرات جراء تدافع أواخر العام الماضي.

أصدرت محكمة إندونيسية، اليوم الخميس، حكمين بسجن اثنين من المسؤولين المتورطين في واحدة من أسوأ كوارث ملاعب كرة القدم في التاريخ. 

ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت السلطات عن وفاة أكثر من 135 شخصًا، بينهم أكثر من 40 طفلًا على الأقل، بعدما اجتاح آلاف المشجعين ملعبًا لكرة القدم عقب إحدى المباريات المحلية، ما تسبب بتدافع.

وجاء هذا التدافع الجماعي الذي وقع في مدينة مالانغ شرق جاوة، عقب إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع في مدرجات مكتظة بعدما اقتحم المشجعون الملعب. وفرّ مئات الأشخاص إلى مخارج ضيقة، ما أدى إلى تدافع أسفر عن دهس أو اختناق الكثيرين حتى الموت.

قرارات القضاء

وبعد أن طلب الادّعاء حكمًا بالسجن لست سنوات و8 أشهر، على عبدول حارس، أحد المسؤولين في المباراة الدموية، بتهمة الإهمال، أصدر القاضي حكم السجن لهذا الأخير لمدة 18 شهرًا. وقال رئيس المحكمة أبو أحمد صدقي أمسيا للمحكمة في مدينة سورابايا: "إنني أحكم على المتهم بالسجن لمدة عام ونصف".

وكان الحكم الثاني في القضية من نصيب مسؤول أمني في الملعب، ويدعى سوكو سوتريسنو، حيث أدانه القاضي بتهمة الإهمال، وأصدر أمرًا بسجنه لمدة عام واحد. وقال القاضي صدقي: "لم يستبق المدعى عليه الفوضى لأنه لم تكن هناك حالة طوارئ من قبل. كما لم يفهم جيدًا وظيفته كمسؤول أمني".

وينتظر ثلاثة ضباط شرطة، متورطون بالحادثة أحكامًا أخرى، في حين أنه من الممكن للرجلين اللذين أدينا استئناف الحكم، خلال سبعة أيام، كما لا يزال مدير سابق لشركة تدير البطولة المحلية بالبلاد، قيد التحقيق كمشتبه به، من قبل الشرطة المحلية.

جانب من المحاكمة التي شهدتها إندونيسيا اليوم
جانب من المحاكمة التي شهدتها إندونيسيا اليوم - تويتر

أداء الشرطة

ووصفت الشرطة اقتحام الملعب بداية، بأنه أعمال شغب وقالت إن شرطيين قتلا، لكن الناجين اتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة.

ودخل مشجعون لنادي "أريما إف سي" ملعب كانجوروهان في مدينة مالانغ بعد خسارة فريقهم (2-3) أمام "بيرسيبايا سورابايا". وكانت هذه أول مرة منذ أكثر من عشرين عامًا يخسر فريقهم أمام منافسه.

وواجهت السلطات الإندونيسية وكذلك الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم أسئلة متزايدة، وانتقادات لمعرفة سبب إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع داخل الاستاد، وهو إجراء محظور اللجوء إليه للسيطرة على الحشود داخل ملاعب كرة القدم بموجب قواعد الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا).

"إنه الغاز"

وكان وزير الأمن الإندونيسي محمد محفوظ قد أكد حينها، في مؤتمر صحافي أنه لا يمكن "دحض حقيقة الاستنتاج بأن العدد الضخم من الوفيات وقع بالأساس بسبب الغاز المسيل للدموع".

ودفع ذلك إدارة الشرطة، لإقالة رؤسائها المحليين في مالانغ ومقاطعة جاوة الشرقية بعد المأساة، فيما علقت الحكومة جميع مباريات كرة القدم حينها، قبل أن يتم استئنافها الشهر الماضي، من دون حضور جماهيري. 

وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، قد أمر بعد تلك الكارثة بهدم الملعب، ليعاد بناؤه، بعد لقاء رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، الذي قال حينها: "بالنسبة لملعب كانجوروهان في مالانغ، سنهدمه، ونعيد تشييده بما يتوافق مع معايير الفيفا، مع منشآت مناسبة لضمان سلامة اللاعبين والمشجعين".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close