الجمعة 23 مايو / مايو 2025
Close

بين القلق الأوروبي وهواجس كييف.. هل تنجح خطة وقف حرب أوكرانيا؟

بين القلق الأوروبي وهواجس كييف.. هل تنجح خطة وقف حرب أوكرانيا؟

شارك القصة

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة وسط تفاؤل بإمكان التوصل إلى نهاية للحرب رغم التصعيد العسكري المستمر
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة وسط تفاؤل بإمكان التوصل إلى نهاية للحرب رغم التصعيد العسكري المستمر - غيتي
الخط
يجدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه القاطع الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، معتبرًا ذلك خطًا أحمر يتعارض مع دستور بلاده.

على وقع المساعي والضغوط الأميركية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، يتصاعد التوتر في الميدان مع هجوم روسي على العاصمة كييف أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.

وترى كييف في التصعيد الروسي محاولة متعمدة من موسكو للضغط على واشنطن، وسط مناقشات دولية بشأن تسوية محتملة. 

فقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "الأكثر تعقيدًا وسفاهة"، مؤكدًا أن "روسيا تسعى لإرسال رسالةٍ مزدوجة: إرهابُ المدنيين داخليًا، وابتزاز الغرب خارجيًا".

ومن وجهة نظر زيلينسكي، فإن هذا التصعيد يختبر تماسك الشراكة الأميركية الأوكرانية، في وقت حرج يتردد فيه منطق القوة لحسم ملفات التفاوض المقبلة.

وفي مساحة رمادية بين التسوية القريبة والابتزاز السياسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن اتفاق السلام قريب جدًا، لكنه لم يتردد في مهاجمة زيلينسكي الذي اتهمه بإطلاق تصريحات تحريضية تعقِد المسار، في لهجة تعكس ميلاً إلى تحميل كييف جزءًا من مسؤولية استمرار الحرب عليها، وربما تشير إلى ضغوط على أوكرانيا لتقديم تنازلات. قبل أن يعود مخاطبًا بوتين بأن الضربات الروسية جاءت في وقت سيء للغاية، ومؤكدًا أن لديه موعدًا نهائيًا لإيقاف الحرب.

في غضون ذلك، تتكثف التحركات الدبلوماسية، حيث تراقب أوروبا بحذر، ويقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الدفاع مستمر عن حق الشعب الأوكراني للعيش داخل حدود بلاده المعترف بها دوليًا.

وأمام سؤال الحدود، يجدد زيلينسكي رفضه القاطع الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، معتبرًا ذلك خطًا أحمر يتعارض مع دستور بلاده.

اتفاق لا تدعمه أوكرانيا

وفي هذا الإطار، يذكّر أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج تاون الأميركية تشارلز كابشن بأن ترمب كان مبادرًا لبدء الحوار الإستراتيجي مع روسيا، معتبرًا أنه أمر إيجابي خصوصًا وأن الحرب ستنتهي على طاولة المفاوضات وليس بساحة المعركة.

كابشن يرى في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن أن الاتفاق المطروح حاليًا على الطاولة لا تدعمه أوكرانيا، لافتًا إلى أن كييف لن تتمكن من استخدام القوة العسكرية لاسترجاع أراضيها التي احتلها روسيا.

ويعتبر أنه كان حريًا بترمب التفاوض مع الجانب الأوكراني والحلفاء الأوروبيين في البداية ومناقشة خطة واسعة لإنهاء الحرب ومن ثم نقل الخطة إلى روسيا.

الهواجس الأوكرانية

من جهته، يلفت كبير المستشارين في المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجيّة إيفان أوس إلى أن المشكلة في أي خطة سلام هي خشية أوكرانيا أن تكون مؤقتة بانتظار حصول حرب ثانية.

ويقول في حديث إلى التلفزيون العربي من كييف إن لدى أوكرانيا تجربة في هذا الإطار من خلال اتفاق مينسك عام 2015 والذي تم خلاله تجميد حالة عدم الاستقرار في شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونيتسك ولوغانسك.

وبينما شدد على أن هذا الوضع أدى إلى الحرب الواسعة في فبراير/ شباط من عام 2022 في نهاية المطاف، أكد أوس أن الخطة المطروحة للسلام غير عادلة من وجهة نظر كييف.

واعتبر أن روسيا من خلال هذه الخطة المطروحة ستحصل على فوائد أكبر من أوكرانيا بعد الحرب التي شنتها موسكو على جارتها.

النظرة الأوروبية للمقترح الأميركي

وعن النظرة الأوروبية للمقترح الأميركي، يقول الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية أحمد عجاج إن أوروبا ليست ضيف شرف في هذا الملف بل تتابع المفاوضات بين واشنطن وموسكو.

ويشير في حديث إلى التلفزيون العربي من لندن إلى أنه انطلاقًا من اطلاع الأوروبيين على المفاوضات القائمة فإنهم يشعرون بقلق شديد من الخطة التي كشف عنها الجانب الأميركي والتي تقضي بالاعتراف بشكل قانوني بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وكذلك الاعتراف بالأمر الواقع في المناطق الأخرى التي احتلها القوات الروسية.

وأوضح أن ما يشتكي منه الجانب الأوروبي هو أن الأميركيين الذين يفاوضون الروس حديثي العهد في هذا الأمر على عكس المفاوضين الروس المتمرسين في المفاوضات، ويعتبر الأوروبيون أن هذا الخلل ظهر من خلال الاتفاق المطروح لإنهاء الحرب وفق عجاج.

ويرى الأوروبيون وفق عجاج في الاتفاق مخالفة للقانون الدولي من خلال ما يوحي به من أن أي دولة قوية تستطيع أن تضم أراضي دولة أخرى ويتم الاعتراف بها، وهو في الحقيقة خرق كبير لميثاق الأمم المتحدة.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي