الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

بوتين يمنح إدوارد سنودن الجنسية الروسية

بوتين يمنح إدوارد سنودن الجنسية الروسية

Changed

حلقة سابقة من برنامج "مذكرات" (إبريل )2021 تستعرض قصة "إدوارد سنودن" ضابط وكالة الاستخبارات الأميركية السابق (الصورة: الأناضول)
لن يتمّ استدعاء سنودن إلى الجيش في روسيا في ظل قرار التعبئة لأنه لا يمتلك خبرة سابقة بالخدمة العسكرية في روسيا.

في تطور لافت وسط تصاعد التوتر الأميركي الروسي على خلفية حرب أوكرانيا المتواصلة منذ 8 أشهر، منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين الجنسية الروسية للمتعاقد السابق مع أجهزة الاستخبارات الأميركية، والعميل والموظف التقنيّ لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية إدوارد سنودن.

وجاء في مرسوم رئاسي نُشر اليوم الإثنين أن إدوارد جوزف سنودن المولود في 21 يونيو/ حزيران 1983 مُدرج على قائمة مواطنين روس جدد، وهو لاجئ في روسيا بعدما استقر فيها، حيث حصل على الإقامة المؤقتة، هاربًا من الملاحقة القضائية الأميركية.

وفي عام 2013 هزت الأوساط الأميركية والعالمية قضية سنودن بعدما سرّب وثائق سرية من وكالة الأمن القومي، كشفت مدى ضخامة عمليات المراقبة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية على خطوط الهاتف والإنترنت، داخليًا وخارجيًا.

وكذلك كشف الطريقة التي كانت تجمع فيها وكالات استخبارات أميركية بيانات شخصية للمستخدمين، خصوصًا عبر غوغل وفيسبوك ومايكروسوفت.

وفي 2019 نشر الموظف السابق في الاستخبارات الأميركية كتاب ذكريات تحت عنوان "سجل دائم".

في المذكرات، يروي سنودن قصته وكيف توصل في آخر المطاف إلى قراره بتسريب وثائق سرية للغاية تكشف عن خطط الحكومة للمراقبة الجماعية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، قال سنودن إنه تقدّم بطلب للحصول على الجنسية الروسية، مع رغبته بالاحتفاظ بجنسيته الأميركية.

وكانت موسكو قد خففت قبل سنوات من صرامة قوانين الجنسية للسماح للأفراد بحمل جوازات سفر روسية دون التخلي عن جنسياتهم الأصلية.

وقال محامي الدفاع عن سنودن أناتولي كوشيرينا لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء إن ليندسي ميلز، زوجة سنودن، ستتقدم الآن بطلب للحصول على الجنسية الروسية، مشيرًا إلى أن ابنتهما حاملة بالأساس جواز سفر روسي لأنها ولدت في روسيا.

إعفاء من التعبئة

ورغم إعلان بوتين الأسبوع الماضي عن تعبئة جزئية لدعم القوات الروسية في الحرب في أوكرانيا، لن يتمّ استدعاء سنودن، بحسب كوشيرينا، لأنه لا يمتلك خبرة سابقة في الخدمة العسكرية في روسيا.

وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالات أنباء أن سنودن حصل على الجنسية الروسية بعدما تقدّم بطلب للحصول عليها.

ومنذ ذلك الوقت بقيت قضية سنودن البالغ من العمر 39 عامًا الآن مثار جدل، وتتكرر حولها المعلومات المثيرة.

ومنها حينما نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية في يونيو/ حزيران من عام 2013، تقريرًا مسرَّبًا عن إدوارد سنودن، يفضح انحرافات وكالة المخابرات الأميركية، وما تمارسه في الخفاء وبشكل سرّي من مراقبة شاملة لجميع المحادثات الهاتفية والرسائل الإلكترونية للأفراد والحكومات والساسة في جميع أنحاء العالم، معتمدة في ذلك على نظام مراقبة جماعي غير مسبوق يمتلك قدرة هائلة على التجسس وانتهاك الخصوصية لأي شخص في أي مكان، دون أيّ اعتبار إن كان حليفًا أو عدوًّا محتمَلًا.

خائن أم بطل قومي؟

ووضع هذا الأمر الإدارة الأميركية في موقف حرج أمام الرأي العام الداخلي، وجرّ سيلًا من الانتقادات الدولية وخصوصًا من دول حليفة للولايات المتحدة.

كما بات سنودن على قائمة المطلوبين لواشنطن بتهمة فضح أسرار الولايات المتحدة.

وآنذاك اضطر سنودن لتقديم طلبات لجوء إلى أكثر من 20 دولة، لتنتهي به رحلة الهروب أخيرًا في العاصمة الروسية موسكو، العدو التقليدي للولايات المتحدة.

وسنودن التحق بالجيش الأميركي عام 2003، وخاض برنامجًا تدريبيًا للالتحاق بالقوات الخاصة من أجل المشاركة في الحرب الأميركية على العراق، وفق ما يروي في مذكراته.

إلى أن انتقل عام 2009 للعمل مع وكالة الأمن القومي الأميركية الموجودة في قاعدة عسكرية باليابان، ومنها إلى وظيفة مسؤول البرامج في مكتب الوكالة نفسها بجزيرة هاواي. وهناك واجه سنودن الحقيقة الأميركية المجرَّدة عارية من القيم الليبرالية التي قامت عليها بلاده.

ولم تفلح كل جهود واشنطن في استعادة مواطنها سنودن خلال السنوات السابقة. وفي وقت تراه الحكومة الأميركية "عدوًا وخائنًا"، ينقسم حوله الأميركيون؛ فالبعض يعتبره خائنًا تجب معاقبته، فيما يراه آخرون بطلًا قوميًا انصاع لمبادئ الدستور الأميركي ورفض استكمال السياسة الأميركية في المراقبة الشاملة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close