جمعت مشاعر الفرح العارمة نتيجة التطورات الأخيرة ورحيل الأسد، السوريين في سوريا وبمختلف أماكن لجوئهم، بعدما شرّدهم النظام الحاكم على مدى 14 عامًا.
وفيما حظي السوريون في مصر بنصيبهم من هذا الفرح، عبّر عدد كبير من المصريين عن خوفهم من أن يشجع تحرير سوريا ضيوفهم على العودة إلى وطنهم.
سوريون في مصر يحتفلون بسقوط النظام
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، وأعلنت هروب بشار الأسد.
وعلى الأثر، احتفل السوريون في مصر بسقوط نظام بشار الأسد، وعبّروا عن فرحتهم بإمكانية العودة إلى بلادهم بعد سنوات من اللجوء، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تبادل التهاني بين السوريين والمصريين.
وعبر المقاطع المصوّرة على منصات التواصل الاجتماعي حيث عبّر نشطاء في مصر عن سعادتهم لسعادة إخوتهم السوريين، تمسكوا في الآن عينه ببقائهم بينهم وحثّوهم على عدم الرحيل.
وفي هذا الإطار، نشر ناشطون على تطبيق تيك توك مقاطع تساءلوا فيها عما سيأكله المصريون بعد رحيل السوريين، بعدما اعتادوا على سندويشات الشاورما مع "التومية".
كما ظهر آخرون في مقاطع مع أصدقاء سوريين يشجعونهم على الإقامة بصورة دائمة في مصر، ويمنحهونهم خيار زيارة بلدهم ثم العودة، وإلا فالانتقال معهم إلى سوريا.
بدورهم السوريون قدموا الشكر للمصريين كل على طريقته.
وظهر شاب سوري في مقطع مصوّر وهو يقوم بتوزيع الشاورما مجانًا على المارة في مصر احتفالًا بسقوط نظام بشار الأسد.
من جهته، كتب حساب سمر سمورا على مجموعة "سوريين في مصر" على فيسبوك مازحًا: "لو عاد السوريون إلى بلادهم ماذا سأفعل من دون الشاورما والثومية.. كرشي يتألم".
وقد انهالت عليها آلاف التعليقات التي دعت لاستضافتها في سوريا بعد سقوط النظام.
وفي سياق متصل، انتشر مقطع فيديو لفتاة مصرية ترفض خروج من وصفتهم بالإخوة من بلادها، وقالت: "مفيش حاجة اسمها تمشوا، نحن بقينا أسرة مع بعضينا".
وكتب حساب آخر على فيسبوك: "اسمعوا يا أهل سوريا هي كلمة واحدة، مع احترامي للتحرير ال بيحصل دلوقتي عندكم مفيش خروج من مصر وهنحبسكم معانا هنا".
مقاطع وتعليقات مماثلة ظهرت على حسابات لنشطاء من عدد من الدول العربية، بما فيها الخليجية، تحيّي السوريين وتحتفي بفرحتهم بالتحرير، وتؤكد على عمق الروابط الإنسانية التي نشأت معهم حيثما حلّوا.
وتستضيف مصر أكثر من 792 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين من 62 جنسية مختلفة. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أصبحت الجنسية السودانية هي الأكثر عددًا تليها الجنسية السورية، تليها أعداد أقل من جنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا، واليمن، والصومال، والعراق.
وبحسب مفوضية اللاجئين، ارتفع عدد السوريين المسجلين مع المفوضية في مصر بشكل كبير من 12,800 في نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153,000 شخص في نهاية عام 2023، ممثلين خلفيات اجتماعية واقتصادية ودينية مختلفة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أكدت الثلاثاء حرص القاهرة على "التواصل مع الأشقاء في سوريا، وبذل كل الجهد لإنجاح العملية السياسية الشاملة التي تحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، وتقطع الطريق على أي محاولة لاستغلال الأوضاع الحالية للمساس بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وتهيئ الظروف الملائمة لبدء مرحلة إعادة الإعمار والعودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم".