يعقد ممثلون عن حركة طالبان محادثات مع دبلوماسيين غربيين في أوسلو اليوم الإثنين، تركّز على الأزمة الإنسانية التي تعيشها أفغانستان وحقوق الإنسان، خصوصًا النساء اللواتي فرضت الحركة الإسلامية قيودًا متشددة عليهن.
وفي أول زيارة يجريها ممثلون عن طالبان إلى أوروبا منذ عودة الحركة إلى السلطة العام الماضي، من المقرر أن يجتمعوا مع ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والنرويج، فيما يترأس وفد طالبان وزير خارجية حكومة الحركة أمير خان متقي.
التواصل مع طالبان
وتجري المحادثات المغلقة بتسهيل من النرويج في فندق "سوريا موريا" الواقع على تلة تغطيها الثلوج خارج أوسلو.
وتوقفت المساعدات الدولية عن أفغانستان، وهو ما فاقم معاناة ملايين السكان الذين كانوا في الأساس يعانون من الجوع عقب موجات جفاف متتالية.
والأحد، جاء في تغريدة للمبعوث الأميركي الخاص توماس ويست أن "في موازاة البحث مع حلفائنا وشركائنا والمنظمات الإنسانية في سبل حل الأزمة الإنسانية، سنواصل اعتماد دبلوماسية قائمة على النظر إلى الأمور بلا أي أوهام مع طالبان في ما يتعلق بمخاوفنا وبما تقتضيه مصلحتنا بأن تكون أفغانستان مستقرة وتحترم حقوق الإنسان وجامعة" لكل الأطراف المحليين.
As we seek to address humanitarian crisis together with allies, partners, and relief orgs, we will continue clear-eyed diplomacy with the Taliban regarding our concerns and our abiding interest in a stable, rights-respecting and inclusive Afghanistan.
— U.S. Special Representative Thomas West (@US4AfghanPeace) January 23, 2022
وحتى الآن، لم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان، بينما شددت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت الجمعة على أن المحادثات "لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترافًا بها".
وأضافت: "لكن علينا التحدث مع السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يؤدي إلى كارثة إنسانية أسوأ".
من جهتها، أعربت طالبان عن أملها في أن تساهم المحادثات في "تحويل أجواء الحرب.. إلى وضع يسوده السلام"، وفق ما قال الناطق باسم حكومتها ذبيح الله مجاهد السبت في تصريح لـ"فرانس برس".
ومنذ أغسطس/ آب 2021، تم تعليق المساعدات الدولية التي كانت تموّل حوالي 80% من ميزانية أفغانستان، فيما جمّدت الولايات المتحدة أصولًا بقيمة 9,5 مليارات دولار في المصرف المركزي الأفغاني، وقد قفزت معدلات البطالة ولم تُدفع رواتب الموظفين في القطاع الحكومي منذ أشهر.
وبحسب الأمم المتحدة، يهدد شبح الجوع 23 مليون أفغاني أي ما يعادل 55% من السكان، مشيرة في تقارير سابقة إلى أن أسعار المواد الغذائية والطعام وصلت إلى مستويات قياسية بسبب العقوبات الخارجية.
وما زال المجتمع الدولي بانتظار معرفة كيف تنوي الحركة حكم أفغانستان، بعدما ضربوا بمسألة حقوق الإنسان عرض الحائط إلى حد بعيد خلال ولايتهم الأولى بين 1996 و2001.
وتصر طالبان على أنها باتت أكثر اعتدالاً، لكن النساء ما زلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام فيما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.
واختفت ناشطتان هذا الأسبوع بعد اعتقالهما من منزليهما في كابل عقب مشاركتهما في تظاهرة.
أجواء إيجابية
وكان الأحد هو اليوم الأول من زيارة وفد طالبان إلى أوسلو التي تستمر ثلاثة أيام، حيث التقى ممثلو الحركة بشخصيات من المجتمع المدني الأفغاني، بما في ذلك ناشطات وصحافيين، لمناقشة مسألة حقوق الإنسان.
وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق النساء، التي كانت بين المشاركين في الاجتماعات جميلة أفغاني لـ "فرانس برس": "كان اجتماعًا إيجابيًا لكسر الجليد".
وأكدت أن ممثلي طالبان "أظهروا حسن نية... سنرى إذا كانت أفعالهم ستتطابق مع أقوالهم".
وفي تغريدة عبر "تويتر"، اعتبر ذبيح الله مجاهد أنه على "جميع الأفغان أن يتعاونوا من أجل تحقيق نتائج سياسية واقتصادية وأمنية أفضل"، لافتًا إلى أن "المشاركين.. أدركوا بأن لا حل غير التفاهم والتعاون المشترك".
۳/۱- در این نشست، اشتراککنندگان نظریات یکدیگر را با سعهی صدر و حوصلهمندی شنیدند و روی وضعیت کنونی کشور تبادل نظر نمودند، افغانستان خانه مشترک همه افغانها خوانده شد و تاکید شد که برای رفاه سیاسی، اقتصادی و امنیتی کشور تمام افغانها مشترکا کار میکنند.
— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) January 23, 2022
والسبت، وصل أعضاء الوفد الذي ضم 15 شخصية جميعهم ذكور على متن طائرة استأجرتها الحكومة النرويجية.
وكان من بينهم أنس حقّاني، زعيم "شبكة حقّاني"، الفصيل الأكثر عنفًا في حركة طالبان والمسؤول عن بعض أسوأ الهجمات التي شهدتها أفغانستان، وفق "فرانس برس"، وقد قوبلت مشاركته بانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.