الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

تبادل اتهامات بين لندن وموسكو.. قائد ألماني يستقيل بسبب أزمة أوكرانيا

تبادل اتهامات بين لندن وموسكو.. قائد ألماني يستقيل بسبب أزمة أوكرانيا

Changed

تقرير لـ"العربي" بشأن التهديدات الأميركية البريطانية لروسيا في حال قامت بغزو أوكرانيا (الصورة: غيتي)
استقال قائد البحرية الألمانية كاي-أخيم شونباخ عقب تصريحات أدلى بها بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، فيما اتهمت لندن موسكو بالسعي إلى تنصيب زعيم موالٍ لها في كييف.

قدّم قائد البحرية الألمانية كاي-أخيم شونباخ استقالته من منصبه مساء أمس السبت، بعد تصريحات مثيرة للجدل بشأن الأزمة في أوكرانيا، في وقتٍ وجّهت فيه كييف انتقادات لبرلين بسبب رفضها تزويدها بالأسلحة.

وفي تصريح لـ "فراسن برس"، قال متحدّث باسم وزارة الدفاع الألمانيّة مساء السبت: إنّ نائب الأميرال شونباخ سيتنحّى "على الفور".

وأثار شونباخ عاصفة دبلوماسية عندما وصف فكرة غزو روسيا لأوكرانيا بأنّها "هراء"، وذلك في وقتٍ تُحذّر بلاده وحلفاؤها الغربيّون من خطر الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أسابيع.

وأدلى شونباخ بهذه التصريحات، خلال اجتماع لمركز أبحاث عقِد في نيودلهي الجمعة، فيما انتشر فحوى الاجتماع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدث شونباخ عن بوتين قائلاً: "مِن السهل منحه الاحترام الذي يُريده، والذي يستحقّه أيضًا على الأرجح".

كما اعتبر شونباخ أنّ شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014 "لن تعود" إلى أوكرانيا، مثيرًا بذلك غضب كييف. ويتعارض موقف شونباخ هذا مع موقف بلاده المتمثّل بعودة القرم إلى أوكرانيا.

ولاحقًا، قدّم شونباخ اعتذاره، وكتب في تغريدة أنّ تصريحاته "متهوّرة"، مضيفًا: "من الواضح أنّ ذلك كان خطأ".

وفي بيان صدر مساء السبت، أوضح العسكري الذي كانت مسيرته المهنيّة لا تشوبها حتى الآن أي شائبة بحسب وسائل الإعلام الألمانية، أنّه قدّم استقالته إلى وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت: "تفاديًا لإلحاق مزيد من الأذى بالبحريّة الألمانية وخصوصًا بجمهورية ألمانيا الفدرالية".

وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية قد استدعت السفيرة الألمانية أنكا فيلدهوسين، بعد ظهر السبت عقب هذه التصريحات التي اعتبرتها كييف "غير مقبولة إطلاقًا".

"تنصيب زعيم موال لروسيا في أوكرانيا"

في سياق آخر، اتهمت المملكة المتحدة السبت موسكو بـ"السعي إلى تنصيب زعيم موالٍ لروسيا في كييف" و"التفكير" في "احتلال" أوكرانيا، فيما دعت الخارجية الروسية عبر "تويتر" لندن إلى "التوقف عن نشر الهراء".

وغداة محادثات أميركية- روسية بدا أنها أتاحت قدرًا من الانفراج، نددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، في بيان، بـ"حجم النشاط الروسي الهادف إلى زعزعة أوكرانيا"، قائلة إنه "بحسب معلوماتنا، تسعى الحكومة الروسية إلى تنصيب زعيم موالٍ لروسيا في كييف، بينما تخطط لغزو أوكرانيا واحتلالها".

وأشارت وزارة الخارجية البريطانية إلى أن "النائب الأوكراني السابق يفغيني موراييف يعتبر مرشحًا محتملاً "لكنه ليس الوحيد، مضيفة "لدينا معلومات تفيد بأن أجهزة الاستخبارات الروسية لها صلات بكثير من السياسيين الأوكرانيين السابقين".

ويذكر بيان الخارجية البريطانية أيضًا أسماء كل من سيرغي أربوزوف (النائب الأول لرئيس وزراء أوكرانيا من 2012 إلى 2014، ثم الرئيس الموقت للوزراء)، وأندريه كلوييف (الذي ترأس الإدارة الرئاسية للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش)، وفولوديمير سيفكوفيتش (نائب أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني سابقًا)، وميكولا أزاروف (رئيس وزراء أوكرانيا من 2010 إلى 2014).

وقالت الخارجية البريطانية: إن "بعضهم على اتصال مع عملاء الاستخبارات الروسية المنخرطين حاليًا في التخطيط لهجوم على أوكرانيا".

وأشارت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس السبت إلى أن "المعلومات التي نُشرت اليوم تسلط الضوء على حجم النشاط الروسي الهادف إلى زعزعة أوكرانيا وتعطي لمحة عن تفكير الكرملين".

ودعت تراس موسكو إلى "نزع فتيل" الأزمة من خلال "اتباع المسار الدبلوماسي"، محذرة من أن "أي توغل عسكري روسي في أوكرانيا سيكون خطأ استراتيجيا جسيما" له "أثمان باهظة".

والجمعة، كانت تراس قد دعت روسيا أيضًا إلى "خفض التصعيد" وإجراء "محادثات بناءة" في شأن أوكرانيا، محذرة من أن غزو هذا البلد سيقود إلى "مستنقع رهيب".

اتهامات "مقلقة جدًا"

من جهته، قال البيت الأبيض السبت: إن الولايات المتحدة تعتبر الاتهامات البريطانية حول سعي موسكو إلى تنصيب زعيم موالٍ لروسيا في أوكرانيا "مقلقة جدًا".

وصرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن قائلة: "هذا النوع من المؤامرات مقلق جدًا. الشعب الأوكراني لديه الحق السيادي في تقرير مستقبله، ونحن نقف إلى جانب شركائنا المنتخبين ديمقراطيًا في أوكرانيا".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وافق على لقاء نظيره البريطاني بن والاس، مقترحًا أن يتم اللقاء في موسكو.

وهذا اللقاء الثنائي، الأول منذ عام 2013، يهدف إلى "استكشاف كل السبل لتحقيق الاستقرار وتسوية الأزمة الأوكرانية"، بحس ما قال السبت مصدر في وزارة الدفاع البريطانية. لكن انعقاد هذا اللقاء بات موضع تشكيك بعد الاتهامات البريطانية.

وتنفي روسيا أي نيّة له لغزو أوكرانيا وتشير إلى أن أميركا لم تقدم أي دليل على ذلك، في وقت يؤكد فيه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أن أي عدوان روسي على كييف سيقابل برد سريع ومنسق، بينما اعتبرت تراس أن الجانب الروسي يشن حملة تضليل لزعزعة الاستقرار وتبرير غزوه لأوكرانيا.

واشترطت موسكو لخفض التصعيد، إبرام معاهدات تضمن عدم توسّع حلف شمال الأطلسي ولا سيّما بانضمام أوكرانيا إليه، وانسحاب القوّات التابعة للحلف من أوروبا الشرقيّة، وهو ما يعتبره الغربيّون غير مقبول، مهدّدين بدورهم روسيا بعقوبات كاسحة في حال شنّ هجوم على أوكرانيا.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close