بين الإيواء والتعليم.. نازحون وطلبة في لبنان يتقاسمون المدارس
عاد التعليم الحضوري إلى المدارس الرسمية والخاصة في لبنان، بعد انقطاع تباينت مدتُه بين مدرسة وأخرى، رغم تعرض الكثير منها للتدمير أو لأضرار بالغة، بسبب العدوان الإسرائيلي.
لكن لا يزال عدد من العائلات النازحة مقيمًا في بعض المدارس حتى الآن، بعد رفض الجيش الإسرائيلي السماح بعودة أهالي عشرات القرى الحدودية جنوبًا.
نازحون وطلبة في لبنان يتقاسمون المدارسمن جهته، لم يغادر آدم فادي مدرسته الثانوية في البقاع شرق لبنان، رغم توقف الدوام الرسمي لأكثر من شهرين، فاختار البقاء ليس للدراسة، ولكن لمهمة إنسانية، حيث قرر بالتعاون مع أصدقائه دعم العائلات اللبنانية النازحة التي وجدت في المدرسة ملاذًا آمنًا لها.
وفي حديث للتلفزيون العربي، قال آدم: "كنت أنام أنا وأصدقائي في المدرسة، حيث تركنا منازلنا وعائلتنا لنساعد العائلات النازحة".
بدورها، عملت إدارة المدرسة على خط مواز لإعادة تأهيل المبنى، بعد قرار استئناف الدوام الرسمي، رغم تحديات توفير بيئة تعليمية مناسبة والحفاظ في الوقت ذاته على ملجأ للنازحين.
وقال مدير مدرسة قب إلياس في البقاع فادي الحلاق: إن "إدارة المدرسة استحدث قسمًا للنازحين، في مبنى محايد وله مدخل خاص، فيما جهزت مبنى خاص لتدريس الطلاب".
"العلم مثل الروح لا يتعوض"ويتجول الأطفال النازحون وعائلاتهم بين أروقة المدرسة بحسرة يراقبون أصوات الأجراس والفصول الدراسية التي لم يعودوا قادرين على دخولها.
وفي هذا الإطار، قالت غفران أحمد وهي والدة طلاب نازحين: إن "الرزق يتعوض، لكن العلم مثل الروح لا يتعوض".
من جهتها، عبرت طفلة لبنانية نازحة عن حزنها عندما سمعت صوت الجرس ورؤية الطلاب وهم يدرسون، وتذكرت مدرستها وزملاءها.
إذ تمثل المدارس للنازحين ملاذًا يحميهم من قسوة الحرب، لكن العودة إلى مقاعدها يبدو أمنية بعيدة المنال بسبب التحذيرات الأمنية وأضرار المباني التي خلفها العدوان الإسرائيلي على لبنان.
رغم الألم الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان، يبقى التعليم بصيص الأمل لإعادة بناء مستقبل البلاد بجهود كثيرة تبذل، لكن الحاجة إلى مزيد من الدعم ما تزال كبيرة لضمان حق كل طفل في التعليم، وفقًا لمراسل التلفزيون العربي، تحسين طه.
وفجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها اعتبارًا من النصف الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي.
لكن إسرائيل خرقت الاتفاق عشرات المرات منذ إعلانه، فيما تمثل الرد الأول والوحيد من لبنان منذ 27 نوفمبر، في استهداف قاعدة عسكرية في "تلال كفرشوبا المحتلة" مساء أمس الإثنين، بعد سقوط شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية، وفق بيان للحزب.