في الوقت الحالي، يبدو أن الصراخ بصوت عال من أكثر الطرق التي يعتمدها الممثلون أو المؤثرون للوصول إلى الشهرة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتجلى ذلك في أشهر يوتيوبر في العالم، مستر بيست، ونظيره في منصة البث المباشر، آي شو سبيد، من خلال أعمالهم على الإنترنت، لتحقيق النجاح أو الانتشار الواسع.
لكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا، بل على العكس، اكتسب بعض الأشخاص شهرة بمرور الوقت من خلال قلة الكلام أو عدمه.
وأسر العديد من المشاهير قلوب الملايين حول العالم بتعابير وجوههم، ومهاراتهم الكوميدية الرائعة، ولغة أجسادهم القوية، مثل تشارلي شابلن، ونجم مواقع التواصل خابي لام.
شخصيات نالت شهرة من دون أن تنطق بكلمة
تشارلي شابلن - أيقونة السينما الصامتة
يُعد تشارلي تشابلن "أيقونة السينما الصامتة"، حيث وُلد في 16 أبريل/ نيسان 1889، باسم تشارلز سبنسر تشابلن، في لندن، إنكلترا، حسب موقع "هيستوري دوت كوم".
اعتلى تشابلن، أحد أنجح نجوم هوليوود في بداياتها، خشبة المسرح في سن الخامسة.
وعندما كان تشابلن في السابعة عشرة من عمره، طوّر مهاراته الكوميدية بمساعدة فرقة فريد كارنو، وسرعان ما أصبحت قبعته، وقدماه المائلتان للخارج وشاربه وعصاه للمشي علامته التجارية.

كان تشابلن ممثلًا بارعًا في الأفلام الصامتة وممثلًا صامتًا يمكنه إثارة الضحك والدموع من جمهوره، وقد قاوم وصول الصوت في الأفلام.
اشتهر بأعماله الرائعة، بما في ذلك "المتشرد" و"أضواء المدينة" و"الأزمنة الحديثة"، وقد أحدث نجم القرن العشرين ثورة في عالم السينما.
ومن المثير للاهتمام أن كل ما احتاجه لتحقيق ذلك كان عصا وشاربًا وقبعة بولر وفرشاة أسنان - دون صراخ.

وفقًا لتشارلي شابلن، "الكلمات رخيصة، وأعظم ما يمكن قوله هو فيل.
واعتمد شابلن فقط على نقل المشاعر من خلال تعابير الوجه، والحركات الجسدية التهريجية، والسخرية لإيصال رسائله.
وكانت أول مرة كسر فيها تشارلي تشابلن صمته عام 1940، في فيلمه "الديكتاتور العظيم" عندما أدان بشدة الفاشية، حيث ألقى خطابًا لمدة ثلاث دقائق.
مستر بين
يُعرف مستر بين رسميًا باسم روان أتكينسون، وهو شخصية ميّزت طفولة الكثيرين من جيل الألفية.
ولِد مستر بين في 6 يناير/ كانون الثاني 1955، نيوكاسل أبون تاين، إنكلترا، هو ممثل وكوميدي إنكليزي أمتع جمهور التلفزيون والسينما بإبداعاته الكوميدية.
التحق أتكينسون بمدرسة دورهام كاتدرائية كوريسترز. وفي جامعة نيوكاسل أبون تاين درس الهندسة الكهربائية؛ ثم انتقل إلى جامعة أكسفورد للحصول على درجة الماجستير.

صعد إلى المسرح لإشباع رغبة داخلية، وبدأ في صقل حركات الوجه الملتوية والعبقرية الكوميدية التي سرعان ما جعلته مشهورًا.
مع أنه ليس أبكمًا، إلا أن مستر بين صامت في أغلب الأحيان، ولا يتمتم إلا بين الحين والآخر، ويعتمد على إيماءات الوجه والكوميديا الجسدية لإثارة الضحك.
اشتهر السيد بين بمسلسليه التلفزيونيين "مستر بين" و"جوني إنجلش"، وقد حقق شهرة عالمية بفضل سهولة تواصله مع الجمهور.
ولأنه يستخدم لغة بسيطة، فإن أعمال مستر بين تتجاوز حاجز اللغة وتجذب جميع الأعمار.
وكل ما استخدمه مستر بين في أعماله "دب تيدي"، بدون مونولوجات أو نكات.
باستر كيتون
اشتهر باستر كيتون بلقب "الوجه الحجري العظيم"، ربما بسبب تعبير وجهه الجامد.
وُلد في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1895 في بيكوا، كانساس، الولايات المتحدة الأميركية، وكان كوميديًا ومخرجًا سينمائيًا.
كان والدا كيتون، جو وميرا كيتون، فنانا الفودفيل، قد أشركاه في عرضهما المسرحي عندما كان في الثالثة من عمره؛ وسرعان ما أصبح أكثرهم جذبًا للجمهور.
وتخصص آل كيتون الثلاثة، كما كانوا يُعرفون، في الألعاب البهلوانية والكوميديا الصاخبة.

وفي سن مبكرة، كان باستر كيتون بارعًا في تحمل السقوط دون أن يُصاب، ويضحك الناس بتعبير وجهه الجامد المميز.
وقال لمجلة فيلم كوارترلي عام 1958: "كلما ازدادت جديتي، زادت ضحكاتي".
اشتهر الممثل الأميركي السابق في عصر كان فيه التمثيل المبالغ فيه أمرًا شائعًا، وخاصة في الأفلام الصامتة.
خابي لام
استطاع خابي لام غزو الإنترنت، وخاصةً منصة تيك توك للتواصل الاجتماعي، من خلال السخرية من حيل الحياة المعقدة، بفضل فيديوهات قصيرة صامتة لا ينطق فيها بكلمة ولا تتعدى مدتها بضع ثوانٍ.
وُلد خابي لامي في السنغال ونشأ في إيطاليا، وانطلقت شهرته عام 2020، ليصبح الشخصية الأكثر متابعة على تيك توك دون أن تنطق بكلمة.
ويُعد هذا الأمر إنجازًا عظيمًا، فقبل ذلك، كان على أي شخص أن يشتهر على منصة التواصل الاجتماعي، إما بمزامنة الشفاه أو الرقص أو تقديم نصائح حياتية بصوت عالٍ.

اشتهر خابي لامي بسخريته من فيديوهات "حيل الحياة" الغريبة، متفاعلاً بإيماءة بسيطة ونظرة جامدة قبل أن يقدم حلاً أبسط.
وتتميز مقاطع الفيديو التي ينشرها خابي بالطرافة من خلال أسلوبه الساخر في تبسيط الأمور وقدرته على إيجاد حلول سهلة لمشكلات بسيطة.
وأصبحت تعابير وجهه رمزًا عالميًا على الفور، إذ لم تكن بحاجة إلى ترجمة.