الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

بين التصعيد ودعوات الحوار.. ما هي مآلات الأزمة العراقية؟

بين التصعيد ودعوات الحوار.. ما هي مآلات الأزمة العراقية؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يناقش تطورات الأزمة السياسية في العراق بعد إعلان مقتدى الصدر تأجيل المظاهرات وفي ظل دعوة الكاظمي إلى حوار وطني (الصورة: غيتي)
أكد رئيس الوزراء العراقي الذي دعا إلى حوار وطني أن حكومته ليست طرفًا في الصراع السياسي "لكن هناك من يحاول أن يحملها مسؤولية هذه الأزمة".

أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تأجيل التظاهرات التي كان قد دعا إلى تنظيمها يوم السبت المقبل حتى إشعار آخر.

وأكد الصدر في بيان أنه يراهن على حفظ السلم الأهلي، مشيرًا إلى أن الشعب سيبقى على اعتصامه حتى تحقيق مطالبه.

من جهته، التقى رئيس تحالف الفتح في البرلمان العراقي هادي العامري في مكتبه في بغداد المبعوثة الأممية إلى العراق جينين هينيس-بلاسخارت، حيث تمت مناقشة سبل حل الأزمة السياسية الراهنة ودعم الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر في ظل الانسداد السياسي.

وأعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدوره، عن نيته الدعوة الأربعاء إلى حوار وطني لإيجاد حل للأزمة السياسية.

وشدد الكاظمي على أن المشاكل يجب أن تحل بالحوار وحث على التهدئة، داعيًا قادة البلد إلى أن يكونوا على مستوى التحدي والتضحية وتقديم التنازلات.

وأكد رئيس الوزراء العراقي أن حكومته ليست طرفًا في الصراع السياسي لكن هناك من يحاول أن يحملها مسؤولية هذه الأزمة على حد قوله.

أما كتائب حزب الله العراقية فقد أعلنت نيتها اتخاذ ما وصفته بـ"القرارات الميدانية لحماية السلم المجتمعي"، وعللت خطوتها بـ"مقتضيات المصلحة العامة ولوأد الفتنة التي قد تعصف بالعراق" وفق ما جاء في بيانها.

وسط كلّ ذلك، تُطرَح علامات استفهام عن مآلات المشهد السياسي بعد تأجيل تظاهرات السبت والدعوات المتتالية إلى الحوار، وما إذا كان من الممكن التوصل إلى حلول لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، وما هي التنازلات المطلوبة من كل طرف للوصول إلى ذلك.

"رسالة إيجابية"

وفي هذا الإطار، يعتبر رئيس مركز بغداد للدراسات الإستراتيجية مناف الموسوي أن تأجيل التظاهرة التي كان قد دعا إليها الصدر يمثل رسالة إيجابية، لافتًا إلى أن التأجيل لا يعني الإلغاء إنما يدل على مؤشرات جيدة في الإجمال.

وحول بيان حزب الله العراقي، يرى الموسوي في حديث إلى "العربي" من بغداد، أنه قد يكون جراء ضغوط خارجية وداخلية وخصوصًا أن الحزب كان أصدر قبل فترة بيانًا يدعو فيه إلى التهدئة.

ويشير إلى أن "الهدف من وراء هذا البيان هو الوصول إلى حالة التصادم التي يبدو أن البعض يريدها، فعملية إخراج شارع بوجه شارع هي إشارة واضحة إلى البحث عن حالة صدام".

وفيما يشدد الموسوي على أن الصدر دائمًا ما يحرص على السلم المجتمعي، يعتبر أن ذلك لا يعني "توقف المشروع الإصلاحي المطالب بإحداث تغيير في شكل النظام السياسي وحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة".

ويذكّر بأن المعتصمين (المؤيدين للصدر) لا يزالون موجودين في أماكنهم، لافتًا إلى أن التيار الصدري لا يخشى الصدام.

"ورقة الشارع قد تولد انفجارًا"

بدوره، يرى مستشار المركز العراقي للدراسات علي فضل الله أن جولة هادي العامري على الأطراف السياسية خلال اليومين الماضيين لم تكن لعرض مبادرة بل الدعوة إلى العودة إلى الحوار.

ويشير في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن العامري نجح في مهمته، خصوصًا أن الحوار هو أقصر الطرق إلى الحلول الحقيقية.

وإذ يعتبر فضل الله أن ورقة الشارع هي ورقة ضغط وليس حل، يشدد على أن الإسراف باستخدام هذه الورقة قد يولد انفجارًا لا تحمد عقباه.

ويقول إن خطوة الصدر اليوم عبر تأجيل التظاهرة تمثل تخفيفًا لحدة الأزمة الخانقة التي تعصف بالشيعة في البلاد، معتبرًا أن ما حصل إيجابي جدًا ويوحي بأن هناك حوارات غير ظاهرة بين الطبقة السياسية.

وحول بيان كتائب حزب الله يقول فضل الله: "هذه الكتائب هي قوة عسكرية أمنية لديها حس استخباري عالٍ، وقد أوصلت رسائل إلى أطراف الأزمة مفادها أن هناك من يريد استغلال الأزمة لدفع المتظاهرين إلى التصادم".

"إحباط لدى العراقيين"

ويؤكد إياد العناز من مركز روابط للدراسات والأبحاث أن الأسابيع الماضية شهدت تقديم العديد من الطروحات السياسية والمبادرات التي تهدف إلى معالجة الأوضاع.

ويشير في حديث إلى "العربي" من عمّان، إلى أن لدى التيار الصدري القابلية على أن يحرك الشارع العراقي، معتبرًا أن هذا التيار "يعمل عبر أدوات حقيقية ومن خلال خطوات مدروسة وفي أوقات يختارها بنفسه".

ويرى أن على الأطراف السياسية في الإطار التنسيقي أن تتلقف أي إشارة من القوى السياسية وتحديدًا من التيار الصدري برحابة صدر بهدف إنهاء الأزمة والفراغ الدستوري الذي يعاني منه العراق.

ويخلص إلى أن البلاد أمام حالة من عدم الاستقرار السياسي ما يتسبب بإحباط لدى العراقيين الذين يسعون للتخلص من الأعباء والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشونها. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close