الأحد 18 مايو / مايو 2025
Close

بين غزة وأوكرانيا وإيران.. ما الملف الأصعب أمام ترمب؟

بين غزة وأوكرانيا وإيران.. ما الملف الأصعب أمام ترمب؟

شارك القصة

يسعى ترمب لإبرام اتفاق مع إيران دون إسقاط خيار العمل العسكري
يسعى ترمب لإبرام اتفاق مع إيران دون إسقاط خيار العمل العسكري - غيتي
الخط
يرى محللون أنه على الرغم من العقبات التي تعترض طريق المفاوضات الأميركية الإيرانية فذلك سيكون أقل صعوبة بالنسبة لترمب من التوصل إلى سلام دائم في غزة وأوكرانيا.

قالت وكالة رويترز، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحول إلى تحد آخر وهو "كبح البرنامج النووي الإيراني" المستمر في التطور، وسط تعذر الوفاء بوعوده الانتخابية بإحلال السلام سريعًا في قطاع غزة والحرب الأوكرانية الروسية.

وتخطط إدارة ترمب لعقد جولة ثانية من المحادثات مع إيران يوم غد السبت في روما، وهو أمر لم يكن كثيرون يتصورون حدوثه بالنظر لسنوات العداء الطويلة التي تعود لولاية الرئيس الجمهوري الأولى، عندما انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وتبنى سياسة "أقصى الضغوط" على طهران عبر فرض عقوبات لشل البلاد.

ورغم أنه لا أحد يستبعد احتمال إحراز تقدم بعد اجتماع عُقد في سلطنة عمان مطلع الأسبوع، ووصفه الجانبان بأنه إيجابي، فإن المفاوضين لا يرفعون سقف توقعاتهم بتحقيق إنجاز سريع في الخلاف المستمر منذ عقود.

بين التهديد والترغيب

وأفاد مصدر مطلع على اجتماع عقد بالبيت الأبيض مع الرئيس يوم الثلاثاء لوكالة رويترز، بأن النقاش حول بنود اتفاق نووي إطاري محتمل لا يزال في مراحله المبكرة للغاية بين مساعدي ترمب. وقال مصدران مطلعان على تفكير البيت الأبيض للوكالة نفسها إن الجانبين قد يتوصلان إلى اتفاق مؤقت قبل التوصل إلى اتفاق أكثر تفصيلًا.

وتفاقِم تهديدات ترمب المتكررة بقصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، التوترَ الإقليمي الذي يكتنف الجهد الدبلوماسي، وقد يعني هذا أن ترمب، الذي تعهد في خطاب تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني بأن يكون "صانع سلام"، يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.

وقال ترمب أمس الخميس إنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران، وشدد على أن المفاوضات هي خياره الأول، ذاكرًا خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني: "إذا كان هناك خيار ثانٍ، فأعتقد أنه سيكون سيئًا للغاية بالنسبة لإيران. أعتقد أن إيران ترغب في الحوار. آمل أن يكونوا كذلك. سيكون الأمر جيدًا للغاية لهم إذا فعلوا ذلك".

مفاوض بلا خبرة

ويقود فريق التفاوض الأميركي ستيف ويتكوف وهو صديق لترمب ومستثمر عقارات لا يملك خبرة دبلوماسية سابقة، ويصفه بعض المحللين بأنه "مبعوث الإدارة لكل شيء". وقد جرى تكليف ويتكوف بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، بالإضافة إلى إنهاء حربي غزة وأوكرانيا اللتين لا تزالان مستعرتين.

وعلى الجانب المقابل من الطاولة يجلس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وهو مفاوض محنك يخشى بعض الدبلوماسيين الغربيين من أنه سيستغل تواضع خبرة ويتكوف.

وقال جوناثان بانيكوف، المسؤول السابق بالمخابرات الوطنية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عن مهمة ويتكوف "الحاجة لتحقيق موازنة بين غزة وأوكرانيا وإيران ستمثل تحديًا من منظور القدرة الذهنية لأي شخص".

وأضاف بانيكوف، الذي يعمل حاليًا مع مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن، أن "هذا ينطبق بشكل خاص على إيران، نظرًا إلى كمية التفاصيل الفنية والتطورات التاريخية والاعتبارات الجيوسياسية الإقليمية والتعقيدات الأوسع نطاقًا".

ويتمتع ويتكوف بمصدر مميز للقوة التفاوضية: وجود خط مباشر بينه وبين ترمب، وهو أمر ينبغي أن يرسل بإشارة للإيرانيين بأنهم يتلقون آراء الرئيس من شخص يثق به. إلا أن الأيام وحدها هي التي ستظهر ما إذا كان هذا سيساعد حقًا جهود الإدارة لإبرام اتفاق.

وأضافت تعليقات ويتكوف نفسه في الأيام الماضية المزيد من الضبابية لسياسة حافة الهاوية التي ينتهجها ترمب مع إيران، فقبيل محادثات السبت الماضي، قال لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الخط الأحمر سيكون "تسليح" البرنامج النووي الإيراني في تراجع على ما يبدو عن مطلب ترمب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وقال لاحقًا لـ"فوكس نيوز" مساء يوم الإثنين، إنه قد يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض، ولكن فقط مع تدابير تحقق صارمة، قبل أن يبدو وكأنه يتراجع عن ذلك يوم الثلاثاء عندما قال في منشور على موقع إكس إنه يتعين على إيران "التخلص" من برنامجها للتخصيب. وردًا على ذلك، قال عراقجي يوم الأربعاء إن "مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض".

مسار المفاوضات

ويبدو أن العقوبات القاسية المفروضة على إيران ساهمت في دفع الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى طاولة التفاوض. لكن طهران، التي طالما نفت الاتهامات الغربية والإسرائيلية بأنها تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، تتعامل مع المحادثات بحذر فهي متشككة إزاء ترمب وإزاء آفاق التوصل لاتفاق.

وبعد انسحاب ترمب خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران في 2015، تجاوزت الجمهورية الإسلامية بشكل كبير القيود التي كان ينص عليها الاتفاق فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وصار لديها مخزونات على مستوى عال من النقاء الانشطاري، وهو ما يقربها من المستوى المطلوب لصنع رؤوس حربية نووية.

وسلط إعلان ترمب المفاجئ في السابع من أبريل/ نيسان الجاري بشأن استئناف المحادثات مع إيران الضوء على الدور المركزي الذي يلعبه ويتكوف في السياسة الخارجية للإدارة.

ويُنظر لسجل ويتكوف حتى الآن على أنه متباين. فالرجل لم يفلح في إبرام اتفاق بين روسيا وأوكرانيا اللتين تخوضان حربًا منذ عام 2022.

التأثير الإسرائيلي

ولكن قبل تولي ترمب منصبه بفترة وجيزة، ساعد ويتكوف في إبرام اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهو اتفاق انهار لاحقًا. ويُبقي العمل العسكري الأميركي أو الإسرائيلي المحتمل منطقة الشرق الأوسط تحت ضغط.

وقد تمكنت إسرائيل من إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران بشدة، وأثبتت أنها قادرة على ضرب المواقع النووية الإيرانية لإحباط ما تعتبره تهديدًا وجوديًا.

وبعد أن باغته قرار ترمب بالتفاوض مع إيران، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي على غرار الاتفاق الذي وقعته ليبيا في عام 2003، وهو اتفاق من غير المرجح إلى حد كبير أن تقبله طهران.

ويشير بعض المحللين إلى أنه على الرغم من العقبات الهائلة التي تعترض طريق إبرام اتفاق مع إيران فإن التوصل إلى اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وإيران قد يكون أقل صعوبة بالنسبة لترمب، من التوصل إلى سلام دائم في غزة وأوكرانيا.

تابع القراءة

المصادر

رويترز
تغطية خاصة