السبت 25 كانون الثاني / يناير 2025
Close

بموجب اتفاق وقف النار.. واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي في لبنان

بموجب اتفاق وقف النار.. واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي في لبنان

شارك القصة

سيعمل الجيش اللبناني على تأمين بلدة الخيام
سيعمل الجيش اللبناني على تأمين بلدة الخيام وإجراء مسح لمخلفات إسرائيلية قبل عودة السكان- غيتي
الخط
نفذت القوات الإسرائيلية أول عملية انسحاب من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه القيادة الأميركية الوسطى وسط انتشار للجيش اللبناني.

أعلنت الولايات المتّحدة، أنّ الجيش الإسرائيلي نفّذ أول انسحاب لقواته من بلدة في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أنّ الجيش اللبناني حلّ محلّ القوة الإسرائيلية المنسحبة، وذلك تطبيقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان إنّ قائدها الجنرال إريك كوريلا "كان حاضرًا اليوم في مقر التنفيذ والمراقبة أثناء أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية وحلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في الخيام بلبنان في إطار اتّفاق" وقف إطلاق النار.

ونقل البيان عن كوريلا قوله: "هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية، وهي تضع الأساس لتقدّم مستمر".

عودة مؤجلة

ومع الانسحاب الإسرائيلي تمنت بلدية الخيام في بيان الأربعاء، على المواطنين، التقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية والعسكرية، وبيانات قيادة الجيش اللبناني".

وتابع البيان ":علمت البلدية أن وحدات الجيش تمركزت في 5 مواقع حول مدينة الخيام، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان- اليونيفيل. وسيُستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة. والأهم ستُجري الوحدات المختصة مسحًا هندسيًا شاملًا بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة. وتدعو قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار".

وختم بيان البلدية: "علينا توخي الحذر والحفاظ على سلامة الأرواح. وما العودة إلا صبر أيام، في انتظار الانسحاب الكامل لجيش العدو، وصدور بيانات قيادة الجيش التي تحدد موعد العودة بسلام الى الخيام".

"خطوة أساسية"

وبحسب سنتكوم فقد التقى الجنرال كوريلا في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، وناقش وإياه "الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية".

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في منشور على منصة إكس إنَّ "تمركز وحدات الجيش في منطقتي الخيام ومرجعيون يمثّل خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذًا لقرار وقف إطلاق النار".

وطالب ميقاتي إسرائيل بوقف "خروقاتها لوقف إطلاق النار والتي أدَّت الأربعاء إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى"، مشدّدًا أيضًا على أنّ "المطلوب كذلك العمل على انسحاب إسرائيل الكامل من كلّ المناطق التي تحتلّها".

بالمقابل، لفت الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنّ لواءه السابع "أنجز مهمته في الخيام في جنوب لبنان". وأضاف البيان: "وفقًا لتفاهمات وقف إطلاق النار وبتنسيق من الولايات المتحدة، ينتشر جنود من القوات المسلحة اللبنانية في المنطقة بالاشتراك" مع جنود من اليونيفيل، قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.

من ناحيته، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال محادثة هاتفية الأربعاء مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس على التزام واشنطن دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال البنتاغون في بيان إنّ أوستن قال لنظيره الإسرائيلي إنّ هذا الاتفاق من شأنه أن "يخلق الظروف اللازمة لإعادة إرساء هدوء دائم والسماح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية-اللبنانية بالعودة إلى ديارهم بأمان تامّ".

خروقات وشهداء

لكن الانسحاب الإسرائيلي لم يمض دون استمرار جيش الاحتلال بخروقاته في لبنان، حيث تزامن الانسحاب من بلدة الخيام مع غارات جوية إسرائيلية على جنوب لبنان أوقعت خمسة شهداء، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، كما واصل طيرانه المسير الحربي التحليق بشكل مكثف، وعلى علو مخفوض في أجواء العاصمة بيروت.

وبذلك يرتفع عدد خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار منذ سريانه قبل 14 يومًا إلى 207 خروقات، موقعة إجمالًا 28 شهيدًا و30 جريحًا. 

ووفق أخبار متفرقة نشرتها الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، تركزت الخروقات، يوم أمس الأربعاء، في العاصمة بيروت، وأقضية بنت جبيل ومرجعيون والنبطية بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور بمحافظة الجنوب، وشملت قصفًا بطيران مسير والمدفعية، وتحليقًا لمسيرات، ودهم وتفجير منازل، وتمشيطًا بالأسلحة الرشاشة.

اتفاق وقف إطلاق النار

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفًا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي. وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلغ عنها كل طرف.

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيًا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يومًا، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و59 شهيدًا و16 ألفًا و655 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

تابع القراءة

المصادر

وكالات