شيع فلسطينيون اليوم الجمعة في مدينة غزة عضو المكتب السياسي لحماس روحي مشتهى، وقائد جهاز الأمن العام التابع للحركة سامي عودة، بعد استشهادهما في عدوان الاحتلال على القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، اغتيال ثلاثة من قادة حركة حماس، من بينهم روحي مشتهى وسامي عودة في غارة جوية نفذها "قبل 3 أشهر" في قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال في بيان حينها: "إن روحي مشتهى كان يعتبر عمليًا رئيس سلطة (حكومة) حماس بقطاع غزة"، مشيرًا إلى أن سامي عودة هو رئيس جهاز الأمن العام لحماس.
غزة تودع روحي مشتهى وسامي عودة
وشارك في التشييع عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في المسجد العمري الكبير بمدينة غزة الذي تعرض لقصف إسرائيلي خلال الحرب، وذلك بحضور شعبي.
وأظهرت مشاهد مشاركة عناصر القسام في التشييع بكامل لباسهم وأسلحتهم، فيما رفعت الأعلام الفلسطينية وصور الشهيدين.
وأقام المشيعون صلاة الجنازة على جثماني القياديين بعد صلاة الجمعة، ثم جابوا بجثمانيهما شوارع المدينة التي عمّها الدمار، قبل أن يواروهما الثرى في المقبرة بالمنطقة الشرقية من مدينة غزة.
وندد المشاركون في التشييع بالعدوان الإسرائيلي المستمر، مؤكدين على استمرار المقاومة حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وفقًا لوسائل إعلام فلسطينية.
وكان شقيق القيادي روحي مشتهى أعلن عن استشهاده بشكل رسمي في قطاع غزة إثر قصف إسرائيلي، في وقت سابق، قبل بدء الهدنة، حسب قناة "فلسطين اليوم".
ونعت العائلة القيادي، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت: "تأكد اليوم استشهاد القيادي روحي مشتهى".

من هو روحي مشتهى؟
في عام 2015، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أدرجت على لائحتها السوداء روحي مشتهى.
وكان مشتهى المولود في مدينة غزة عام 1959 يُعتبر من مؤسسي جهاز "المجد" الأمني، أحد أهم الأجهزة التابعة للحركة، وتتهمه إسرائيل بأنه أحد مؤسسي كتائب القسام. ووفق تصريحات سابقة للقائد العام لكتائب القسام، صلاح شحادة الذي اغتالته إسرائيل عام 2002، فإن مشتهى هو من تولى مهمة طباعة بيان حركة حماس الأول، الذي حمل اسم "المقاومة الإسلامية"، يوم 14 ديسمبر/ كانون أول 1987.

وبعد مرور ستة أشهر على زواجه، يوم 13 فبراير/ شباط 1988، انفجرت عبوة ناسفة بيده، كان يعمل على تجهيزها، ونُقل على إثرها لأحد مستشفيات مدينة غزة، وهناك اعتقله الجيش الإسرائيلي، الذي كان يسيطر على القطاع آنذاك.
ووجهت إسرائيل له تهمة تنفيذ عمليات قوية ضد عملاء يتبعون لها، وحُكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وعشرين عامًا.
وقضى مشتهى في السجون الإسرائيلية 24 عامًا متواصلة، وأُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل للأسرى، أبرمتها حماس وإسرائيل، في أكتوبر/ تشرين أول عام 2011، برعاية مصرية، أفرجت من خلالها تل أبيب آنذاك، عن 1050 أسيرًا، مقابل تسليم الحركة للجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في عملية عسكرية نفذتها بغزة، في يونيو/ حزيران 2006.
وفي عام 2012، تم انتخابه ليشغل منصب عضو المكتب السياسي للحركة.