أعيد تسليط الضوء على قضية شغلت الرأي العام الأميركي والمصري مؤخرًا إثر بدء محاكمة الأب المتهم بقتل ابنتيه والمدرج اسمه على لائحة أكثر المجرمين المطلوبين. وبدأت محاكمة ياسر سعيد البالغ 65 عامًا في ولاية تكساس الأميركية في 2 أغسطس/ آب الجاري.
وسعيد هو أميركي-مصري متهم بقتل ابنتيه سارة وأمينة عام 2008. وبقي متواريًا عن الأنظار وهاربًا من الشرطة حتى عام 2020.
وقال الادعاء العام خلال الجلسة الافتتاحية: "إن الفتاتين كانتا قد هربتا مع والدتهما قبل أسبوع من الجريمة بهدف الابتعاد عن والدهما المتهم بتخطيطه لقتل ابنتيه حينها بعد أن علم أن إحداهما على علاقة بشاب".
وقال سعيد في رسالة مكتوبة إلى القاضية المسؤولة عن القضية: "إنه كان غير راض عن مواعدة ابنتيه للشباب لكنه نفى قتلهما أو التخطيط لإيذائهما".
ومن جهتها، صرّحت والدة الفتاتين للشرطة أن سعيد هددها وابنتيها بالقتل، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
بعد 14 عاماً على الجريمة وهروبه لأكثر من 10 سنوات.. إدانة أب مصري بقتل ابنتيه رمياً بالرصاص في أميركا، إليكم القصة من البداية pic.twitter.com/GDFIzuWQ96
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 11, 2022
11 رصاصة واتصال بالنجدة
وتعود أحداث القضية إلى ليلة رأس السنة عام 2008، حينما اصطحب سعيد ابنتيه أمينة وكانت تبلغ 18 عامًا، وسارة البالغة 17 عامًا، في سيارة الأجرة الخاصة به بحجة تناول الطعام معًا، لكنه ذهب بهما إلى مدينة إيرفينج بولاية تكساس. وأطلق عليهما الرصاص داخل السيارة، بحسب لائحة الاتهامات.
وقتلت أمينة برصاصتين في الصدر، فيما قتلت سارة بـ9 رصاصات، بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي. واستطاعت سارة قبل وفاتها أن تتصل بالنجدة وكانت هذه آخر كلماتها: "ساعدوني أبي أطلق النار علي أنا وأختي، أنا أموت، أنا أموت".
وتوجهت أصابع الاتهام إلى الأب إثر الكشف عن الجريمة، لكنه توارى عن الأنظار بعد حدوثها.
وأدرج مكتب التحقيقات الفدرالي سعيد عام 2014 على لائحة أكثر المجرمين المطلوبين. وقدّم مكافأة بقيمة 100 ألف دولار لمن يتقدم بمعلومات عنه تساعد في إلقاء القبض عليه.
وبقى سعيد متواريًا عن الأنظار نحو 12 عامًا، قبل أن يتم القبض عليه في أغسطس/ آب 2020 في مدينة جاستن على بعد حوالي 58 كيلومترًا شمال غرب دالاس، حيث تبيّن أنه كان يعيش طوال تلك الفترة في شقة استأجرها ابنه إسلام البالغ 32 عامًا. ثم انتقل إلى مكان آخر بمساعدة شقيقه ياسين سعيد البالغ 59 عامًا.
وقد ألقي القبض على شقيق سعيد وابنه وأدينا لاحقًا بمساعدته على الاختفاء والهرب من الاعتقال. وحكم عليهما بالسجن 10 و12 سنة بحسب صحيفة "الإندبندنت".
وبحسب الصحيفة نفسها، يواجه سعيّد أيضًا تهمة الاعتداء جنسيًا على ابنتيه. وسيواجه حكمًا بالسجن مدى الحياة في حال إدانته.