"بلومبرز" أول تصميم عصري منه.. متى بدأت النساء ترتدي السراويل؟
"من يرتدي البنطال؟" (who wears the trousers) مثل غربي شائع حتى في عصرنا الحالي، يرتبط بالعلاقة بين الرجل والمرأة ويُشير إلى أن الرجل هو الذي يتّخذ القرارات.
لكن ارتداء النساء للبناطيل يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وفقًا لمجلة "هيستوري إكسترا"، التي أوضحت أن حضارات قديمة عدة نجت على مرّ التاريخ من "فضيحة" ارتداء النساء ملابس تُشبه السراويل. ووجدت العديد من المجتمعات الغربية صعوبة في تقبّل الأمر.
وعلى مدى عدة قرون، كان من المعتاد، بل كان قانونًا، أن ترتدي النساء الفساتين أو التنانير، حتى أن البطلة الفرنسية جان دارك (قديسة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي قادت الجيش الفرنسي خلال حرب المئة عام)، وُجّهت لها تهمة ارتداء ملابس الرجال، عام 1431 بعد وقوعها في الأسر.
ولم يتمّ تحدّي هذا القانون بجدية إلا في منتصف القرن التاسع عشر.
نساء يرتدين السراويل
أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، ارتدت النساء المدنيات اللواتي تسلمن الوظائف التي كان الرجال يشغلونها تقليديًا، السراويل في بعض الأحيان. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ارتدت النساء (مدنيات وعسكريات) البناطيل على نطاق واسع، سواء في العمل أو على الصعيد الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن النساء استمرين بارتداء البناطيل بعد الحرب، لا سيما للرياضة أو الترفيه، إلا أن اتجاهات الموضة للنساء ظلت تركز إلى حد كبير على التنانير أو الفساتين حتى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
تنورة وسروال
في مطلع خمسينيات القرن التاسع عشر، صمّمت إليزابيث سميث ميللر، الناشطة الأميركية في مجال تغيير زي المرأة والدفاع عن حقوقها، نوعًا من السراويل، عبارة عن تنورة تصل إلى الركبتين وسروال منتفخ يصل إلى الكاحلين.
واشتهر هذا الزي بعد الإعلان عنه في مجلة "ذا ليلي" (The Lily)، وهي مجلة تملكها الناشطة الأميركية في مجال حقوق المرأة أميليا جينكس بلومر، ولهذا السبب سرعان ما أصبح هذا النوع من السراويل يُعرف باسم "بلومرز".
وكان التغيير في عالم السراويل بطيئًا، لدرجة أن الممثلتين مارلين ديتريش وكاثرين هيبورن (من كبار فنّانات هوليوود) كانتا تتصدّران الأخبار في كل مرة ترتديان فيها السراويل خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
وفي ستينيات القرن الماضي، غيّرت تصميمات البناطيل والتنانير القصيرة المواقف تجاه ما ترتديه النساء على أرجلهن، وكان ذلك عصر ازدهار ارتداء النساء للسراويل.
وبدعم من حركة حقوق المرأة، أصبحت السراويل راسخة كخيارات ملابس شعبية ومناسبة للمرأة في المنزل، وفي الأماكن العامة، وفي أماكن العمل.