الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

بينهم علاء عبد الفتاح.. أحكام جديدة بالسجن بحق ناشطين مصريين

بينهم علاء عبد الفتاح.. أحكام جديدة بالسجن بحق ناشطين مصريين

Changed

الحكم على علاء عبد الفتاح بالسجن 5 سنوات وعلى كل من محمد الباقر ومحمد إبراهيم "أكسجين" بالسجن 4 سنوات
الحكم على علاء عبد الفتاح بالسجن 5 سنوات وعلى كل من محمد الباقر ومحمد إبراهيم "أكسجين" بالسجن 4 سنوات (وسائل التواصل)
اعتبرت منظمة العفو الدولية أن الحكم بحق الناشط علاء عبد الفتاح وآخرين هو "تزييف للعدالة، وتذكير ببطش السلطات المصرية بالمعارضين"، على حد قولها.

قضت محكمة مصرية الإثنين بالسجن خمس سنوات بحق المدون والناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح، وأربع سنوات لاثنين آخرين لإدانتهم بـ"نشر أخبار كاذبة"، على ما أكد مسؤول قضائي ومنى سيف شقيقة علاء.

وكتبت سيف على حسابها على موقع تويتر: "علاء حُكم عليه 5 سنين، باقر 4 سنين ومحمد أكسجين 4 سنين.. والقاضي.. أرسل الحاجب" لإعلان القرار. وقد صدرت الأحكام عن محكمة استثنائية لا يجوز الطعن فيها.

وأكد مسؤول قضائي لوكالة "فرانس برس" أن "محكمة جنح أمن الدولة قضت بمعاقبة علاء بالسجن مدة 5 سنوات، في القضية التي يواجه فيها اتهامات بنشر أخبار كاذبة، وعاقبت المحكمة الباقر وأوكسجين، بالسجن لمدة 4 سنوات، لكل منهما، في القضية ذاتها".

من جهتها، علّقت منظمة العفو الدولية في تغريدة على حسابها في "تويتر"، على الحكم، واصفة إياه بأنّه "تزييف للعدالة وتذكير ببطش السلطات المصرية بالمعارضين"، على حد قولها.

"تهديد الأمن القومي"

وكانت جمعية "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" نشرت على موقعها الأحد أن المدون علاء عبد الفتاح والمحامي الحقوقي محمد الباقر والصحافي محمد إبراهيم المعروف بلقب "أكسجين" سيحاكمون بتهمة "نشر أخبار كاذبة من شأنها تهديد الأمن القومي" أمام محكمة أمن الدولة طوارئ.

وأفادت المبادرة بأن القضية نُظرت من جانب المحكمة على مدى 3 جلسات خلال الشهرين الماضيين و"لم تُمكّن المحكمة دفاع المتهمين من الحصول على صورة رسمية أو ضوئية من أوراق الدعوى، ليقفوا على أدلة الاتهام.. ودحضها".

وأمضى عبد الفتاح البالغ من العمر 39 عامًا، سبع سنوات في السجن منذ عام 2013 حين ألقي القبض عليه وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات للمشاركة في تظاهرة غير مرخصة.

وأفرج عنه عقب انقضاء فترة العقوبة في 2019 إلا أنه أعيد توقيفه بعد بضعة أشهر ووضع في الحبس الاحتياطي حتى الآن.

كما تم توقيف باقر وأكسجين كذلك في سبتمبر/ أيلول 2019 وهما محبوسان احتياطيًا منذ ذلك الحين.

ووفق القانون المصري، تصل مدة الحبس الاحتياطي إلى سنتين، لكن ما يحدث بشكل شائع على أرض الواقع، هو بقاء المتهمين لمدد أطول في السجون احتياطيًا.

وتتهم المنظمات الحقوقية الدولية مصر بالتنكيل بالمعارضين والناشطين في مجال حقوق الانسان.

وتقدر المنظمات الحقوقية عدد الموقوفين السياسيين في مصر بنحو 60 ألف محتجز، منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حكم البلاد في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي وشن السلطات حملة قمع واسعة شملت الإسلاميين والليبراليين.

حرية التعبير هي أساس السلام الاجتماعي

والجمعة، كتبت وزارة الخارجية الألمانية على حسابها على موقع تويتر أن حكم الإثنين سيكون "بمثابة إشارة للاتجاه الذي تتطور إليه حالة حقوق الإنسان في مصر"، مشيرة إلى توقعات الحكومة الألمانية بالإفراج عن الموقوفين.

وأضافت الوزارة بأنه "لا يجوز معاقبة المحامين على ممارسة نشاطهم المهني. من وجهة نظر الحكومة الاتحادية، فإن حرية التعبير هي أساس السلام الاجتماعي".

في المقابل، رفضت وزارة الخارجية المصرية في بيان التصريحات الألمانية، وقالت إنها "تعتبر هذا الأسلوب الذي ينطوي على تجاوزات غير مقبولة تدخلًا سافرًا وغير مبرر في الشأن الداخلي المصري، ويُصادِر على مسار قضائي دون دليل أو سند موضوعي".

"ظلم فادح"

وفي بيان الأحد، علق جو ستورك، مسؤول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية على محاكمة الثلاثة، وقال: إن "محاكمة الحقوقيين والمنتقدين السلميين في هذه المحاكم الخاصة لمعارضتهم السلمية هي ظلم فادح لأن سلطة الرئيس الواسعة على هذه المحاكم تقوض استقلاليتها وحيادها".

وأضاف أن "مسارعة الحكومة (المصرية) إلى استخدام محاكم الطوارئ قبل إعلان إنهاء حالة الطوارئ، بعد حبس هؤلاء الأشخاص احتياطيًا بشكل غير قانوني لسنوات، يؤكد أن القمع الشرس بحق المنتقدين السلميين ما يزال سائدًا في مصر".

وكان السيسي أعلن في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، رفع حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات إثر هجومين داميين استهدفا كنيستين قبطيتين في أبريل/نيسان 2017 وتبناهما في ذلك الحين تنظيم الدولة. ورغم رفع حالة الطوارئ، لم تلغ المحاكمات التي بدأت أمام المحاكم الاستثنائية المنشأة بموجبها.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز السبت عبرت والدة علاء، أستاذة الرياضيات ليلى سويف عن قلقها وكتبت: "العالم الخارجي، الذي ألهمه الثوار المصريون ذات مرة، يشيح بنظره بعيدًا عنهم"، في إشارة إلى عدم الاكتراث بقضية ابنها.

وأضافت أن علاء "جريمته أنه، مثل ملايين الشباب في مصر وخارجها، كان يعتقد أن من الممكن بناء عالم آخر.. وقد تجرأ على محاولة تحقيق ذلك".

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close