لا يُوجد مرشّحون رسميون لمنصب البابوية، ولكن بعض الكرادلة "بابابيل" أي أنّهم يمتلكون الصفات اللازمة لتولّي منصب البابوية.
وبعد أن كسر القديس يوحنا بولس الثاني السيطرة الإيطالية التي استمرّت قرونًا على البابوية عام 1978، اتسع نطاق المرشحين بشكل كبير.
وعندما يدخل الكرادلة كنيسة سيستين في 7 مايو/ أيار المقبل لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، أول بابا من أميركا اللاتينية، سيبحثون قبل كل شيء عن رجل دين قادر على قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
علاوة على ذلك، سيقيّمون خبرته الإدارية والرعوية، ويدرسون احتياجات الكنيسة اليوم.
من هم أبرز المرشّحين لخلافة البابا فرنسيس؟
ورصدت وكالة "اسوشييتد برس"، خمسة من أبرز المرشّحين المحتملين لمنصب البابوية، على أن يتمّ تحديث القائمة مع استمرار مناقشات الكرادلة المغلقة قبل انعقاد المجمع البابوي المغلق "كونكلاف".
1- الكاردينال بيترو بارولين
بارولين هو دبلوماسي مخضرم يبلغ من العمر 70 عامًا. عمل وزيرًا لخارجية الفاتيكان طوال فترة حبرية البابا الراحل فرنسيس.
يتمتّع بارولين بشخصية أكثر هدوءًا ودبلوماسية في نهجه القيادي مقارنة بالبابا الراحل. ويعرف أين قد تحتاج الكنيسة الكاثوليكية إلى تصحيح مسارها.
أدّى دورًا رئيسيًا في الاتفاق التاريخي الذي أبرم بين الكرسي الرسولي والصين بشأن تعيين الأساقفة عام 2018.
كما لعب دورًا دورًا رئيسيًا في الوفاق بين الولايات المتحدة وكوبا عام 2014، بعتباره سفيرًا سابقًا لدى فنزويلا.
إذا جرى انتخابه، سيُعيد بارولين منصب البابوية إلى إيطاليا بعد ثلاثة باباوات متعاقبين من خارجها، وهم: البولندي الراحل القديس يوحنا بولس الثاني، والألماني الراحل بنديكتوس السادس عشر، والأرجنتيني الراحل فرانسيس.
2- الكاردينال لويس أنتونيو تاغلي
يعتبر تاغلي البالغ من العمر 67 عامًا، المرشّح الآسيوي الأول لمنصب البابوية، وهو الاختيار الذي من شأنه أن يعترف بجزء من العالم حيث تنمو الكنيسة.
وتاغلي هو رئيس أساقفة مانيلا، وهو صاحب شعبية واسعة. تولّى في عهد البابا الراحل فرنسيس، منصب نائب رئيس مكتب التبشير في الفاتيكان، الذي يُلبّي احتياجات الكنيسة الكاثوليكية في معظم أنحاء آسيا وإفريقيا.
وكثيرًا ما يستشهد تاغلي بأصوله الصينية، إذ كانت جدته لأمه من عائلة صينية انتقلت إلى الفلبين.
يتمتّع بخبرة واسعة في التواصل والتعليم، وهي الصفات الأساسية للبابا.
3- الكاردينال فريدولين أمبونغو بيسونغو
يُعدّ أمبونغو البالغ من العمر 65 عامًا، واحدًا من أكثر القادة الكاثوليك صراحةً في إفريقيا، حيث يرأس الأبرشية التي تضمّ أكبر عدد من الكاثوليك في القارة السمراء والتي يُنظر إليها على أنّها مستقبل الكنيسة.
تولّى منصب رئيس أساقفة العاصمة الكونغولية كينشاسا منذ عام 2018، وكاردينالًا منذ عام 2019. كما عيّنه البابا الراحل فرنسيس ضمن مجموعة من المستشارين الذين كانوا يساعدون في إعادة تنظيم بيروقراطية الفاتيكان.
في الكونغو وفي مختلف أنحاء إفريقيا، كان أمبونغو ملتزمًا بشدة بالأرثوذكسية الكاثوليكية، ويُنظر إليه على أنّه محافظ.
عام 2024، وبصفته رئيسًا لندوة المؤتمرات الأسقفية في إفريقيا ومدغشقر، وقّع رسالة عارض فيها إعلان الفاتيكان الذي يسمح للكهنة بمنح البركات لزواج المثليين.
وفي الوقت نفسه، يُعرف عنه تشجيعه التسامح بين الأديان، وخاصة في القارة السمراء التي تنتشر فيها الانقسامات الدينية بين المسيحيين والمسلمين.
يؤيد أمبونغو انفتاح الكنيسة على الثقافات المختلفة، وهو معروف أيضًا بدفاعه الثابت عن العدالة الاجتماعية.
ويُعرف بانتقاده الفساد الحكومي واستغلال القوى الأجنبية للموارد الطبيعية في القارة السمراء.
4- الكاردينال ماتيو زوبي
يُعرف زوبي البالغ من العمر 69 عامًا، بأنّه "كاهن الشارع" أي الشخص الذي يعطي الأولوية لخدمة الفقراء والمشردين واللاجئين.
وجذب زوبي البابا فرانسيس الذي قام بترقيته إلى رئيس أساقفة أبرشية بولونيا في شمال إيطاليا عام 2015، قبل أن يمنحه لقب كاردينال عام 2019. وهو رئيس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين.
كان زوبي ضمن فريق "سانت إيجيديو" الذي ساعد في التفاوض لإنهاء الحرب الأهلية في موزمبيق في التسعينيات، وعُيّن مبعوثًا خاصًا للبابا فرنسيس من أجل السلام في أوكرانيا.
وسيكون زوبي مرشحًا في إطار تقليد البابا فرانسيس في خدمة المهمشين، على الرغم من أن صغر سنه النسبي قد لا يصبّ في صالحه فيما يتصل بترشيح الكرادلة للحصول على بابوية قصيرة.
وتتمتع عائلة زوبي بروابط مؤسسية قوية مع الفاتيكان، حيث عمل والده في صحيفة الفاتيكان "لوسيرفاتوري رومانو"، وكانت والدته ابنة شقيق الكاردينال كارلو كونفالونيري، عميد مجمع الكرادلة في الستينيات والسبعينيات.
5- الكاردينال بيتر إردو
يُعرف إردو البالغ من العمر 72 عامًا، بأنّه عالم لاهوت وباحث ومعلم جاد، وهو من أبرز المرشحين بين المحافظين.
شغل منصب رئيس أساقفة إزترغوم-بودابست منذ عام 2002، ورُقّيَ كاردينالًا على يد البابا يوحنا بولس الثاني في العام التالي. شارك في اجتماعين سريين عامي 2005 و2013، لاختيار بنديكتوس السادس عشر وفرانسيس لمنصب البابوية.
يحمل إردو درجة الدكتوراه في اللاهوت والقانون الكنسي، ويتحدث ست لغات، وهو من أنصار العقيدة الأرثوذكسية، ويدافع عن مواقف الكنيسة بشأن قضايا مثل الإجهاض ومعارضة زواج المثليين.
وعارض اقتراحات منح الكاثوليك الذين يتزوجون مرة أخرى بعد الطلاق، الحقّ في تناول القربان المقدس.
باعتباره مدافعًا عن الأسرة التقليدية، ساعد في تنظيم اجتماعات الفاتيكان التي عقدها البابا فرانسيس عامي 2014 و2015 بشأن الأسرة.
بين عامي 2006 و2016، شغل إردو منصب رئيس مؤتمرات مجلس الأساقفة الأوروبيين، ما ساعد في تعزيز التعاون بين الأساقفة الكاثوليك في جميع أنحاء أوروبا ومعالجة القضايا المعاصرة التي تواجه الكنيسة في القارة العجوز.
ورغم حرصه على تجنّب المشاركة في الحياة السياسية المضطربة في المجر، حافظ إردو على علاقة وثيقة مع الحكومة الشعبوية اليمينية في البلاد، التي تقدّم إعانات سخية للكنائس المسيحية.
ومع تدفّق مئات الآلاف من طالبي اللجوء إلى أوروبا عام 2015، أكد إردو أنّ الكنيسة لديها واجب يتمثّل في تقديم المساعدة الإنسانية لمن هم في حاجة إليها.