تجدد الحرائق الغامضة بمدينة الأصابعة الليبية.. فريق خبراء أوروبي يتدخل
يبحث فريق من الخبراء بالاتحاد الأوروبي، في أسباب حرائق غامضة تندلع في عشرات المنازل في مدينة الأصابعة غربي ليبيا منذ 49 يومًا.
وأفاد بيان لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أمس الأربعاء، بأن "فريق خبراء الاتحاد الأوروبي يواصل تنفيذ مهامه الميدانية بمدينة الأصابعة، في إطار الاستجابة لتداعيات الحرائق التي اجتاحت المنطقة مؤخرًا".
وتقع الأصابعة في جبل نفوسة "الجبل الغربي" على بعد 120 كلم جنوب العاصمة طرابلس.
"معاينات ميدانية"
وفي الشهر الماضي، أكدت سلطات مدينة الأصابعة استقرار الأوضاع بعد احتراق أكثر من 150 منزلًا بشكل غامض، منذ 19 فبراير/ شباط الماضي، ما أدى إلى إصابات بالاختناق وألحق أضرارًا جسيمة بعشرات المنازل.
ولهذا دعت السلطات إلى ضرورة الاستعانة بخبراء دوليين ومختصين في البحث والدراسات المتعلقة بهذه الأزمة.
ويعمل الفريق راهنًا "بدعم مباشر من حكومة الوحدة الوطنية، التي فعّلت آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي"، وفق البيان.
ويجري الخبراء "معاينات ميدانية لتقييم الأضرار البيئية والبشرية والوقوف على الأسباب الفنية لاندلاع الحرائق".
وأوضحت حكومة الوحدة، أن الفريق الأوروبي يضم "خبراء من مالطا وفنلندا وإستونيا، ويعمل بالتنسيق مع المركز الوطني لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الليبي وبلدية الأصابعة".
ونقل بيان لبلدية الأصابعة، الأربعاء، عن الفريق الأوروبي الزائر قوله إنه "استعمل أحدث التجهيزات والأجهزة والطرق المتبعة للكشف عن أسباب الحرائق".
وعقب اجتماعها به، أوضحت البلدية أن الفريق الأوروبي أكد أن "القياسات التي استخدمها خلصت لاستبعاد الغازات والمواد الكيميائية والفيزيائية أو التلوث البيئي لنشوب الحرائق"، دون الكشف عن سببها.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أعلنت بلدية الأصابعة، استقرار الوضع في المدينة بعد أن تجاوز عدد الحرائق التي طالت منازل المواطنين أكثر من 150 آنذاك، إلا أن الحرائق عادت للاندلاع من جديد "لكن دون إحصائية رسمية جديدة".
ولا تتركز الحرائق في منطقة معينة، بل اندلعت بشكل متفرق في أنحاء المدينة، ما دفع بعض العائلات إلى إخلاء منازلها من الأمتعة والممتلكات خشية فقدانها حال حصول حريق.
وفي مواجهة تلك الحرائق التي أثارت الذعر بين السكان، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تشكيل لجنة طوارئ للتحقيق في أسبابها، بينما كلف النائب العام الليبي فريقًا من النيابة العامة ولجنة استشارية من هيئة البحث العلمي بالتوجه للمدينة للسبب ذاته.
كما أعلن عدد من الوزارات، بينها وزارة الشؤون الاجتماعية، تسخير إمكانياتها لسكان المدينة، وإرسال فرق مختصة في الإغاثة إليها.
يشار إلى وجود محميات طبيعية في ليبيا تواجه تحديات طبيعية تتمثل في الجفاف والحرائق، وأخرى بشرية مرتبطة بإزالة الغابات والزحف العمراني، ما يجعلها على الدوام في مرمى التهديد.