الجمعة 29 مارس / مارس 2024

بينها ضرب المقاومة.. أهداف انتخابية وراء العدوان الإسرائيلي على غزة

بينها ضرب المقاومة.. أهداف انتخابية وراء العدوان الإسرائيلي على غزة

Changed

تقرير حول الظروف التي أدت إلى إشعال فتيل التوتر في غزة (الصورة: الأناضول)
يأتي العدوان على غزة في الوقت الذي تغرق فيه إسرائيل في أزمة سياسية مطولة ترسل الناخبين إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات.

تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يوم الجمعة في أسوأ تصعيد منذ العدوان الذي استمر 11 يومًا العام الماضي واستعاد القطاع مشاهد الدمار والدماء كما استعادت سماء إسرائيل مشاهد صواريخ المقاومة. 

بنتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية، استشهد العديد من الفلسطينيين، من بينهم القائد في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري الذي اغتيل في هجوم مستهدف.

وفي رد أولي، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد أنها أطلقت أكثر من 100 صاروخ على مدن وبلدات إسرائيلية، من بينها تل أبيب، تبعه رشقات صاروخية أطلقت صفارات الإنذار داخل الأراضي المحتلة. 

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فقد طورت حركة الجهاد في السنوات الأخيرة "ترسانة مماثلة لتلك التي تمتلكها حماس، بصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب منطقة تل أبيب بدعم من طهران".

مشاهد من الدمار بعد عمليات القصف الإسرائيلية المتواصلة على غزة - غيتي
مشاهد من الدمار بعد عمليات القصف الإسرائيلية المتواصلة على غزة - غيتي

سياسة ضرب القادة

وقد سعت إسرائيل إلى شرذمة الحركة الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن زفيكا حاييموفيتش، الرئيس السابق لقوات الدفاع الجوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي قوله: "بمجرد ضرب القادة، سيؤثر ذلك على الفور على كل التنظيم. تخلق على الفور فوضى كبيرة في الجهاد". 

وهذه ليست المرة الأولى التي تقتل فيها إسرائيل قادة الجهاد الإسلامي في غزة. فقد حل الجعبري، محل بهاء أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل في غارة عام 2019. وكانت جريمة قتله أول عملية اغتيال رفيعة المستوى لشخصية في حركة الجهاد من قبل إسرائيل منذ حرب 2014 في قطاع غزة.

وكان الجعبري عضوًا في "المجلس العسكري" للجهاد الاسلامي، وهيئة صنع القرار في الحركة في غزة. كان مسؤولًا عن أنشطة حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة وشمالي قطاع غزة خلال حرب 2021. وتزعم إسرائيل أنه كان يستعد لشن هجوم صاروخي مضاد للدبابات على إسرائيل.

جاء اغتيال الجعبري في أعقاب اعتقال إسرائيل للقيادي البارز في الحركة بسام السعدي في وقت سابق من هذا الأسبوع. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، كان السعدي يعمل على تعميق نفوذ الحركة في الضفة الغربية وتوسيع قدراتها.

وحدة صف المقاومة

وفيما لفت تقرير "واشنطن بوست" إلى تحدي نشطاء الجهاد الاسلامي لحماس لإبراز مكانة تنظيمهم بين الفلسطينيين، يؤكد قادة الفصائل على وحدة المقاومة. 

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أنور أبو طه في حديث إلى "العربي"  إنّ ردّ الحركة على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي تيسير الجعبري سيكون مفتوحًا على كل الاحتمالات".

وحول قيام الحركة بالتنسيق مع حركة حماس بشأن هذا الرد، قال: "إن المقاومة الفلسطينية مقاومة واحدة لا تتجزأ، فلا فرق بين سرايا القدس وكتائب القسام وبقية أجنحة المقاومة".

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية تدافع عن شعبها بوصف ذلك هدفًا مركزيًا أصيلًا، وعليه فهي لا تتجزأ والدم الفلسطيني لا يتجزأ كما الجغرافيا الفلسطينية.

ومن جهته، قال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في حديث إلى "العربي" من قطاع غزة في أول رد على عدوان إسرائيل: "إن العدو الصهيوني بهذه الحماقة التي ارتكبها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني يتحمل النتائج المترتبة على هذا العدوان الغاشم"، مضيفًا: "إن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها موحدة لصد هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة". 

أزمة سياسية داخلية في إسرائيل

ويأتي القتال الحالي في الوقت الذي تغرق فيه إسرائيل في أزمة سياسية مطولة ترسل الناخبين إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة في أقل من أربع سنوات في الخريف.

وتولى رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لابيد زمام الأمور في وقت سابق من هذا الصيف بعد انهيار الحكومة التي ساعد في تشكيلها، مما أدى إلى إجراء انتخابات جديدة.

وبحسب "واشطن بوست"، يفتقر لابيد، مقدم البرامج إلى الخلفية الأمنية التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها ضرورية لقيادتهم.

ويمكن أن تعتمد ثروته السياسية على جولة القتال الحالية، فإما أن تكتسب دفعة جديدة إذا تمكن من تصوير نفسه بصورة "القائد المقتدر" أو أن يتلقى ضربة قاسية بينما يحاول الإسرائيليون الاستمتاع بأسابيع الصيف الأخيرة.

ويأمل لابيد في إقصاء رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الرجل الأمني الذي يحاكم بتهم فساد، في الانتخابات المقبلة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close