اعتقلت الشرطة الأميركية العشرات من طلاب جامعة كولومبيا بعد اعتصامهم في جزء من المكتبة الرئيسية للجامعة، أمس الأربعاء، في واحدة من أكبر المظاهرات في الحرم الجامعي منذ اندلاع حركة الاحتجاج الطلابية العام الماضي ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وشوهد ما لا يقل عن 40 إلى 50 طالبًا، أياديهم مكبلة بشرائط بلاستيكية، وهم يُدفعون إلى شاحنات وحافلات تابعة لشرطة نيويورك خارج مكتبة بتلر، بينما اقتحمت شرطة نيويورك المبنى المكون من ستة طوابق لاعتقال متظاهرين آخرين رفضوا المغادرة.
وقال مراسل التلفزيون العربي: إن الطلاب تحدثوا عن اعتقال 79 طالبًا، بعد أن طالبوا في هتافاتهم بأن تقطع الجامعة أي علاقة لها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأبدوا تضامنهم مع سكان قطاع غزة، وقد تلثم معظمهم حتى لا تبرز هوياتهم للطلاب الداعمين لإسرائيل، والذين يبلغون عادة الأمن باسماء المعتصمين.
"أكبر شرطة مسلحة"
وأشار مراسلنا عبد الرحمن البرديسي إلى أن بيانًا مطولًا صدر عن الجامعة اتهم الطلاب المتظاهرين بتعطيل نشاط المكتبة الرئيسية للجامعة، قابله بيان آخر من اتحاد الطلاب المعتصمين، أكد أنه بعد مزيد من الحصار والاعتداء عليهم من قبل جامعة كولومبيا، يلتزمون مواصلة الاحتجاجات ومواجهة "أكبر قوات شرطة مسلحة في العالم"، بحسب تعبيرهم.
وذكر بيان الطلاب أن بعض المحتجين تعرضوا للخنق والضرب، لكن ذلك لن يثنيهم عن متابعة الاحتجاج ضد العدوان الإسرائيلي.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين، وهم يقفون على طاولات ويقرعون الطبول ويحملون لافتات كُتب عليها "إضراب من أجل غزة" أسفل الثريات في قاعة لورانس إيه. واين للقراءة في مكتبة بتلر.
وكانت جامعة كولومبيا قد فجرت العام الماضي، شرارة الحركات الطلابية الاحتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي والدعم الأميركي له، لتنطلق بعدها التحركات في العديد من جامعات العالم.
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتجاجات العام الماضي بأنها معادية للسامية، قائلًا إنها أخفقت في حماية الطلاب اليهود، على حد زعمه.
ويقول الطلاب المتظاهرون، ومنهم يهود، إن ترمب والسياسيين المحافظين المؤيدين بشدة لإسرائيل يخلطون بشكل غير عادل بين الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، ومعاداة السامية.
ويتفاوض مجلس أمناء جامعة كولومبيا مع الإدارة الأميركية بعدما ألغت في مارس/ آذار الفائت، منحًا بمئات الملايين من الدولارات للجامعة لأغراض البحث العلمي.
اعتداءات على الطلاب
وقالت جماعة طلابية تمثل المتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي إن أمن الجامعة اعتدى على المتظاهرين.
وأحيت مجموعة من المنظمات الطلابية في جامعة كولومبيا أمس الأربعاء مطالب سابقة للجامعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بوقف استثمار أموال تبلغ 14.8 مليار دولار في شركات صناعة الأسلحة، وغيرها من المؤسسات التي تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ويحاول ترمب الجمهوري ترحيل بعض الطلاب الأجانب المؤيدين للفلسطينيين من الجامعات الأميركية، قائلًا إن وجودهم قد يضر بمصالح السياسة الخارجية الأميركية.
وطالب المتظاهرون في المكتبة كذلك بالإفراج عن محمود خليل، الناشط الفلسطيني وطالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا الذي لا يزال في محتجزًا في لويزيانا.