تُعد الزاوية الأحمدية في غزة، التي أنشئت قبل ستة قرون، آخر ما تبقى من زوايا العهد المملوكي في القطاع، وستخضع لترميم يستمر أسابيع للمحافظة على هذا المكان التاريخي.
تقع الزاوية في حي الدرج الواقع في البلدة القديمة من مدينة غزة، ويضم فراغين رئيسيين أولهما مخصص للصلاة على شكل مسدس الأضلاع، والثاني مؤلف من ثلاثة إيوانات تتوسطها نافورة رخامية، بالإضافة إلى العديد من الزخارف.
الزاوية الأحمدية في غزة
يشير أحمد أبو شهلا، القيم على إدارة الزاوية الأحمدية في غزة، إلى ما شهدته من أحداث ولقاءات وطقوس دينية. ويروي أن المكان كان يحضر إليه المشايخ لتدارس أمور الدين.
أنشأ المبنى والي غزة في العهد المملوكي، وهو يمثل مكانًا روحانيًا تعاقبت عليه العديد من الشخصيات الدينية الصوفية عبر عقود مضت، ولا يزال يستخدم للوظيفة ذاتها منذ نشأته، وفق القائمين عليه.
ويتميز المكان بتصميمه وقبابه الداخلية باعتباره واحدًا من أوجه الفن المعماري الإسلامي.
ويقول محمود البلعاوي، المشرف الميداني في مركز إيوان للتراث الثقافي: إن الجزء الأول من الزاوية جميع إيواناته مسقوفة بالعقود المتقاطعة وتتواجد فيه الأعمدة الرخامية.
ويتحدث عن عنصرين مهمين جدًا يتميز بهما المبنى؛ وهما البلاط الرخامي الملون والذي يعتبر جزءًا أصيلًا من المباني التي تعود إلى تلك الفترة، والعنصر المائي الذي كان يتوسط هذا الفراغ.
غير أن تشققات تعتري القباب، وتبدو القبة الأعظم في مباني غزة القديمة آيلة للسقوط بفعل ما حل بها.
ولحماية الزاوية الأحمدية في غزة من الاندثار انطلق مشروع جديد أخيرًا؛ يبدأ من التوثيق المعماري للمكان ذي القيمة التاريخية، وصولًا إلى ترميمه من الداخل والخارج.
ومن بين الإجراءات الترميمية، يعدد البلعاوي معالجة جميع الشقوق والشروخ والتصدعات في المبنى، وأعمال تنظيف الحجر وإزالة الضعيف منها إن وُجد، والقيام بتمديدات كهربائية..