شنّت تل أبيب فجر اليوم الجمعة، ضربات جوية على أهداف نووية في إيران، وتحديدًا في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأكد التلفزيون الرسمي أنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت مرّات عدّة منشأة نظنز النووية، وتحديدًا موقع أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في المنشأة، مضيفًا أنّه لا تقارير إلى الآن عن وجود تلوث نووي.
كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع في منشأة نطنز التي استهدفتها الهجمات الجوية الإسرائيلية.
ويتوزّع البرنامج النووي الإيراني على العديد من المواقع. ورغم أنّ خطر الضربات الجوية الإسرائيلية يلوح في الأفق منذ عشرات السنين، فإن عددًا قليلًا من المواقع هي التي بُنيت تحت الأرض.
أين تقع المنشآت النووية الإيرانية؟
بنت طهران العديد من المنشآت النووية على أراضيها، إليكم أبرزها وموقعها:
-
منشأة نطنز
منشأة نطنز هو مجمّع في صلب برنامج التخصيب الإيراني، ويقع على سهل يُجاور الجبال خارج مدينة قمّ المقدّسة جنوب طهران.
ويضمّ المجمع منشآت تشمل محطتي تخصيب: محطة تخصيب الوقود الضخمة تحت الأرض، ومحطة تخصيب الوقود التجريبية فوق الأرض.
عام 2020، كشفت جماعة معارضة إيرانية في الخارج أنّ إيران تبني سرًا مجمع نطنز، ما أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران بشأن نواياها النووية والتي لا تزال مستمرّة حتى اليوم.
وشُيّدت منشأة تخصيب الوقود تحت الأرض ليتسنّى لها استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي. وحاليًا، تضمّ المحطة نحو 16 ألف جهاز طرد مركزي، منها تقريبًا 13 ألفًا قيد التشغيل، لتنقية اليورانيوم إلى مستوى نقاء 5%.
ويصف دبلوماسيون على معرفة بمجمع نطنز محطة تخصيب الوقود بأنّها تقع على عمق ثلاثة طوابق تحت الأرض. وكان هناك نقاش طويل حول حجم الضرر الذي قد يلحق بها جراء غارات جوية إسرائيلية.
في أبريل/ نيسان 2021، تعرّضت أجهزة الطرد المركزي في محطة تخصيب الوقود في المنشأة لأضرار جراء انفجارات وانقطاع للتيار الكهربائي، في هجوم اتّهمت طهران تل أبيب بالوقوف خلفها.
أما محطة تخصيب الوقود فوق الأرض، فتضمّ بضع مئات فقط من أجهزة الطرد المركزي، لكن إيران تقوم بالتخصيب فيها حتى نسبة نقاء 60%.
-
منشأة فوردو
على الجانب الآخر من قم، أُقيم موقع فوردو للتخصيب داخل جبل، وبالتالي ربما يكون محميًا بشكل أفضل، مقارنة بمحطة تخصيب الوقود تحت الأرض.
ولم يسمح الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لإيران بالتخصيب في فوردو على الإطلاق. وحاليًا، يعمل الآن أكثر من ألفي جهاز طرد مركزي في المنشأة، ومعظمها من أجهزة "آي آر-6" المتقدّمة، يعمل 350 جهازًا منها على التخصيب حتى نسبة نقاء 60%.
وعام 2009، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنّ إيران كانت تبني منشأة فوردو سرًا لسنوات، وأنّها تقاعست عن إبلاغ وكالة الطاقة الذرية.
وآنذاك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنّ "حجم هذه المنشأة وتكوينها لا يتناسب مع برنامج سلمي".
-
منشأة أصفهان
تملك إيران مركزًا كبيرًا للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان.
ويضم هذا المركز مصنعًا لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة معالجة اليورانيوم التي يُمكنها تحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يُغذّي أجهزة الطرد المركزي.
ويقول دبلوماسيون إنّ إيران تُخزّن اليورانيوم المُخصّب في أصفهان.
كما تُوجد في أصفهان معدّات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية بالغة الحساسية فيما يتصل بالانتشار النووي لأنّها يمكن أن تستخدم في تصميم نواة القنبلة النووية.
وقالت وكالة الطاقة الذرية إنّ هناك آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، ووصفتها عام 2022 بأنّها "موقع جديد".
-
منشأة خونداب
منشأة "خونداب" أو "آراك" هو مفاعل أبحاث مبني جزئيًا يعمل بالماء الثقيل، الذي يُمكن أن يُنتج البلوتونيوم بسهولة ويمكن استخدامه مثل اليورانيوم المخصب، لصنع قلب القنبلة الذرية.
وبموجب اتفاق عام 2015، أُوقف البناء وأُزيل قلب المفاعل وغمره بالخرسانة لجعله غير صالح للاستخدام.
وكان من المقرر إعادة تصميم المفاعل "لتقليل إنتاج البلوتونيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة أثناء التشغيل العادي".
وتنوي طهران تشغيل المفاعل عام 2026.
-
مركز طهران للأبحاث
تتضمّن منشآت الأبحاث النووية في طهران مفاعلا للأبحاث.
ويُصنّف مفاعل طهران ضمن المفاعلات الصغيرة، ويُنتج النظائر الطبية المُشعّة لمعالجة السرطان، ويعمل بوقود من اليورانيوم المخصب.
-
مفاعل بوشهر
مفاعل بوشهر هو مفاعل كهروذري قادر على إنتاج ألف ميغاوات من الكهرباء، وموصول عمليًا بشبكة الكهرباء الوطنية.
تستخدم محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران على ساحل الخليج، الوقود الروسي الذي تستعيده موسكو بعد استنفاده، ما يُقلّل من خطر الانتشار النووي.