الجمعة 12 أبريل / أبريل 2024

تجاذبات بين طهران ووكالة الطاقة.. تحذير أميركي خليجي مشترك لإيران

تجاذبات بين طهران ووكالة الطاقة.. تحذير أميركي خليجي مشترك لإيران

Changed

أكد مسؤول إيراني أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل غروسي سيزور طهران الأسبوع المقبل (رويترز)
أكد مسؤول إيراني أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل غروسي سيزور طهران الأسبوع المقبل (رويترز)
وجّهت الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تحذيرًا مشتركًا إلى إيران، متّهمين إيّاها بـ"التسبّب بأزمة نووية" وبزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

أعلنت إيران رفضها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تجاوزها عتبة تخصيب اليورانيوم، واعتبرته مبنيًا على "دوافع سياسية".

وأكد مسؤول إيراني، الأربعاء، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل غروسي سيزور طهران الأسبوع المقبل.

تزامنًا مع ذلك، وجّهت الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تحذيرًا مشتركًا إلى إيران، متّهمين إيّاها بـ"التسبّب بأزمة نووية" وبزعزعة استقرار الشرق الأوسط بصواريخها البالستية وطائراتها المسيّرة.

تصعيد في المواقف

ويشهد الملف النووي الإيراني تصعيدًا في المواقف بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث خرجت الوكالة بتقرير تحدّث عن زيادة ملحوظة في كمية اليورانيوم عالي التخصيب الذي تنتجه إيران، وعدّت ذلك انتهاكًا لتعهداتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

كما يقول التقرير: إن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، في شكل المركب UF6 بنسبة نقاء تصل إلى 20%، إلى جانب 34 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تبلغ 20% على شكل مركبات أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، رفضت الوكالة الدولية اتهامات إيرانية بأن كاميرات المراقبة التي تستخدمها في المواقع النووية قد استخدمت من منفذي الهجوم على موقع "كرج" النووي بشهر يوليو/ تموز الماضي، المتهمة إسرائيل بتنفيذه.

أما الردّ الإيراني على تقرير الوكالة الدولية فلم يتأخر، إذ ذكرت وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية شبه الرسمية أن طهران ترفض تقرير الوكالة الذرية وتعتبره "مبنيًا على دوافع سياسية".

دعوة إيران "لاغتنام الفرصة الدبلوماسية"

في سياق متّصل، قالت الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع عقدته في الرياض مجموعة العمل التابعة للطرفين حول إيران إنّ "جميع المشاركين حضّوا الحكومة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية" المتمثّلة بالمفاوضات المقرّر استئنافها في فيينا قريبًا والرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، "للحؤول دون اندلاع نزاع وأزمة".

وفي بيانهم المشترك، أعرب ممثّلو الولايات المتّحدة وقطر والسعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والكويت عن أسفهم لأنّ "إيران خطت خطوات لا تلبّي أيّ احتياجات مدنية، لكنّها قد تكون مهمّة لبرنامج أسلحة نووية".

وشجب البيان الأميركي-الخليجي المشترك "السياسات العدوانية والخطيرة" التي تمارسها طهران، بما في ذلك "النشر والاستخدام المباشر للصواريخ البالستية المتطوّرة" وللطائرات المسيّرة.

كما حذّر من أنّ "دعم إيران لميليشيات مسلّحة في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية يشكّلان تهديدًا واضحًا للأمن والاستقرار".

وفي اجتماع الرياض، "أبلغت" دول مجلس التعاون الخليجي الولايات المتّحدة "بالجهود التي تبذلها لبناء قنوات دبلوماسية فاعلة مع إيران" ترمي إلى تهدئة التوتّرات، بدعم من قوة الردع العسكري الأميركية.

وذكّر المشاركون في اجتماع الرياض، الجمهورية الإسلامية بفوائد تحسين العلاقات مع جيرانها العرب وبتلك التي ستتأتّى من رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها إذا ما نجحت مفاوضات فيينا.

لكنّ البيان حذّر من أنّ "هذه الجهود الدبلوماسية ستفشل إذا ما استمرّت إيران في التسبّب بأزمة نووية".

مباحثات فيينا على وقع الأجواء التصعيدية

ويأتي تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران قبل أسبوع من زيارة مرتقبة سيقوم بها المدير العام للوكالة الذرية رافاييل غروسي إلى طهران، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

كما تسبق زيارة غروسي والبيانات عالية النبرة، موعد استئناف مباحثات فيينا المقررة بين إيران والقوى الكبرى يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري والرامية لإحياء الاتفاق الذي أبرمه الجانبان عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران مقابل الحدّ من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أنّ مفاعيل الاتفاق باتت في حكم الملغاة منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.

وردًّا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجًا عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكّد طهران أن خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي.

عمل الوكالة الدولية فني أم سياسي؟

وحول التصعيد المتبادل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على خلفية تقرير للأخيرة، لفت مختار حداد، رئيس تحرير جريدة "الوفاق" الإيرانية، إلى أنه "قُبيل أي جولة من المفاوضات نرى انتشارًا لمثل هذه التقارير".

وأضاف حداد، متحدثًا لـ"العربي" من طهران: "ابتعدت الوكالة الدولية خلال العامين الأخيرين عن مهامها الفنية، وهي متأثرة ببعض التقارير التي تعد سياسية أكثر منها فنية".

وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية متأثّرة سياسيًا من بعض الجهات، منبهًا إلى أن "إيران لديها وثائق تؤكد هذه المزاعم وقدّمتها للعالم، منها أن الوكالة كان لها دور في تقديم أسماء العلماء الإيرانيين النوويين الذي اغتيل بعضهم على يد إسرائيل"، على حدّ قوله.

ويردف حداد: "سلوك الوكالة معروف بالنسبة لإيران، ولكن هذه المرحلة اليوم حساسة.. لا سيما مع زيارة غروسي واقتراب موعد انطلاق المفاوضات مع الحكومة الجديدة في إيران".

ورأى أن الحكومة الإيرانية الجديدة أظهرت "ليونة كبيرة" من جانبها في موضوع المفاوضات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close