الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

بلغت 40%.. ما أسباب انخفاض نسبة المتعلمات في الصومال؟

بلغت 40%.. ما أسباب انخفاض نسبة المتعلمات في الصومال؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" تلقي الضوء على ظاهرة الزواج المبكر في الصومال وحرمانها للفتيات من مواصلة دراستهم (الصورة: غيتي)
تتسبب ظاهرة الزواج المبكر في الصومال في حرمان الفتيات من مواصلة دراستهم، حيث تبلغ نسبة التسرب المدرسي 40% في صفوف الإناث.

بعد طول انقطاع عن التعليم بسبب زواجها المبكر وهي في الرابعة عشر من عمرها، عادت الطالبة الصومالية هني عول عمر إلى صفها من جديد، لتكتب صفحة جديدة من حياتها، إذ لا تخفي مشاعرها من أن زواجها المبكر انتهى بصدمات نفسية تقاومها باستمرار.

وتقول هني عول عمر: "كنت أدرس في هذه المدرسة لكنني تزوجت وتركت الدراسة وبعد فشل الحياة الزوجية عدت إلى المدرسة من جديد بعد أن وجدت تشجيعًا واهتمامًا من إدارتها".

فهني ليست الطالبة الوحيدة الذي انقطعت عن الدراسة، فكثيرات هن الطالبات اللواتي انقطعن عن الدراسة بعد زواجهن المبكر، لكن هني وجدت من يعينها ويشجعها على مواصلة التعليم، إذ أن رفيقاتها في الصف لا يفارقنها حتى لا تكسر إرادتها من جديد.

وتقول الطالبة نفسة محمود: "نحن سعداء اليوم بعودة صديقتنا، حيث كنا في هذه المدرسة لمدة 4 سنوات قبل أن تفارقنا لكننا نحمد الله بعودتها من جديد".

ويزاول نحو 1300 طالبة تعليمهن في مدرسة بونطيري للفتيات، إذ تقول إدارة المرفق التربوي: إن محاولات إعادة دمج الفتيات اللواتي تسربن من الدراسة نجحت ومكنت الكثيرات من مواصلة تعليمهن من دون صعوبات.

من جهتها، توضح مديرة مدرسة بونطيري للفتيات نورتو محمد عدو: "نعمل باستمرار على توعية الطالبات فيما يتعلق بالزواج المبكر، ونحرص على إعادة دمج الفتيات اللواتي انقطعن عن الدراسة بسبب الزواج أو بسبب الفقر وغياب الوعي لدى الأمهات".

ووفق تقديرات رسمية فإن نسبة التسرب الدراسي في أوساط الطالبات تبلغ نحو 40% وتعد نسبة التحاق الإناث بالتعليم في الصومال هي الأقل مقارنة بدول القرن الإفريقي، لكن هذه المدرسة تأمل أن تحدث فرقًا جديدًا عبر تمكين الفتيات من مواصلة التعليم والتغلب على التحديات الاجتماعية.

وحسب مراسل "العربي"، اتخذت مدرسة بونطيري شعارًا عنوانه "تعليم الفتيات هو بمنزلة تعليم أمة"، لذلك تحرص إدارتها على توفير تعليم مجاني للطالبات، ليس هذا فحسب بل تعيد دمج اللواتي انقطعن عن الدراسة في صفوفها حتى يتحقق شعارها وتضمن مكانًا أفصل للفتيات بتمكينهن من إتمام مسيرتهن التعليمية.

ما أسباب انخفاض نسبة المتعلمات في الصومال؟

وفي هذا الإطار، توضح الناشطة الاجتماعية الصومالية أرقسن إسماعيل أن بيئة الصومال هي بيئة رعوية بدوية وتتسم بالقسوة وتحتكم إلى الأعراف والعادات والتقاليد، لذلك هناك عدة أمور تعيق الفتيات الصوماليات والمرأة الصومالية بشكل عام من إثبات وجودها في المجتمع في جميع المجالات.

وأضافت في حديث لـ"العربي" من إسطنبول، أن من بين الأسباب التي أدت إلى انخفاض نسبة الفتيات المتعلمات في الصومال هي حالة الفقر، والتفكك الأسري، بالإضافة إلى الموروث الثقافي المجتمعي من حيث التمييز العنصري الممنهج ضد المرأة، حيث تحصر المرأة في جانب واحد وهو الزواج والإنجاب والأسرة.

وشددت إسماعيل على ضرورة توعية المجتمع تجاه حقوق المرأة الصومالية من قبل المثقفين المجتمعيين والإعلام الصومالي، وحتى المدرسين.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close