الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بلينكن محذرًا إيران: لم يبقَ أمام الاتفاق النووي سوى بضعة أسابيع

بلينكن محذرًا إيران: لم يبقَ أمام الاتفاق النووي سوى بضعة أسابيع

Changed

حذّر وزير الخارجية الأميركي من أنّ الإيرانيين يحرزون إنجازات في المجال النووي "سيصبح التراجع عنها صعبًا أكثر فأكثر" (غيتي)
حذّر وزير الخارجية الأميركي من أنّ الإيرانيين يحرزون إنجازات في المجال النووي "سيصبح التراجع عنها صعبًا أكثر فأكثر" (غيتي)
هدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنّه إذا لم تثمر مفاوضات فيينا اتفاقًا فستبحث بلاده خطوات وخيارات أخرى بالتنسيق الوثيق مع الدول المعنية. 

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس من أنّه لم تتبقّ سوى "بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، مؤكّدًا أنّ بلاده "مستعدّة" للجوء إلى "خيارات أخرى" إذا فشلت المفاوضات الجارية في فيينا لإعادة إحياء هذا الاتفاق.

وقال بلينكن في مقابلة مع إذاعة "أن بي آر" الأميركية العامة: "أعتقد أنّ أمامنا بضعة أسابيع لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة للامتثال المتبادل" ببنود الاتفاقية التي انسحبت منها بلاده عام 2018 وتحرّرت من مفاعيلها بعد ذلك تدريجيًا إيران.

أسابيع فقط

ونبّه الوزير الأميركي من أنّ المهلة المتبقّية للتوصّل إلى اتّفاق هي أسابيع فقط و"ليس شهورا".  وأضاف: "الوقت ينفد منّا فعلًا" لأنّ "إيران تقترب أكثر فأكثر من اللحظة التي يمكن فيها أن تنتج، خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي". 

وحذّر بلينكن أيضًا من أنّ الإيرانيين يحرزون إنجازات في المجال النووي "سيصبح التراجع عنها صعبًا أكثر فأكثر، لأنهم يتعلّمون أشياء ويقومون بأشياء جديدة بعدما كسروا القيود المنصوص عليها في الاتفاق" الذي أبرم عام 2015 وفرض قيودًا على الأنشطة الذرية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.

خيارات أخرى

وإذ أكّد أنّ التوصّل إلى اتّفاق في فيينا "سيكون النتيجة الأفضل لأمن أميركا"، هدّد بلينكن بأنّه إذا لم تثمر مفاوضات فيينا اتفاقًا "فسنبحث في خطوات أخرى وخيارات أخرى، مرة أخرى، بالتنسيق الوثيق مع الدول المعنية". 

وأضاف: "هذه هي بالضبط الخيارات التي نعمل عليها مع شركائنا في أوروبا والشرق الأوسط وما بعدهما. كلّ شيء في أوانه، لكن هذا كان موضوع عمل مكثّف في الأسابيع والأشهر الماضية".

وأكّد بلينكن أنّ الأميركيين "مستعدون لأيّ من المسارين، ولكن من الواضح أنه سيكون أفضل بكثير لأمننا وأمن حلفائنا وشركائنا أن نعود" إلى اتفاق فيينا، "غير أنّه إذا لم نتمكّن من ذلك، فسنتعامل مع هذه المسألة بطرق أخرى".

تباينات رغم تقدم المفاوضات

وتجري إيران مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف الذين لا يزالون منضوين فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا). وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديًا من الاتفاق عام 2018، بشكل غير مباشر في المباحثات.

وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات، تحقيق بعض التقدم، مع التأكيد على استمرار وجود تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.

وبدأت مفاوضات فيينا في أبريل/ نيسان 2021 بين إيران والدول التي ما زالت منضوية في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، بمشاركة أميركية غير مباشرة. وبعد تعليقها لنحو خمسة أشهر، استؤنفت المباحثات في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.

معضلة الخطوة الأولى

وتشدّد طهران على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها واشنطن في أعقاب ذلك، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها بدءًا من 2019 ردًا على انسحاب واشنطن.

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، في مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديًا منه عام 2018، معيدًا فرض عقوبات قاسية.

وأبدى الرئيس جو بايدن الذي خلف ترمب مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده إلى الاتفاق النووي، لكن بشرط امتثال طهران مجددًا لمندرجاته.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close