أعلن وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار الخميس من دمشق أن بلاده ستزيد تصدير الطاقة إلى سوريا بهدف تعزيز إنتاج الكهرباء، وذلك على هامش توقيع اتفاق تعاون مشترك في مجال الطاقة.
وفي 9 مايو/ أيار، أعلن وزير الطاقة السوري محمد البشير، التوصل إلى اتفاق يقضي بإمداد تركيا جارتها سوريا بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب حدودي بين كلّس التركية وحلب، بقدرة تزويد تبلغ 6 ملايين متر مكعب يوميًا.
وتأمل السلطات الجديدة في سوريا جذب الاستثمارات في مختلف القطاعات لا سيما بعد إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مايو رفع عقوبات مفروضة على سوريا منذ سنوات.
تركيا تعتزم زيادة تصدير الطاقة إلى سوريا
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري، قال الوزير التركي: "خلال المدى القصير، نريد مضاعفة صادراتنا الحالية من الكهرباء بثلاث مرات، لتلبية احتياجات سوريا من الكهرباء، وصولًا إلى تصدير حوالي ألف ميغاواط من الكهرباء في الأشهر المقبلة".
وأضاف بيرقدار: "خلال وقت قريب جدًا... سنبدأ بتصدير الغاز الذي سيصل إلى حلب وحمص بكمية تقارب ملياري متر مكعب سنويًا، وذلك لتوفير مساهمة إضافية تبلغ 1200 أو 1300 ميغاواط لإنتاج الكهرباء هنا".
وأشار إلى أن تركيا تأمل في أن تسهم هذه الخطوات في رفع ساعات الكهرباء في سوريا إلى أكثر من 10 ساعات في اليوم.
تطوير وتعزيز التعاون في مجال الطاقة
وخلال المؤتمر، أوضح البشير أنه تم توقيع بروتوكول وإطار عام للتنسيق والتعاون في مجالات النفط والغاز والمعادن والكهرباء، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والبحث العلمي في مجال الطاقة، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأشار البشير إلى أنه سيتم العمل على استكمال خط الغاز الذي يربط بين مدينة كيليس التركية وحلب السورية، حيث تم الاتفاق على تشغيل هذا الخط وإمداد الغاز من تركيا إلى سوريا خلال شهر يونيو/ حزيران القادم، مما سيسهم في زيادة توليد الكهرباء وتلبية احتياجات الشعب السوري من الطاقة الكهربائية.
ولفت البشير إلى مناقشة استكمال إجراءات ربط خط 400 كيلو فولت الذي يربط تركيا بسوريا، والذي سيسهم في استيراد 500 ميغاوات مع بداية العام المقبل.
وأوضح البشير أنه تم خلال اللقاء مناقشة وضع خط الكهرباء الذي يربط الريحانية مع حارم، ومحطة التحويل التي تُبنى حالياً، والتي ستدخل الخدمة بداية شهر سبتمبر/ أيلول القادم.
وأشارت "سانا" إلى أنه تم التأكيد على رفع مستوى التنسيق والتعاون في مجالات الاستثمارات ودخول الشركات التركية للاستثمار في مجالات التعدين والفوسفات وتوليد ونقل وتوزيع الكهرباء، وتشكيل لجان فنية لمتابعة إجراءات الاتفاق.
وأشار بيرقدار إلى أن الاتفاقية الموقعة اليوم في مجال الطاقة والمعادن والهيدروكربونات "تُشكل خارطة طريق مهمة" للخطوات المقبلة.
وأضاف "سنوقع اتفاقيات مختلفة في المستقبل".
وأكّد أن تركيا "مستعدّة لتطوير مشاريع من أجل تنمية سوريا، ومن أجل أن يعيش السوريون في ظروف أفضل، عبر شركاتنا الحكومية والخاصة وعبر شراكاتنا الدولية".
وفي مارس/ آذار، أعلنت دولة قطر تمويل شحنات الغاز إلى سوريا من الأردن لمعالجة نقص إنتاج الكهرباء.
وتسعى السلطات السورية الجديدة إلى إعادة بناء البلاد، بعد إطاحة حكم رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول، في أعقاب حرب استمرّت 14 عامًا استنزفت اقتصاد البلاد وبنيتها التحتية.
وألحق النزاع أضرارًا بالغة بالبنية التحتية للكهرباء، مع انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يوميًا.
