بلغ الذهب عتبة جديدة، اليوم الأربعاء، مع وصول سعره إلى 4002.95 دولارًا للأونصة لأول مرة، وهو رقم لم يسبق للمعدن الأصفر أن وصل إليه تاريخيًا، ما يعكس حجم التحوّل الكبير في الاقتصاد العالمي.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار لدى "مانيفارم" لإدارة الثروات ريتشارد فلاكس: إن "المستثمرين يواصلون المزايدة على سعر الذهب مع ارتفاع المعدن الثمين بأكثر من 50% منذ مطلع العام حتى الآن وبنحو 12% في سبتمبر/ أيلول وحده، في أداء شهري يعد من الأقوى على الإطلاق".
ويعتبر الذهب عادة مخزنًا للقيمة في أوقات عدم الاستقرار. وباعتباره من أفضل الأصول أداءً عام 2025، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 53% منذ بداية العام بعد صعوده 27% عام 2024.
وسلّطت وكالة فرانس برس في ما يلي الضوء على أسباب ازدياد أسعار الذهب.
ما الذي يرفع سعر الذهب؟
يُنظر إلى الذهب عادة على أنه استثمار آمن، ما يساهم في زيادة الطلب عليه في ظل الاضطرابات الجيوسياسية مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على غزة.
ويفيد محللون بأن الإغلاق الحكومي الأميركي والتوقعات بخفض الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة أكثر، وهو أمر ينعكس على الدولار، هما عاملان يدعمان أسعار الذهب بشكل أكبر.
كما تعزز وضع المعدن الأصفر بسبب المخاوف حيال استقلالية الاحتياطي الفدرالي، التي أثارتها هجمات الرئيس دونالد ترمب على المصرف المركزي الأميركي لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية.
وتسود كذلك مخاوف حيال ازدياد الدين الحكومي في اقتصادات رئيسية، والضبابية التي تسببت بها رسوم ترمب الجمركية.
من يشتري الذهب؟
ذكر مجلس الذهب العالمي في يوليو/ تموز أن الطلب على الذهب أظهر نموًا نسبته 3% في الربع الثاني، وصل إلى 1249 طنًا بفضل "بيئة جيوسياسية تزداد صعوبة التكهّن بها وزخم الأسعار".
وأضاف أن عمليات الشراء التي تقوم بها مصارف مركزية بلغت "مستويات مرتفعة بشكل كبير نظرًا إلى الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية القائمة".
ويسجل طلب قوي على الذهب عبر صناديق المؤشرات المتداولة في أسواق الأسهم. وتتيح هذه الصناديق الاستثمار دون التداول في سوق العقود الآجلة للذهب.
وأوضح فلاكس: "في حين أن المكاسب المبكرة هذا العام كانت مدفوعة بالتقلبات الناجمة عن الرسوم الجمركية في الربع الثاني، إلا أن الزخم الأخير كان مدفوعًا بالمعنويات القوية والتدفقات القياسية في صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب".
لكن بيئة الأسعار المرتفعة أدت إلى إضعاف الطلب على المجوهرات، بحسب مجلس الذهب العالمي.
هل هناك طلب على أصول أخرى؟
لم يكن الذهب وحده من بين الأصول التي ترتفع قيمتها بشكل قياسي، إذ سجّلت أسواق الأسهم الرئيسية وعملة البتكوين أرقامًا قياسية أيضًا.
وأشار كبير خبراء السوق لدى منصة التداول "آي جي" كريس بوشام، إلى أن السعر القياسي الذي سجلته عملة البتكوين الأحد يأتي "في وقت يواصل الذهب ارتفاعه، ما يشير إلى أن المستثمرين حول العالم يواصلون البحث عن التنويع، رغم أن بلوغ الأسهم مستويات قياسية أيضًا يدل على أن هناك الكثير من السيولة المتوفرة".
وتجاوزت العملة المشفرة 126 ألف دولار لأول مرة الثلاثاء بينما سجّلت أسواق أسهم وول ستريت ولندن وطوكيو مستويات قياسية في جلسات التداول الأخيرة.
ويتوقع المحللون تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، مدفوعة بعمليات شراء من البنوك المركزية واحتمال انخفاض أسعار الفائدة الأميركية، مما يعزز دعم أسعار الذهب عام 2026، ودفع ذلك مؤسستَي غولدمان ساكس ويو.بي.إس إلى رفع توقعاتهما للأسعار.