يواصل الاحتلال الإسرائيلي فصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، رغم الهدنة المعلنة، حيث تتمركز آلياته العسكرية في مفترق "شارع عشرة" بحي الزيتون شرقي مدينة غزة حتى حدود وسط القطاع.
كما يحتل الجيش الإسرائيلي المنطقة من غرب شاطئ البحر حتى الشرق، ويطلق النار على القادمين من الجنوب الراغبين في تفقد منازلهم في الشمال أو في مدينة غزة.
ويحاول أهالي شمال القطاع، التقاط أنفاسهم متجهين إلى أحيائهم، ليرون ما تبقى من منازلهم وما حل بها من دمار، حيث يحاولون انتشال بعض الأغراض الضرورية المتبقية منها.
وغادر آلاف من سكان القطاع المدارس والمستشفيات التي حاولوا الاحتماء فيها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ تحمل لهم هذه الهدنة في يومها الجديد بعض الهدوء والسكينة، لا سيما في ظل صمت أصوات المدافع والطائرات الحربية الإسرائيلية.
لكن بعض النازحين الفلسطينيين غير قادرين على العودة إلى ديارهم مع تحذيرات الجيش الإسرائيلي من دخول المنطقة الشمالية من القطاع، كالفلسطيني "خليل" الذي بقي في مخيم مؤقت، على أمل تمديد الهدنة، حيث قال في حديث إلى "العربي": "لقد صدمنا عندما تم إخبارنا بالهدنة ولكن لم يُسمح لنا بالعودة إلى منازلنا. لم نتوصل بعد إلى وقف حقيقي لإطلاق النار".
وأضاف: "ما زلنا نعتقد أننا في حالة حرب. ولا يزال الوضع سيئًا.. آمل أن يتم تمديد الهدنة وإنهاء بؤسنا. آمل أن نتمكن من العودة إلى مجتمعاتنا الحية والعودة إلى وطننا لنعيش حياة طبيعية".
وتعد الفئات الضعيفة الأشد معاناة في قطاع غزة، حيث لا يزال أكثر من ألفي طفل تحت الأنقاض بحسب منظمة "أنقذوا الطفولة".
وخلال تفقدهم القطاع أكد مسؤولون في منظمة "اليونيسف" أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو حرب على الأطفال، ومع تدمير إسرائيل تجمعات سكانية بأكملها منذ السابع من أكتوبر الماضي، أصبح الوضع الإنساني في قطاع غزة بالغ الخطورة.