مع دخول العملية العسكرية الروسية ضد الجارة أوكرانيا يومها الـ 85، وافق الكونغرس الأميركي، اليوم الخميس، على رزمة مساعدة ضخمة لكييف بقيمة أربعين مليار دولار، في تأكيد جديد على الدعم الراسخ الذي وعد به الرئيس جو بايدن.
وتشمل الرزمة من المساعدات جانبًا اقتصاديًا وإنسانيًا، إضافة إلى أسلحة وذخائر، وافق عليها عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ بعيد ظهر اليوم الخميس، بعدما أقرها مجلس النواب الأسبوع الفائت.
وتنتظر هذه الحزمة الضخمة والتي تعد تطورًا لافتًا على صعيد منع روسيا من تحقيق مزيد من التقدم على الأرض بعد انكسارها في كييف ومحيطها؛ مصادقة الرئيس الأميركي جو بايدن عليها.
تقسيمات الرزمة
وتتضمن رزمة المساعدات ستة مليارات دولار يُفترض أن تسمح لأوكرانيا بالتزوّد بآليات مصفّحة وتعزيز منظومتها للدفاع الجوي، في وقت تحتدم المعارك في شرق البلاد وجنوبها.
كما تشمل نحو تسعة مليارات دولار لضمان عدة أمور بينها "استمرار عمل الهيئات الديمقراطية الأوكرانية"، إضافة إلى مبلغ كبير مخصص للجانب الإنساني.
وجاء تصويت مجلس الشيوخ لصالح حزمة مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية لأوكرانيا بواقع 86 صوتًا مقابل اعتراض 11.
ومنتصف مارس/ آذار الماضي، صادق الكونغرس على صرف 14 مليار دولار في إطار الأزمة الأوكرانية، إلا أن الرئيس كان يطالب منذ أسابيع بزيادة الميزانية بشكل كبير بهدف دعم أوكرانيا في المرحلة الجديدة من النزاع.
أوكرانيا تشكر الولايات المتحدة
وفي السياق ذاته، شكر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجلس الشيوخ الأميركي، على تقديم مساعدات بقيمة 40 مليار دولار لبلاده، قائلًا: إنّ ذلك سيساعد في ضمان إلحاق الهزيمة بروسيا، بحسب تعبيره.
وكتب في منشور على الإنترنت بعد دقائق من التصويت قائلًا: "نمضي نحو النصر بخطوات واثقة ومدروسة. نشكر حلفاءنا".
أول اتصال عسكري روسي أميركي
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية، اليوم الخميس، بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي أجرى اتصالاً هاتفيًا مع رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف، في أول محادثة بينهما منذ الهجوم الروسي لأوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
وبحسب المتحدث باسم ميلي، فإن القائدان العسكريان ناقشا عددًا من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، واتفقا على استمرار فتح خطوط الاتصال بينهما.
وأضاف المتحدث أنه "استمرارًا للقواعد المتبعة، ستظل التفاصيل المحددة لمحادثاتهما محاطة بالسرية".
بينما أفادت وكالة الإعلام الروسية نقلًا عن وزارة الدفاع، قولها إن قائدي الجيشين ناقشا القضايا "ذات الاهتمام المشترك"، بما في ذلك أوكرانيا.
وجاءت المكالمة بعد أن تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الروسي الأسبوع الماضي.
وأقامت الولايات المتحدة وروسيا خطًا ساخنًا منذ بدء الهجوم الذي تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة"، لمنع أي حوادث؛ بسبب سوء التقدير وأي توسيع للصراع.
وحاليًا تركز روسيا على الجنوب الشرقي من أوكرانيا في هجماتها الأخيرة بعد انسحابها من محيط كييف، وهو ما من شأنه أن يجعل موسكو تطيل المعركة حتى تنتزع مكسبًا عسكريًا، إلى جانب الاعتراف بانفصال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من طرف واحد قبل يوم من بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.