الإثنين 25 مارس / مارس 2024

تجدد التوتر في ناغورني قره باغ.. سقوط قتلى وجرحى في مواجهات جديدة

تجدد التوتر في ناغورني قره باغ.. سقوط قتلى وجرحى في مواجهات جديدة

Changed

تقرير لـ "العربي" في ديسمبر 2020 عن نزاع إقليم ناغورني قره باغ من الشرارة الأولى إلى الهدنة (الصورة: غيتي/ أرشيفية)
بعد حرب أولى في التسعينيات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان خريف عام 2020، للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية، التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان.

يعود النزاع في ناغورني قره باغ إلى دائرة الضوء من جديد، مع أعمال عنف بين أرمينيا وأذربيجان بالقرب منه، سقط بنتيجتها اليوم الأربعاء جندي أذربيجاني ومقاتلان أرمنيان.

يقع إقليم ناغورني قره باغ، الذي قيل إن معناه حديقة سوداء، في الجزء الغربي من أذربيجان ويضم 95% من السكان الأرمن. وهو يُعد جيبًا انفصاليًا مدعومًا من أرمينيا، ويتنازع عليه الطرفان منذ عقود شهدت حروبًا وتصعيدات دورية.

وقد تؤثر هذه الحوادث الأخيرة على محادثات السلام التي تجري منذ عدة أشهر بين أذربيجان وأرمينيا، الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، في القوقاز بوساطة من الاتحاد الأوروبي.

غارة جوية من مسيّرة أذربيجانية

وكانت أذربيجان قد أعلنت اليوم الأربعاء سيطرتها على مرتفعات إستراتيجية عدة في إقليم ناغورني قره باغ.

وقال الجيش الأذربيجاني إنه شنّ عملية أطلق عليها اسم "انتقام"، ردًا على ما سماه "التحركات الإرهابية غير المشروعة للمجموعات الأرمنية المسلحة في أراضي أذربيجان".

وأشارت السلطات في الجيب اليوم، إلى أن عنصرَين من القوات الانفصالية الأرمينية قُتلا وجرح 14 في غارة جوية من مسيّرة أذربيجانية، مستنكرة "الانتهاك الصارخ لوقف إطلاق النار".

في الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية مقتل مجند إثر "إطلاق نار كثيف" استهدف موقعًا للجيش الأذربيجاني في منطقة لاتشين العازلة بين الحدود الأرمنية وناغورني قره باغ.

ووقع زعيم الانفصاليين في ناغورني قره باغ أرايك هاروتيونيان الأربعاء مرسومًا يعلن تعبئة عسكرية جزئية في هذه المنطقة، بحسب موقع الرئاسة.

"لوقف التصرفات العدوانية"

إلى ذلك، دعت أرمينيا المجتمع الدولي إلى وقف تصرفات أذربيجان "العدوانية" في ناغورني قره باغ.

وقالت الخارجية الأرمنية في بيان، أن يريفان "تدعو الأسرة الدولية لاتخاذ تدابير لوقف التصرف والأعمال العدوانية لأذربيجان، وتفعيل الآليات لتحقيق ذلك".

من ناحيته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "الوقف الفوري" للقتال بين القوات الأذربيجانية والأرمنية.

وقال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في بيان، "من الضروري الحد من التصعيد والاحترام الكامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للبحث عن حلول تفاوضية".

أما وزارة الدفاع الروسية فقد أعلنت في بيان أن القوات المسلحة الأذربيجانية انتهكت في منطقة ساريبابا وقف إطلاق النار"، مضيفة أن "قيادة قوة حفظ السلام الروسية تتخذ مع ممثلين عن أذربيجان وأرمينيا خطوات لتحقيق الاستقرار".

وفي 30 يوليو/ تموز الماضي، اتهمت أذربيجان أرمينيا بقصف مواقعها القريبة من جيب ناغورني قره باغ، على ما ذكرت يومها وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان إنها ردّت على النيران بعد أن استخدمت أرمينيا المدفعية في مهاجمة قواتها في منطقتي لاشين وكالباجار إلى الغرب من الجيب.

وأشارت وكالة "إنترفاكس" للأنباء، إلى أن وزارة الدفاع الأرمينية نفت من جانبها اتهامات أذربيجان لها.

هدنة هشة بوساطة روسية

وبعد حرب أولى في التسعينيات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان خريف عام 2020، للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية، التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان.

وأسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل حوالي 6500 شخصًا، وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية.

وبينما تخلّت أرمينيا في إطار الاتفاق عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، نشرت روسيا قوة لحفظ السلام قوامها نحو ألفَي عسكري مكلفين مراقبة التقيّد بالهدنة الهشة. 

واعتبرت أرمينيا اتفاق وقف إطلاق النار إهانة، وطالب العديد من أحزاب المعارضة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان لتقديمه الكثير من التنازلات لباكو.

ولا يزال التوتر على أشده بين الجمهوريتَين السوفيتيتين السابقتين. ويبلّغ كلا البلدين بانتظام عن اندلاع أعمال عنف وسقوط ضحايا في صفوف الجنود.

وبوساطة من الاتحاد الأوروبي، تجري الدولتان مفاوضات للتوصل إلى معاهدة سلام.

ففي أبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضيين، أجرى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف محادثات في بروكسل مع باشينيان.

وبحسب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، يمكن أن يجتمع الزعيمان مرة أخرى هذا الصيف.

كذلك التقى وزيرا خارجية البلدَين الشهر الماضي في جورجيا، لإجراء أول محادثات مباشرة بينهما منذ نهاية حرب 2020.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close