الخميس 12 ديسمبر / December 2024
Close

بين تعنت إسرائيلي وتفاؤل أميركي.. ماذا أنجزت جولة مفاوضات القاهرة؟

بين تعنت إسرائيلي وتفاؤل أميركي.. ماذا أنجزت جولة مفاوضات القاهرة؟

شارك القصة

تتهم حماس تل أبيب بالمماطلة في المفاوضات والتراجع عما وافقت عليه سابقًا - الأناضول
تتهم حماس تل أبيب بالمماطلة في المفاوضات والتراجع عما وافقت عليه سابقًا - الأناضول
الخط
شدّدت حماس في ختام زيارة وفدها للقاهرة على مطالبها المتمثلة بأولوية وقف العدوان، والانسحاب الإسرائيلي من غزة، مع ضمانات مكتوبة وملزمة.

دون تحقيق أي نتائج، انتهت في العاصمة المصرية أحدث جولة من التفاوض للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وشدّدت حركة حماس في ختام زيارة وفدها إلى القاهرة على مطالبها المتمثلة في أولوية وقف العدوان، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، مع ضمانات مكتوبة وملزمة للتنفيذ، متهمة تل أبيب بالمماطلة في المفاوضات والتراجع عمّا وافقت عليه سابقًا، ووضع شروط جديدة.

وعلى الجانب الآخر، قالت هيئة البث الرسمية إن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد إلى تل أبيب، بعدما غادر وهو يعلم أنه لم يحصل على تفويض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسمح له بالتوصل إلى تسوية، خاصة بشأن محور فيلادلفيا، بعدما أبدى موافقته على تسوية تقضي بتقليل أعداد القوة الإسرائيلية مقارنة بما طلب في البداية، بقصد المحافظة على السيطرة الإسرائيلية.

كما أعطت معطيات التصعيد في الشمال زخمًا تفاوضيًا إضافيًا لنتنياهو، وزادت من تعنّته. وبالتزامن مع التصعيد في الشمال مع حزب الله، مرّت المفاوضات دون عرقلتها.

وبحسب تقارير أميركية وإسرائيلية، فإن واشنطن وتل أبيب ستعملان في الوقت الحالي على الاستفادة من مخرجات ونتائج ضربة حزب الله لمنع التصعيد الإقليمي والترويج بقوة لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، وهو مضمون سيلقي بظلاله على قدرات المقاومة التفاوضية، ويفرض مزيدًا من الضغوط والتقييد على أوراقها فوق الطاولة.

"تركيز على تضييق الفجوات"

وفي هذا الإيطار، يعتبر المستشار الأكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية محمد مجاهد الزيات، أنه لم يكن من المتوقع أن تنتهي جولة المفاوضات في القاهرة إلى قرارات حاسمة، حيث كان التركيز على تضييق الفجوات بين الطرفين. 

وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من القاهرة، يوضح الزيات أن "نتنياهو حوّل التفاوض إلى تفاصيل".

ويشير إلى أن "الولايات المتحدة، التي تشيع أجواء التفاؤل، هي المعنية بالوصول إلى نتيجة تستفيد منها في الانتخابات الرئاسية"، لافتًا إلى أن الضغوط الأميركية على نتنياهو "لم تحقق نتائج كبيرة".  

ويعتبر الزيات أن ما رشح عن جولة مفاوضات القاهرة هو "أن يتم الانسحاب الإسرائيلي من غزة بطريقة تدريجية مجدولة، وهو ما تراجعه حماس لكي تقرر ما إذا كانت ستوافق عليه أم لا". 

كما يرى أن "تركيز نتنياهو على محور فيلادلفيا خفف الضغط الأميركي بشأن القضايا الحيوية، ومنها وقف إطلاق النار في غزة". 

محور فيلادلفيا قضية "جوهرية"

من جانبه، يعتبر الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى أن المباحثات بشأن محور فيلادلفيا ليست تفصيلًا، بل قضية مركزية وجوهرية في كل ما يتعلق بوقف القتال ومستقبل قطاع غزة. 

ويشرح في حديث إلى التلفزيون العربي من أم الفحم، أن بقاء السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا يعني احتلال قطاع غزة، وهو "ليس مسألة مصرية إسرائيلية بل مسألة فلسطينية جوهرية".

ويشير إلى أن بقاء السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا والإصرار على هذا الموقف يؤشر إلى وجود أبعاد إستراتيجية وأيديولوجية للموقف الإسرائيلي.

ويرجح الباحث في مركز مدى الكرمل أن يكون تمسك إسرائيل بالسيطرة على محور فيلادلفيا بهدف إفشال الصفقة، لافتًا إلى أن معارضي نتنياهو يسمون الملف بـ"خدعة فيلادلفيا". 

كما يرى مصطفى أن نتنياهو قد يكون "معنيًا من الناحية الأيديولوجية بالسيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا، لكي يضمن تحقيق أهداف أيديولوجية أخرى والتأثير على اليوم التالي للحرب".

حماس تريد اتفاقًا "حقيقيًا وجادًا"

من جانبه، يذكّر الكاتب السياسي عبدالله العقرباوي، بأن موقف حركة حماس "واضح وأبلغته لكل الأطراف" بأنها وافقت على مقترح 2 يوليو/ تموز الماضي، لافتًا إلى أن قضية محور فيلادلفيا ليست هامشية، بل تتعلق بالسيادة المصرية والسيادة الفلسطينية. 

ويعتبر أن حماس "تريد اتفاقًا جادًا وحقيقيًا ولا تريد الوقوع في ألاعيب نتنياهو، الذي يريد الوقف المؤقت للقتال ثم العودة لارتكاب المجازر". 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من اسطنبول، يعبّر العقرباوي عن اعتقاده بأن الهامش في الجولة الحالية من التفاوض "محدود جدًا"، في ظل وجود مقترح قدّمه الوسطاء ورعته الولايات المتحدة الأميركية ووافقت عليه حماس بعد عملية تفاوضية طويلة. لكن نتنياهو وضع هذا المقترح جانبًا وذهب إلى خيار التصعيد على أمل التأثير على موقف المقاومة، وفوجئ بأن حماس رفضت المشاركة في الجولة التفاوضية.

ويلفت إلى أن تحقيق اتفاق يرتبط بأهمية دور الوسطاء، لا سيما الجانب الأميركي بالضغط على إسرائيل.  

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة