الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تباين في الآراء حول "ميتافيرس".. ما تأثيره على الصحة العقلية؟

تباين في الآراء حول "ميتافيرس".. ما تأثيره على الصحة العقلية؟

Changed

يُتوقّع أن يكون العالم الافتراضي "ميتافيرس" القفزة الكبيرة المقبلة في تطور الإنترنت
يُتوقّع أن يكون العالم الافتراضي "ميتافيرس" القفزة الكبيرة المقبلة في تطور الإنترنت (غيتي)
يجادل علماء بأن عالم ميتافيرس الجديد "ثوري للغاية لدرجة أنه سيغيّر نسيج المجتمع، مع عواقب وخيمة على صحتنا العقلية"، بينما يعتقد آخرون أن هذه المخاوف "غير دقيقة".

تعكف كبرى شركات التكنولوجيا حول العالم على تطوير عوالمها الافتراضية التي يُتوقّع أن تكون جزءًا مهمًا في حياتنا الرقمية، لا سيما عالم "الميتافيرس"، الذي بات يثير المخاوف لدى البعض من تبعاته السلبية على حياة الأفراد لا سيما على الصحة العقلية، فيما يجادل آخرون بأن الحكم عليه ينطلق من السلوك الذي سيعززه.

ورغم أن رؤى الشركات لما ستكون عليه العوالم الافتراضية لم تتبلور بعد، لكن من المرجّح أن تبدو وكأنها نسخة أكثر تعقيدًا من العالم الذي تمّ إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر (Second Life)، والمدعوم بتقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزّز، وتضم عناصر من الألعاب والعمل عن بعد ووسائل التواصل الاجتماعي.

وروّج مؤسس شركة "ميتا" (فيسبوك سابقًا) مارك زوكربيرغ لـ"ميتافيرس" الذي يسمح بالتحرّر من القيود المادية من طريق زيادة التفاعلات البشرية عبر تقنية ثلاثية الأبعاد (3D)، وهو ما يُتوقع أن يكون القفزة الكبيرة المقبلة في تطور الإنترنت.

وفي هذا الإطار، استطلعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية آراء خبراء في التكنولوجيا والصحة العقلية لتبيان مدى تأثير هذا العالم على الصحة العقلية للإنسان.

وبينما يعتبر بعض خبراء التكنولوجيا والصحة العقلية أن كل تقنية جديدة، بدءًا من الراديو إلى التلفزيون وألعاب الفيديو، أثارت مخاوف من أنها ستفصل المستخدمين عن الواقع أو تعزلهم أو تجعلهم أكثر عنفًا، فإنهم يعتقدون أن هذه المخاوف "غير دقيقة إلى حد كبير، إنها مسألة وقت فقط قبل أن ندمجها في حياتنا اليومية".

ومع ذلك، يجادل آخرون بأن العالم الجديد "ثوري للغاية لدرجة أنه سيغيّر نسيج المجتمع، مع عواقب وخيمة على صحتنا العقلية".

تحدي العالم "المثالي"

وأشار جيريمي بيلنسون، المدير المؤسس لمختبر التفاعل البشري الافتراضي بجامعة ستانفورد، إلى أن "قضاء وقت طويل في عالم يكون فيه الجميع مثاليين يمثّل تحديًا كبيرًا"، مؤكدًا أن لا أحد يعرف إلى الآن كيف سيؤثر هذا على احترام الشخص لذاته".

نهج مدروس وأخلاقي

لكن بيتر إيتشل، أستاذ علم النفس والتواصل العلمي بجامعة "باث سبا"، يرى أن الشاشات والتكنولوجيا الرقمية يُمكن أن تكون قوة هائلة من أجل الخير، ولذلك يجب أن تتبع شركات التقنية نهجًا مدروسًا وأخلاقيًا في تطويرها للتقنية الجديدة، بدلًا من مجرد محاولة تطوير ما يبدو حاليًا وكأنه طرق خيالية للتفاعل مع بعضها البعض رقميًا".

السياق هو المفتاح للحكم

أما نيك ألين، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة أوريغون، فأكد على أهمية "السياق" في الحكم على التقنية الناشئة. وقال إن "القواعد الأساسية للصحة العقلية تشمل العلاقات الإيجابية، والدعم الاجتماعي، والنوم الصحي، والنشاط البدني، وعندما ننظر إلى أي تقنية فإن السؤال لا يتمثّل في الوقت الذي يقضيه الناس فيها، بل في ما إذا كانت طريقة الاستخدام ستُعزّز أهداف الصحة العقلية أم تثبطها؟".

وطرح مثالًا على ذلك، قائلًا: "إذا كان استخدام "الميتافيرس" سيقدّم الدعم الاجتماعي للفئات المهمّشة، فإنه جيد للصحة العقلية. أما إذا كان سيحلّ محل السلوكيات الصحية مثل التمارين، والانخراط في علاقات الحياة الواقعية، والنوم الصحي، والوقت الذي يقضيه في البيئات الطبيعية، حينها يمكن القول إن هذه التقنية الجديدة ضارّة".

التأثير على الأطفال

يعتبر الشباب من أوائل المتبنّين للتكنولوجيا الجديدة. لكنّ المشكلة التي نواجهها حتى الآن هي أن هذه المنصّات لم يتم تصميمها مع مراعاة سلامتها أو تطويرها فقط.

ورجّحت كانديس أودغرز، أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا، أن يكون الأمر مماثلًا بالنسبة للعالم الافتراضي الجديد.

ولذلك، شدّدت على ضرورة تصميم التطبيقات الجديدة بشكل يراعي سلامة الأطفال والمراهقين، نظرًا للصراع والقلق الذي تخلّفه عند الآباء. وقالت: "يجب توافر تصميمات هادفة".

خطر تفضيل الحياة الافتراضية على الواقع

بدورها، أبدت رايتشيل كوورت، مديرة الأبحاث في منظمة "تايك ذيس" (Take This)، وهي منظمة غير ربحية تركّز على الصحة العقلية في مجتمع ألعاب الفيديو، قلقها من عدم التوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية.

وأكدت أنه إذا بدأ المستخدم بالتحوّل إلى تفضيل الحياة الافتراضية، فقد يؤثر ذلك سلبًا على قدرته على الانخراط في حياة غير افتراضية، سواء لناحية الثقة بالنفس أو الانتماء أو القلق الاجتماعي.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close