تشهد العاصمة الصينية بكين تباينًا واضحًا بين سكانها، المحافظين منهم، والجزء الآخر، المستفيد من النمو المذهل في البلاد جراء الانفتاح الاقتصادي.
وباعتبارها عاصمة تاريخية، يشهد كل حي من أحيائها على تراث يمتد لأكثر من ألف عام.
ففي بكين تُشاهد المعابد التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، إلى جانب سحر الشوارع المتعرجة في المدينة القديمة التي تعكس هويتها.
وقال خونكا هون، وهو صاحب مطعم: "هكذا هي عاصمة الصين، بكين.. ما زالت تحافظ على بعض من أصالتها. لا أقول في كل شيء، ولكن بالقدر الذي يكفي لتدفق السياح على حينا القديم".
تراث يمتد لأكثر من ألف عام ومقر رمزي للحزب الشيوعي.. العاصمة الصينية #بكين توازن بين الحداثة والحفاظ على الأصالة تقرير: دداه عبد الله pic.twitter.com/kbEXIz2bGk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 3, 2025
وأضاف: "نحن نعيش على السياحة ولا نفهم في الأمور الأخرى، ولذلك نحن صامدون هنا رغم مغريات المدينة الجديدة".
بكين عاصمة التناقضات
وكانت بكين العاصمة السياسية للمملكة الوسطى، موطنًا للأباطرة لعدة قرون، وكانت بمثابة نبض بلد واسع المعرفة، قبل أن تصبح المقر الرمزي للحزب الشيوعي الصيني الذي حولها إلى عاصمة فنية.

ويرى أينار تانغن، وهو خبير سياسي واقتصادي، أن "الصين تتميز عن بقية العالم بأن لديها حكومة مركزية، ما يعني أنه نظام الحزب الواحد".
وأردف تانغن: "قد لا يروق ذلك لكثيرين خصوصًا في الغرب، ولكن هذا يمنحها القدرة على تغيير المسارات التنموية كما تشاء، وبناء مشاريعها الحداثية بما يتماشى مع أصالتها".

ومع كل خطوة يخطوها المرء في المدينة، يمكنه أن يدرك التباين بين هذين العالمين اللذين يتعايشان في تقارب مدهش، حيث يستمتع بوفرة الإبداعات المعاصرة، والتي تعد الهندسة المعمارية أحد أهم تعبيراتها.
هكذا تبدو بكين عاصمة التناقضات الحريصة على إبراز صورة الغد مع التمسك بصورة الأمس.