الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

بعد 74 عامًا على نكبة فلسطين.. هل يستطيع نظام الفصل العنصري الاستمرار؟

بعد 74 عامًا على نكبة فلسطين.. هل يستطيع نظام الفصل العنصري الاستمرار؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش مستقبل القضية الفلسطينية في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة (الصورة: الأناضول)
يأتي إحياء ذكرى النكبة لهذا العام تزامنًا مع ارتفاع في مستوى المطالبات الدولية لإسرائيل بالتراجع عن مشاريع الاستيطان والاعتداءات بحق الفلسطينيين.

مرت 74 عامًا من عمر النكبة الفلسطينية ومرّت أحداث عديدة تخللتها انتفاضتان وصدامات وعمليات استيطان تتمدد على أرض فلسطين، ولا أفق لعودة اللاجئين أو استئناف في مفاوضات الحل النهائي الذي أقره اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل.

وما زالت عمليات التطهير العرقي مستمرة حيث شردت نحو 800 ألف فلسطيني في أنحاء عدة من القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية، في ظل حروب على قطاع غزة المحاصر.

انقسام فلسطيني رسمي

وواقع الحال الآن هو انقسام فلسطيني رسمي بين رام الله وغزة، يوازيه تطرف إسرائيلي يدفع باتجاه استكمال التطهير العرقي والترحيل القسري والهدم المتعمد والمزيد من التوسع في مشاريع استيطانية قديمة، وأيضًا جدار الفصل العنصري الذي قضم مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ويأتي إحياء ذكرى النكبة لهذا العام تزامنًا مع ارتفاع في مستوى المطالبات الدولية لإسرائيل بالتراجع عن مشاريع الاستيطان والاعتداءات بحق الفلسطينيين، فنظام الفصل العنصري الذي تنتهجه إسرائيل عبر حكوماتها المتعاقبة، وفق منظمات دولية، يفرض نظامًا قمعيًا على تفاصيل حياة الفلسطينيين منذ عام 1948، في ظل إستراتيجيات تقوم على حرمان الفلسطينيين من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، عبر ممارسة سياسة العزل.

صمود الشعب الفلسطيني

في هذا السياق، يعتبر الباحث السياسي ساري عرابي أن "شيئًا واحد لا يجعل القضية الفلسطينية في أسوأ أحوالها، وهو صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته"، مؤكدًا أن اللحظة العربية الآن هي "لحظة رديئة"، فلم يكن الفلسطينيون يعانون حالة الانكشاف كما هو حاصل اليوم، ولم يكن هناك تخلٍ عن الفلسطينيين على الصعيد العربي الرسمي كما هو الآن، فيما تحمي المظلة الدولية إسرائيل.

ويقول عرابي في حديث إلى "العربي" من رام الله: إن تأسيس دولة كان وفق شروط وظروف إقليمية ودولية، وإن إسرائيل دولة تفتقر للمبرر التاريخي والجغرافي والجذور الاجتماعية في هذه المنطقة.

ويلفت إلى أن ما يعرقل المشروع الصهيوني ويربكه الآن هو مقاومة الفلسطينيين. ويضيف: "من المفارقات التاريخية بعد 74 عاما أن يتصدّر مخيم جنين الذي هو أحد رموز النكبة الفلسطينية مقاومة الفلسطينيين وصمودهم. كذلك من المفارقات التاريخية أن يثبت الفلسطينيون في جنازة شرين أبو عاقلة أن القدس عربية وفلسطينية".

ويعتبر عرابي أن وقوف الفلسطيني ومقاومته تجبر العالم على التعاطف بشكل مختلف مع قضيته.

التضامن مع القضية الفلسطينية

من جهته، يشير رئيس "حملة التضامن مع فلسطين" بن جمال إلى تنامي تأييد الرأي العام البريطاني للمجتمع الفلسطيني؛ رغم أن حكومة بوريس جونسون المحافظة هي أكثر الحكومات تأييدًا لإسرائيل.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من لندن إلى قيام "حملة التضامن مع فلسطين" التي يرأسها بحشد وجمع 40 من أهم الاتحادات والنقابات في المملكة المتحدة، من أجل الإعراب عن التضامن مع فلسطين والتحدث عن الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

ويضيف: "حاولنا حشد الدعم من أجل حملة المقاطعة الكاملة لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية، ولا سيما في سياق حملة قصف غزة حيث استطعنا حشد الدعم والتأييد ضمن حملة كانت الأكبر على الصعيد البريطاني".

كما يشدد على أهمية التقارير الدولية التي تصدر عن المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش"، والتي تظهر الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

معركة الوعي

من جهة أخرى، يرى النائب عن القائمة العربية المشتركة سامي أبو شحادة أنه رغم الإخفاقات على الصعيد الفلسطيني، فقد كانت هناك معركة أساسية حقق الفلسطينيون فيها النصر وهي معركة الوعي.

ويشير في حديثه إلى "العربي" من يافا، إلى محاولات إسرائيل منذ عام 1948 لمحي الوعي الفلسطيني والهوية الفلسطينية ولبناء مجموعات مختلفة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني.

ويلفت أبو شحادة إلى "تحقيق الفلسطينيين إنجازًا في معركة الوعي والذاكرة الجماعية"، مستشهدًا بالتحركات التي جرت في عدد من المناطق إحياء لذكرى النكبة هذا العام.

ويعتبر أن هناك "مشهدين متلازمين؛ الأول محاولة لبناء رواية إسرائيلية، والثاني هو المقاومة الفلسطينية من النكبة وحتى الآن". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة