"بيان لفيف".. توافق أوروبي على إنشاء محكمة خاصة لمقاضاة روسيا

دعمت أوروبا، الجمعة، إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب جريمة العدوان على أوكرانيا، في إظهار للوحدة في يوم تحتفل فيه روسيا "بيوم النصر" في الحرب العالمية الثانية.

ووافق وزراء من نحو 20 دولة أوروبية من الناحية السياسية على إنشاء المحكمة في اجتماع بمدينة لفيف في غرب أوكرانيا، ورحبوا باستكمال العمل الفني المطلوب لإنشائها.

التوقيع على "بيان لفيف"

وستتكون المحكمة في إطار مجلس أوروبا، وهو أكبر كيان معني بحقوق الإنسان في القارة منذ تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية للحفاظ على الحقوق وسيادة القانون.

وركزت الدول الأوروبية جهودها منذ أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير/ شباط قرارًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، التي أنشئت لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب عندما تكون الدول الأعضاء غير راغبة أو غير قادرة على القيام بذلك بنفسها.

وتنفي روسيا ارتكاب قواتها فظائع في أوكرانيا منذ بدء هجومها العسكري في فبراير 2022. وتقول كييف إن القوات الروسية ارتكبت الآلاف من جرائم الحرب.

ووقع وزراء خارجية ما تسمى "بالمجموعة الأساسية"، التي تضم 37 دولة على الأقل، على "بيان لفيف" الذي يمثل انتهاء العمل على صياغة الوثائق القانونية اللازمة لإنشاء المحكمة. ومن المتوقع أن تبدأ المحكمة عملها العام المقبل.

وأفادت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس الصحافيين: "ستضمن هذه المحكمة محاسبة المسؤولين عن العدوان على أوكرانيا".

"واجب أخلاقي"

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن محاسبة روسيا على الحرب واجب أخلاقي على أوروبا.

وأضاف في كلمة مصورة للاجتماع: "وجود محكمة قوية من أجل جريمة العدوان يمكن أن يجعل أي معتد محتمل يفكر مرتين ويجب أن يؤدي هذه الغاية".

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إنه سيتعين على المحكمة احترام الحصانة التي يتمتع بها بوتين والمسؤولون الروس في أثناء وجودهم بمناصبهم، لكن مدعيًا عامًا سيتمكن من التحقيق وإعداد لائحة اتهام مقترحة لحين سقوط تلك الحصانة. ورحب وزير العدل الهولندي ديفيد فان ويل بهذه الخطوة.

وقال لوكالة "رويترز" في كييف: "أعتقد أنها خطوة جيدة لأنها تملأ فراغًا موجودًا حاليًا وهو كيف يمكن محاكمة قيادة دولة بتهمة ارتكاب جريمة عدوان على دولة أخرى".

وتهدف الدول الأوروبية إلى تكثيف الضغط على بوتين لقبول وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا اقترحته الولايات المتحدة.

وأعلنت بريطانيا اليوم الجمعة حزمة عقوبات جديدة على ما يسمى بأسطول الظل الروسي، وهو أسطول من السفن ينقل النفط الروسي الخاضع للعقوبات.

وتسعى أوكرانيا إلى إنشاء محكمة خاصة منذ بداية الصراع، متهمة القوات الروسية بارتكاب آلاف الجرائم في الحرب، وتعتزم أيضًا مقاضاة روسيا بتهمة تدبير الهجوم العسكري.