الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

بين رسائل الحلبوسي واحتجاجات بغداد.. إلى أين يسير المشهد العراقي؟

بين رسائل الحلبوسي واحتجاجات بغداد.. إلى أين يسير المشهد العراقي؟

Changed

يناقش "للخبر بقية" تطورات الأزمة السياسية في العراق بعد المظاهرات التي شهدها بغداد والمواجهات بين قوات الأمن والمحتجين (الصورة: غيتي)
تتزامن التطورات المتلاحقة على رقعة المشهد العراقي في وقت تتدحرج فيه التساؤلات متسارعة حول ما آلت إليه الأمور في البلاد.

تتحول كل الطرق المؤدية إلى ساحة المنطقة الخضراء المحتضنة لمجلس النواب إلى ساحات مواجهات واشتباكات بدأت على شكل مظاهرات مفككة لم تلبث أن تبدّلت إلى أمواج هادرة تناكف رجال الأمن ليتطور السيناريو المتسارع إلى تسجيل إصابات متزايدة بين الطرفين حين أقدم مجهولون على استهداف مبنى البرلمان بصواريخ الكاتيوشا. 

ولم يكتف المحتجون بالمناوشات كرًا وفرًا بل استعانوا بجرافات لرفع الحواجز قبالة المنطقة الخضراء وسط العاصمة. إلّا أن القوات الأمنية نجحت حتى الآن في صدهم ومنعهم من اقتحام جسر الجمهورية مستخدمين القنابل المسيلة للدموع قبل أن تضطر القوات الأمنية إلى إغلاق كل الجسور.

دعوة إلى الحوار

ووسط كل هذه التطورات، يوجّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي القوى الأمنية بمتابعة مرتكبي ما سماه "جريمة القصف الصاروخي" للمنطقة الخضراء.

وشدد الكاظمي على ضرورة التزام القوى الأمنية بواجباتها في حماية مؤسسات الدولة والمتظاهرين السلميين، في وقت دعا فيه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي القوى السياسية للجلوس إلى طاولة واحدة لإيجاد مخرج للأزمة.

وتتزامن هذه التطورات المتلاحقة على رقعة المشهد العراقي في وقت تتدحرج فيه التساؤلات متسارعة حول ما آلت إليه الأمور في البلاد.

وبينما يظل الحديث عن تفاهمات القوى السياسية وسط خلافات جذرية تحول دون الوصول إلى توافق أو تفاهم يمكن البدء بتفاهمات تقود الجميع إلى تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر وبالتالي لتشكيل حكومة جديدة.

شهدت العاصمة العراقية احتجاجات حاشدة رفضًا لانعقاد مجلس النواب - غيتي
شهدت العاصمة العراقية احتجاجات حاشدة رفضًا لانعقاد مجلس النواب - غيتي

رسائل الحلبوسي

وتعليقًا على تلك التطورات المتلاحقة، يعتبر الباحث في الشأن السياسي نبيل العزاوي أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بعث بثلاث رسائل اليوم، الأولى للإطار التنسيقي والثانية للتيار الصدري والثالثة لمنطقة الأنبار.

ويقول العزاوي في حديث إلى "العربي" من بغداد: "إنّ الرسالة إلى التيار تقول أنني اليوم ذهبت إلى البرلمان وقد رُفضت استقالتي"، ويعتبر العزاوي أنه بذلك "ردّ الدين" للتيار الصدري. 

ويشير إلى أن الرسالة التي وجهها الحلبوسي للإطار التنسيقي مفادها بـ"أنكم حين رفضتموني في السابق، اليوم أنا موجود وأنتم من تصوتون لي"، حسب قوله.

كما يلفت الباحث السياسي إلى أن رسالة الحلبوسي المهمة الأخرى كانت للأنبار، حيث "خرجت العديد من القوى هناك لتغيير العقلية والنمطية" التي كانت تسود في تلك المناطق. 

ويعتبر العزاوي أن الاتفاقات المبرمة بين الإطار التنسيقي والقوى ضمن تحالف إدارة الدولة لتمرير الحكومة المقبلة لا يمكن تطبيقها. وقال: "إن الكرة في ملعب الإطار التنسيقي، لكن المفاتيح بيد التيار الصدري".  

ويرى أن المنهج والعقلية هي المشكلة في الأزمة العراقية، معتبرًا أن ما يحتاجه العراق هو حوار دستوري جامع. 

الحاجة لحل أزمات المواطن

ومن جهته، يعتبر أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت غالب الدعمي أنه إذا استطاعت الحكومة المقبلة بعد تشكيلها تصفير أزمات المواطن وليس الأزمات السياسية فتكون قد نجحت.

ويقول في حديث إلى "العربي" من بغداد: إن "هناك فارقًا كبيرًا، فالأزمات السياسية تتعلق بالمصالح والمغانم والوزارات وغيرها، لكن هذه الحكومة إن ذهبت باتجاه تصفير مشكلات المواطن وحلها جذريًا، أعتقد ستنجح". 

كما يرى أن الحكومة المقبلة بقيادة محمد شيّاع السوداني بما تحمله من تركات ستكون مثل بسابقاتها مقيدة بشروط الأحزاب السياسية الفاعلة في المشهد السياسي، ولا سيما التي رشحتها، وأنه سيكون من الصعب عليها حل مشكلات العراق.

ويضيف الدعمي: "التيار الصدري لن يشترك في الحكومة وإن اشترك ستكون نهايته وستكن خطوته الأخيرة في المشهد السياسي العراقي". 

كما يشير إلى أن الاتفاق على رئيس الجمهورية لا يزال محط خلاف حاد ضمن قوى الإطار التنسيقي ومع الأكراد.

ويخلص إلى أن "الذهاب لانتخابات مبكرة يرضي التيار الصدري لكنه لا يرضي الإطار التنسيقي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close