يعدّ العنف الأسري والإدمان على الانترنت لدى أفراد العائلة وارتفاع مستويات الاكتئاب التأثيرات الأبرز لجائحة فيروس كورونا على العلاقات الأسرية، بحسب دراسة شملت 72 دولة، من بينها دول عربية، وجمعت خبراء من 40 دولة مختلفة.
وشاركت في الدراسة التي تعد الأكبر في العالم، أكثر من 10 جامعات دولية وحوالي 17 منظمة مدنية، وكانت الدراسة الوحيدة التي حظيت برعاية الامم المتحدة.
وتناولت الدراسة جوانب عديدة من تأثيرات كورونا على الحياة الاسرية، أبرزها الصحة النفسية للأطفال، وعلاقة الأباء والامهات بهم، بالإضافة للعلاقات بين الزوجين.
ويقوال الدكتور أنيس بن بريك، الأستاذ المشارك في كلية السياسات العامة في جامعة "حمد بن خليفة" في قطر، إن أهم التبعات السلبية للجائحة على العلاقة الأسرية، هو ارتفاع مستويات الاكتئاب والقلق، وتدني مستوى الرفاهية، خاصة لدى العائلات الفقيرة وأصحاب مستوى التعليم المتدني، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشير بن بريك إلى أن أهم الايجابيات كانت من نصيب الأطفال في تحسّن علاقتهم مع الآباء، لاسيما أن فيروس كورونا فرض على عدد كبير منهم العمل من المنازل. لكن الأخطر كان في ارتفاع معدلات العنف الأسري، والادمان على الانترنت لدى أفراد العائلة، خاصة لدى فئة المراهقين.
وركز الدكتور بن بريك على أبرز ما تناولته الدراسة حول أهمية دعم الحكومات والمجتمع المدني لسد الفجوات من ناحية التربية، وتعزيز مهارات الاطفال، معتبراً أن الدعم الحكومي المالي لا يكفي في ظل غياب الخدمات التربوية، وغياب برامج توفير الدعم النفسي.
وكشفت الدراسة فجوة رقمية كبيرة بين دول الشمال ودول الجنوب، من الناحيتين الاقنصادية والنفسية، كما أظهرت أهمية رأس المال الأسري في ضمان التلاحم المجتمعي لدى العديد من الدول.