الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بين طموح بوتين ودعم الغرب.. ما هي احتمالات التصعيد في أوكرانيا؟

بين طموح بوتين ودعم الغرب.. ما هي احتمالات التصعيد في أوكرانيا؟

Changed

يناقش "للخبر بقية" أبرز الرسائل التي بعث بها الرئيس الروسي فلادمير بوتين في خطاب يوم النصر (الصورة: غيتي)
يستمر الغرب في تقديم الدعم لأوكرانيا وسط غموض يلف خطط الرئيس الروسي الذي أكّد مجددًا أنه يخوض حرب الضرورة من أجل شعب الدونباس وأمن روسيا.

في ظل مواجهات مفتوحة على الأرض الأوكرانية، يحتفل أطراف الحرب العالمية الثانية بيوم النصر، لكن الخندق الذي جمعهم بالأمس عاد وفرقهم على وقع المحاور المشتعلة في ميادين القتال في أوكرانيا.

يقول الأوروبيون إنهم ليسوا طرفًا مباشرًا في هذه الحرب، وتصر الولايات المتحدة الأميركية على أن دعمها لكييف محصور بالعتاد دون الاشتباك وجهًا لوجه مع الكتائب الروسية.

ومن الكرملين، سُمعت توصيفات للأجواء بأنها إرهاصات حرب عالمية جديدة، بينما نفى البيت الأبيض مرارًا استعداد واشنطن لخوض مواجهة حربية مفتوحة مع موسكو.

حرب "الضرورة"

وفي خطاب النصر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحرب في أوكرانيا "إنها ضرورية ولا مفر منها. وتأتي هذه العملية العسكرية في إطار الحرب من أجل شعب الدونباس وأمن روسيا". 

وليس بوتين فقط من شاء استذكار النصر اليوم، فالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفي صورته المعتادة متجولًا في شوارع كييف، أكد الانتصار رافضًا التنازل لموسكو وأي هيمنة على بلاده، داعيًا إلى تقديم دعم غير محدود لبلاده، "لأن أوكرانيا تخوض المعركة نيابة عن الجميع".

أمّا بريطانيا التي قدّمت معدات إستراتيجية لكييف، فقد طالبت اليوم على لسان وزير دفاعها بإخضاع الجنرالات الروس لمحاكمات عسكرية، مؤكدًا أن هزيمة روسيا في أوكرانيا باتت ممكنة جدًا، داعيًا الرئيس بوتين لتقبل خسارة الحرب على المدى الطويل.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتسارع فيها اللقاءات الأوروبية لتباحث المشهد الأوكراني وللتأكيد على دعم كييف. ففي أول لقاء رسمي منذ انتخابه، اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع المستشار الألماني أولاف شولتس، وسبق الاجتماع لقاء في ستراسبورغ مع رئيسة المفوضية الأوروبية لبحث مستقبل أوروبا.

موسكو تكرر سرديتها

في هذا السياق، يعتبر الباحث السياسي فيتشسلاف ماتوزوف أن كل التوقعات حول خطاب بوتين في ذكرى الانتصار على ألمانيا كانت مرتفعة للغاية، حيث كانت تعتبر أن بوتين قد يعلن الحرب والتعبئة العامة للقوات الروسية المسلحة واحتياط الجيش الوطني.

ويقول في حديث إلى "العربي" من موسكو: "كل هذه المواقف المعلنة بأغلبيتها من وسائل إعلام غربية كانت تتزايد". 

ويضيف: "كنا في موسكو ننتظر أن تغير روسيا هذه الأهداف". ويعتبر أن "أوكرانيا أصبحت مسرحًا لاصطدام القوات المسلحة الروسية مع حلف شمال الأطلسي بالوكالة، حيث إن الجيش الأوكراني مزود بالسلاح المتطور والدعم الإعلامي والسياسي والدبلوماسي".

ويرى أن ما يحدث هو "خطأ إستراتيجي تقترفه أوكرانيا" التي تعتمد على الدعم الغربي وتعتبر أن هذا يكفي للانتصار على روسيا.

خطاب خالف التوقعات

من جهته، يعتبر المتحدث السابق باسم البنتاغون جيفري غوردن أن خطاب بوتين خالف التوقعات، لكن ذلك يشير إلى "أن الناس لا يفهمون البروباغندا الخاصة ببوتين حول أوكرانيا ولا يعون ما يحدث في كييف من مأساة، حيث تكرر روسيا ما فعلته في سوريا والشيشان".

ويرى أن بوتين يحاول أن يركز على منطقة الدونباس التي ذكرها عدة مرات في خطابه، رغم أن هذا الوضع قائم في تلك المنطقة منذ عام 2014.

كما يشير غوردن إلى أن الولايات المتحدة لم تتمكن من التنبؤ بدرجة معقولة عن تحركات الرئيس بوتين. ويقول في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "ربما استطاعوا أن يتنبؤوا بكثير من الإجراءات لكن ما فشلوا بتوقعه هو ما إذا كان بوتين سيستخدم السلاح النووي أم لا".

كما يرى غوردن أننا سنشهد حرب استنزاف، "حيث سيواصل الناتو دعمه لأوكرانيا وسط مزيد من الضغوط السياسية والدبلوماسية على روسيا".

مفاهيم جديدة

لكن أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني يعتبر أن روسيا "فشلت إستراتيجيًا في تحقيق كثير من الأهداف التي أعلنتها".

ويرى أن روسيا فشلت في استقراء ردة فعل الغرب على هجومها على أوكرانيا، حيث تلقي اللوم على الدعم الغربي لأوكرانيا الذي تعتبر أنه ساهم في إطالة أمد الحرب. 

كذلك يشير المومني إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا قلب المفاهيم، حيث تعتزم دول جديدة مثل السويد وفنلندا دخول حلف شمال الأطلسي. ويقول: "لا شك أن ما يحدث في أوكرانيا مواجهة غير مباشرة بين روسيا والغرب".

ويلحظ المومني أن الوضع مازال ضبابيًا حول مصير الشرق الأوكراني، لكنه يرى أنه قد تتوفر ظروف تفاوضية تمكن روسيا من خلق الحزام الذي يشكل منطقة نفوذ روسية ومناطق عازلة أمام توسع الناتو.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close