الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"بيت التراث الموصلي".. كيف استردت المدينة العراقية تاريخها من تحت ركام الحرب؟

"بيت التراث الموصلي".. كيف استردت المدينة العراقية تاريخها من تحت ركام الحرب؟

Changed

نافذة ضمن برنامج "صباح جديد" تلقي الضوء على مشروع يسعى لإعادة تنشيط السياحة في مدينة الموصل العراقية (الصورة: غيتي)
أسس ناشطون من مدينة الموصل شمال العراق فريقًا تطوعيًا بهدف بعث السياحة في مدينتهم التي تعرضت أحياء منها للدمار خلال معارك سابقة مع تنظيم الدولة.

بعد خمس سنوات على الدمار الكبير الذي تعرضت له مدينة الموصل شمال العراق، أطلق فريق "بيت التراث الموصلي" التطوعي مبادرة لجذب السياح إلى المدينة، من جديد. 

و"بيت التراث الموصلي" هو مشروع إنشاء بيت يضم تراث المدينة، وقد جاءت فكرته بعد الدمار الكبير الذي تعرضت له بما تحتويه من آثارات سواء من قبل تنظيم الدولة أو خلال عمليات التحرير، وما نتج عنها من خسارة على صعيد المواقع الأثرية والبيوت التراثية فضلاً عما لحق من أضرار بالمدينة القديمة التي دُمرت أسواقها.

ويقول الفريق إنّه ينظم نشاطات لتكريس صورة تعكس الوجه الحقيقي لمدينة الموصل، بعيدًا عن الدمار، ويساعدهم في ذلك وجود إرث تاريخي سياحي.

وصلت دفعة من السياح إلى الموصل التي لم تألف منذ سنوات زيارات من هذا النوع
وصلت دفعة من السياح إلى الموصل التي لم تألف منذ سنوات زيارات من هذا النوع

بداية الفكرة

وأوضح مستشار فريق "تراث الموصل"، فارس عبد الستار، في حديث إلى "العربي"، من أربيل، أنه منذ عام 2018 حين تم تحرير الموصل من قبضة تنظيم  الدولة، أيقن أهل المدينة أن الدمار نال من جزء كبير منها، وهذا ما شكل صدمة لهم، وسط أجواء من الإحباط والتشاؤم بعدم عودة الموصل إلى طبيعتها، في ظلّ الصعوبات الاقتصادية الكبيرة. 

وتضم مدينة الموصل 468 معلمًا أثريًا، تكفي لجذب السياح ضمن المشروع الجديد، لاسيما بعد وصول دفعة من أولئك السياح إلى المدينة، التي لم تألف منذ سنوات زيارات من هذا النوع. 

ولفت عبد الستار إلى أن فكرة مشروع "بيت التراث الموصلي"، بدأت مع الشاب أيوب ذنون، الذي بدأ بتصوير مواقع الآثار منذ بداية رفع الأنقاض والركام عن المواقع التي طالتها الحرب مع التنظيم، بمساعدة مجموعة من الشباب، كعملية توثيق للبيوت التراثية والمساجد، ثم تم نشرها على مواقع التواصل، لتلاقي تفاعلًا واسعًا في العراق. 

سياح في الموصل

وأشار عبد الستار إلى أنه منذ تلك اللحظة، بدأ فعليًا مشروع بيت التراث، وتم تأسيس الفريق، الذي استهل عمله بجلسات تعريفية عن المدينة، والتواصل مع الناشطين المهتمين بالعمل في هذه الآثار، ثم قام الفريق بتوثيق المعالم التراثية بالشراكة مع جامعة الموصل.

وأبدى عدد كبير من السياح، إعجابهم بالمدينة، وحثوا آخرين على زيارتها بعدما كانت تتصدر لمدة طويلة أخبار الصحف العالمية، والعربية كواحدة من المدن التي شهدت حربًا حقيقية مع تنظيم الدولة. 

ودعا السائح الكويتي، جهاد عبد الله السياح من بلاده ودول الخليج لزيارة الموصل، وقال: "الصورة مختلفة تمامًا عما نعتقده، فالموصل اليوم تتمتع بالأمن والأمان، ولقد قمت بجولة بسيارتي من جنوب العراق، وحتى الموصل في الشمال". 

ولا تعد مبادرة "بيت التراث الموصلي" الوحيدة من نوعها في المدينة، فجمعية "بيتنا" تسعى بدورها لطي صفحة الحرب في المدينة، عبر نشاطات سياحية مختلفة، إضافة إلى فرق أخرى كـ"خلوها أجمل"، و"تطوع معنا"، وكلها مؤسسات تطوعية هدفها بدء صفحة جديدة تعكس الجانب الحضاري للموصل. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close