Skip to main content

بينهم ماكرون.. تسريبات "خطيرة" عن "ضحايا" برنامج التجسس "بيغاسوس"

الثلاثاء 20 يوليو 2021
تضمنت القائمة أرقام هواتف ثلاثة رؤساء حاليين وهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعراقي برهم صالح، وسيريل رامافوزا من جنوب إفريقيا

كشفت صحيفة واشنطن بوست تفاصيل قائمة تضم أكثر من 50 ألف رقم هاتف كانت أهدافًا محتملة لبرنامج "بيغاسوس" للتجسس الذي طورته شركة إسرائيلية.

ومن بين الضحايا وفقًا للصحيفة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو ما علّقت عليه الرئاسة الفرنسية، بالقول إنّ هذه المعلومات إذا ما صحّت، ستكون "خطيرة للغاية".

وتضمنت القائمة أرقام هواتف سياسيين ومسؤولين حكوميين بالمئات. وبشكل دقيق، ففي القائمة أرقام هواتف ثلاثة رؤساء و10 رؤساء وزراء وملك.

وبحسب "واشنطن بوست"، تضمنت القائمة أرقام هواتف ثلاثة رؤساء حاليين وهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعراقي برهم صالح، وسيريل رامافوزا من جنوب إفريقيا. وفي القائمة ملك واحد هو المغربي محمد السادس.

كما تضمنت أرقام ثلاثة رؤساء وزراء حاليين هم الباكستاني عمران خان والمصري مصطفى مدبولي والمغرب سعد الدين العثماني.

يضاف إلى هؤلاء سبعة رؤساء وزراء سابقين، وقد تم وضعهم على القائمة أثناء وجودهم في مناصبهم، وفقًا للطوابع الزمنية على القائمة، بما في ذلك رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والأوغندية روهاكانا روغوندا، والبلجيكي شارل ميشيل.

وأكدت "واشنطن بوست" وشركاؤها الـ16 من المؤسسات الإخبارية في 10 دول هذه الأرقام. وقد تمكنت منظمة الصحافة الفرنسية غير الربحية  "فوربيدن ستوريز"، ومنظمة العفو الدولية من الوصول إلى القائمة التي تضم أكثر من 50 ألف رقم. 

ولم يذكر تقرير الصحيفة إذا تمكن برنامج التجسس من الوصول إلى هواتف هؤلاء الأشخاص بالفعل أم إنهم كانوا فقط في بنك أهداف البرنامج. 

ماكرون على قائمة "ضحايا التجسس"

من جهتها، ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن هاتف الرئيس إيمانويل ماكرون استهدف بعملية مراقبة محتملة لصالح المغرب في قضية برنامج التجسس "بيغاسوس" (Pegasus).

وقالت الرئاسة الفرنسية إنه إذا صحت المعلومات المتعلقة بالتنصت على هاتف ماكرون فستكون "خطيرة" للغاية.

وكشفت "لوموند" أيضًا أن أرقامًا يعود بعضها إلى رئيس الوزراء إدوار فيليب و14 عضوًا في الحكومة كانت "على قائمة الارقام التي اختارها جهاز أمني تابع للدولة المغربية يستخدم برنامج بيغاسوس للتجسس بهدف القيام بقرصنة محتملة".

وقال مدير منظمة "قصص محظورة" (Forbidden Stories) غير الحكومية لوران ريشار لقناة "اي سي آي" الاخبارية: "وجدنا أرقام الهواتف هذه، لكننا لم نتمكن من إجراء تحقيق تقني بالطبع بالنسبة إلى هاتف إيمانويل ماكرون"، ما يعني أن "هذا لا يؤكد لنا ما إذا كان الرئيس قد تعرض فعلًا للتجسس".

لكنه أوضح أنه سواء تم التجسس على الرئيس أو لم يتم، فإن ذلك "يظهر في أي حال أنه كان ثمة اهتمام بالقيام بذلك".

ملك المغرب ومقربون منه "أهداف محتملة"

وبحسب وحدة التحقيق في إذاعة فرنسا، شريك مجموعة وسائل الإعلام التي كشفت الفضيحة، فمن المحتمل أن يكون ملك المغرب محمد السادس ومقربون منه "على قائمة الأهداف المحتملة" لبرنامج "بيغاسوس".

وذكرت الإذاعة في مقال نشرته الثلاثاء أن "رقم هاتف الملك من الأرقام التي تم تحديدها على أنّها أهداف محتملة لبرنامج بيغاسوس". وأضافت: "لقد تمكنا مع شركائنا في الكونسورتيوم الذي أسسته فوربيدن ستوريز التي تتبع لها وحدة التحقيق التابعة لراديو فرنسا، من إثبات أن أحد أرقام الهواتف المدرجة على قائمة أجهزة الاستخبارات المغربية تعود بالفعل إلى محمد السادس. كما تعرض جميع محيطه للمصير نفسه".

وتشمل "أرقام الهواتف الخليوية التي قام كونسورتيوم مشروع بيغاسوس بتحديدها ضمن قائمة الأشخاص الذين من المحتمل أنهم تعرضوا للهجوم بواسطة برنامج التجسس بيغاسوس في المغرب" أرقام "عدد كبير من أفراد العائلة المالكة"، مثل رقم سلمى بناني، زوجة الملك، ووالدة ولي العهد.

كما تم استهداف "الأمير مولاي هشام، أحد أبناء عمومة الملك، الذي يقع في الترتيب الرابع لخلافته"، والملقب بـ "الأمير الأحمر" نظرًا "لمواقفه المنتقدة للنظام الملكي".

وأشارت وحدة التحقيق في الإذاعة، المشاركة في "مشروع بيغاسوس" (The Pegasus project) إلى أنه "تم اختيار جميع مقربيه كهدف لبيغاسوس"، زوجته وابنتيهما وأخيه الأصغر الأمير مولاي إسماعيل وحتى مستثمر المزرعة التي يملكها.

ومن المحتمل أن يكون رجل الأعمال والصهر السابق للحسن الثاني، فؤاد الفيلالي، من المستهدفين أيضًا، حيث "تم إدخال أرقام هواتفه المحمولة الثلاثة (..) في النظام، بالإضافة إلى رقم أخته وابنته (ابنة أخت الملك محمد السادس)، بالإضافة إلى مهندسين معماريين فرنسيين مقيمين في الرباط كانا يعملان حينها في موقع بناء قصر بوزي كورسو، وهو فندق فاخر يقع في ليتشي بمنطقة بوليا في إيطاليا، الذي كان يملكه فؤاد الفيلالي".

واضاف المصدر "كما تم تحديد (..) رقم محمد المديوري، حمو محمد السادس والحارس الشخصي السابق للحسن الثاني" الذي أعفاه الملك الحالي من مهامه في مايو/ أيار 2000، علاوة على "عضو في الشركة التي تدير أموال العائلة المالكة".

وورد ذكر حاجب الملك، سيدي محمد العلوي، سكرتير الملك الخاص وثلاثة أفراد آخرين من عائلة الأخيرـ إضافة إلى قائد الدرك الملكي المغربي، الجنرال حرمو والرئيس السابق للحرس الشخصي لمحمد السادس.

ولم يصدر عن  المغرب أي تعليق حول هذه المعلومات.

المغرب ينفي "الادعاءات الزائفة"

في المقابل، كذبت الحكومة المغربية ما وصفتها "بالادعاءات الزائفة" حول استخدام أجهزتها الأمنية برنامج "بيغاسوس" للتجسس على هواتف صحافيين وفق ما أظهر تحقيق نشرته عدة وسائل إعلام دولية.

وفي فرنسا، رفع موقع "ميديابارت" شكوى بعد هذه الاتهامات، كما أعلنت صحيفة "لو كانار أنشينيه" عزمها على فعل الشيء نفسه، وفتح القضاء الفرنسي تحقيقاً الثلاثاء.

ووفق تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلامية دولية، الأحد الماضي، سمح برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحافيًا و600 شخصية سياسية و85 ناشطًا حقوقيًا و65 صاحب شركة في دول عدة.

ويتيح برنامج التجسس اختراق الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى مكالمات الشخص المستهدف. وبني التحقيق المشترك على قائمة حصلت عليها منظمتا العفو الدولية وفوربيدن ستوريز. 

وقد أعلنت المنظمتان أن زبائن شركة "إن إس أو" حددوا في الإجمال ما يصل إلى 50 ألف رقم يمكن التجسس عليها منذ عام 2016.

وأثار التحقيق استنكار منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام وقادة سياسيين في أنحاء العالم.

المصادر:
واشنطن بوست، وكالات
شارك القصة